مقالات متنوعة

شهادة (جمهوري) على بني جلدته !!


وحُقَّ الاستغراب والدهشة لمن يستغرب وجود أتباع للفكرة الجمهورية (المنقرضة)، ويزداد الأمر عندما تجد من يفصح بانتسابه إلى الفكرة الضالة المسماة (الفكر الجمهوري)، ويبلغ العجب ذروته عندما يأتي من يحاول التبرير لمن ادعى الرسالة الثانية المرتد محمود محمد طه فيحاول تغطية الضلالات التي جاء بها ليجد لها مسوّغاً !! والأعجب أن ينسب ذلك للدين !! وإن كان من بقي من الجمهوريين ينكرون على طوائف وجماعات الارتزاق بالدين، فها هم وقعوا في ذات التهمة مع أن جرمهم أغلظ إذ يحاولون تبرير ما دعا إليه متبوعهم ويلصقونه بالدين والدين منه براءٌ براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

اطلعت في زمان سابق على مقال نشر بإحدى الصحف الإلكترونية (سودانايل) لكاتبه د.عبد الله عثمان بعنوان : (هل في الفكرة الجمهورية أسرار ؟ نعم ولا) .. هكذا عنوان المقال بإجابة الكاتب وإفادته بوجود (أسرار) بالفكرة الجمهورية، وفي ذات الوقت نفى وجود الأسرار وفصّل في ما كتب وهو أحد من بقوا من المتأثرين بهرطقات محمود محمد طه وأفكاره المنقرضة، ومما قاله الكاتب في الجزء الخاص بإثبات أسرار بهذه الفكرة المنقرضة قوله :

(نعود، بعد هذا، للشق الثاني وهو نعم أن بالفكرة الجمهورية أسرار. هي البداهة أنه طالما أن “فوق كل ذي علم عليم” فإن ما لا تعرفه أنت ويعرفه غيرك فهو بالنسبة لكل سر من الأسرار. بهذا المعنى فإنه سيظل في الدين أسرار ولعل ذلك أيضاً يتضّح في الحديث الشريف (لو توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده وما علم ذلك أحد.. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته). وفي حديث آخر عن العلوم التي عُلّمها النبي الكريم، في ليلة الإسراء، (علم نهيت عن تبليغه إذ علم أنه لا يطيقه غيري)!! في إجابة لسائل سأل بكوستي عن “صلاة الأستاذ” أجاب الأستاذ بقوله (أنا بصلي بإتقان شديييييييييييد لتقليد النبي لأمرو هو في التقليد لغاية ما أمرني بأن أكون أصيل وقال لي ها أنت وربك وأخذت صلاتي الفردية من الله بلا واسطة) …(ها أنت وربك) هذه هي بيت القصيد هنا. تلك “حضرة” لم يحضرها أحد غيره، بذلك فإن ما دار فيها يظل “سراً” إذ بطبيعة الحال، وكما يقول الأستاذ، فإن ما يتعلمه المعلم في معهد تدريب المعلمين لا يقوله كله للتلاميذ، ذلك لأنهم لم يتهيأوا له بعد. الذي ينوبنا من تلك “الإلمامة” ونعلم طرفاً منه هو ما طرحه الأستاذ في مؤلفاته وفي جملة ما رآه الناس من حاله الذي عاش به بين الناس. ما لا نعلمه يظل حالنا فيه حال الابنة ميسون النجومي* التي قالت (أنا مقبلة على الأستاذ ورامية التصديق قدامي، الما بفهمو ماعندي شك اني حفهمو و اصدقو) انتهى.

قلتُ : أتى الكاتب بحديث جمع فيه بين حديثين مختلفين أحدهما قول في الحث على التوكل والثاني في بيان أن عمل العبد لا يدخله الجنة إلا أن يتغمده الله برحمته ، فهذان حديثان صحيحان معلومان ولم يردا في حديث واحد كما أوردهما الكاتب !! ثم إنه أورد عبارة في وسط الحديث هي : (ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده وما علم ذلك أحد.. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا) فهذه العبارة لم أجدها في ما اطلعت عليه من كتب السنة ولا أدري من أين أتى بها الكاتب ؟!! وهي عبارة تشير إلى أن بعض الأمة قد يكون أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم في دين الله وهذا ضلال مبين باتفاق المسلمين العالمين منهم والجاهلين.

والحديث الثاني الذي أورده هو كذلك، فالكاتب بحاجة إلى أن يثبت العرش ثم ينقش كما يتهيأ له ويرغب، لكن هكذا يورد نصوصاً دون إسنادها إلى من رواها ومدى صحتها من ضعفها، وتعجب أنه أستاذ جامعي !!
وقد أورد الكاتب في هذا المقال اعترافات مهمة تضاف إلى الاعترافات السابقة لابنة محمود محمد طه أسماء بشأن صلاته التي كان يصليها وتلقيه التشريعات مباشرة وأنها تختلف مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤكد ما صرّح به صاحب الفكرة المقتول ردةً، بل بشأن طريقة تشريع محمود محمد طه لنفسه ولأتباعه الفكرة المخترعة من عنده فقال الكاتب : (أجاب الأستاذ بقوله (أنا بصلي بإتقان شديييييييييييد لتقليد النبي لأمرو هو في التقليد لغاية ما أمرني بأن أكون أصيل وقال لي ها أنت وربك وأخذت صلاتي الفردية من الله بلا واسطة) …(ها أنت وربك) هذه هي بيت القصيد هنا. تلك “حضرة” لم يحضرها أحد غيره، بذلك فإن ما دارفيها فيها يظل “سراً” إذ بطبيعة الحال) !!!

قلتُ: أين لقي محمود محمد طه النبي عليه الصلاة والسلام ؟!! وهل يجوز ادعاء أن الشخص يحق له ويصح منه أن يتعبّد بشيء لم يشرعه الله تعالى في كتابه الكريم ولم يكن على هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟!! أقول : من نواقض الإسلام دعوى الخروج من الشريعة الإسلامية إلى تشريعات يدعيها أصحابها سواء من أصحاب دعوى الباطن والظاهر والعلم اللدني والتفريق بين الحقيقة والشريعة وغيرهم.
وقد ختم الكاتب مقاله بنقل عن واحدة من أتباع الفكرة الكفرية الجمهورية إذ تبرّر بقولها : (الما بفهمو ما عندي شك اني حفهمو و اصدقو) !! قلتُ : هذا نفسه قول بعض النصارى الذين لم يقتنعوا بفكرة التثليث وكيف يكون الواحد ثلاثة والثلاثة واحد فقال بعضهم مبرّراً : سيأتي اليوم الذي نفهم فيه هذا الأمر وإن عسر علينا فهمه الآن ..

في ذات الوقت الذي قامت فيه العقيدة الإسلامية على الوضوح والإقناع وموافقة العقل والفطرة، إلا أنّ الهوى يجعل صاحبه يصر على فكره رغم عدم قناعته به، وربما العاطفة فما أكثر نشر من بقي من الجمهوريين صور المقتول ردّة محمود محمد طه، ويبدو واضحاً حضور العاطفة في إصرارهم على تمجيده رغم وضوح فشل مشروعه وانهياره رغم أنه كان يبشرهم بغير ذلك..

لقد نشرت ولا زلت أنشر بين حين وآخر بهذه الصحيفة حلقات للتعريف الموجز بالفكر الجمهوري، ومما قلته مما يحسن أن يعلّق به على دعاوى الكاتب أعلاه قولي : (وقد سعى محمود محمد طه سعياً حثيثاً متواصلاً للدعوة إلى نسف القواعد والأصول والأحكام الشرعية في دين الإسلام، ويزيِّن ذلك أحياناً بمصطلح : (تطوير الشريعة) تبعاً لتطور البشر، وهذا ما ردّدته ابنته (أسماء) في الحلقة التلفزيونية في برنامج : (نادي الاعترافات)، وفي غيره، فقد قال محمود محمد طه : (وحين يتطور الإنسان بفهم الدين، في فهم الدين، يطـور شريعتـه، تبعاً لحاجتـه ولطاقتـه، من القاعـدة الغليظة إلى قاعدة أقل غلظة .. فالأفراد يتطورون في فهم الدين فيدخلون في مراتب الشرائع الفردية، والمجتمعات تتطور، تبعاً لتطور الأفراد، فترتفع شرائعها من قاعدة غليظة إلى قاعدة أقل غلظة ).
وهكذا يعبر بألفاظ واضحة فيقول : (فترتفع شرائعها) إذ هذه أهم أهداف ونتائج الفكرة الجمهورية، وهي إخراج المسلمين من دين الإسلام وجعل كل فرد منهم يتعبّد وفق ما يهواه وما يمليه عليه الشيطان بدعوى الوصول والأصالة، ويتم الإعراض عن شريعة الله التي بعث بها خير رسله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. هكذا بإيجاز واختصار يصرّح مخترع ما سمي بالفكرة الجمهورية طريقاً يؤدي إلى جهنم والعياذ بالله ويكذّب القرآن الكريم فقد قال الله تعالى الذي قال : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) .. فهل بقي بعد هذا العرض الموجز لهذه الفكرة الشيطانية حجة لأحد يتعاطف معها أو مع مخترعها ؟! وهل تجدي العاطفة أحد أو تفيده وهو يطلع على هذا الكفر البواح ؟!).

وقولي : (إن (الأصالة) عند محمود محمد طه تعني أن يستمتع الفرد بترك التشريعات الواردة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتحقيق الحرية الفردية المطلقة في أن يتعبّد كل شخص بالطريقة التي يتوصل إليها، فتقليد النبي محمد عليه الصلاة والسلام تكون في (أصالته) فإذا صار الفرد أصيلاً فلا يكون مقلداً وقتها وإنما ينفرد و(يستمتع) بترك التشريعات الواردة في دين الإسلام ويجعل له تشريعات بحسب ما يصل إليه !!!

وهكذا ينسف الإسلام كله !! تحت نظرية الأصالة الجمهورية، وهكذا يتحقق هدف من أهداف الفكرة الجمهورية وهو رفع الأحكام الإسلامية التي أجمع عليها المسلمون واتجاه كل فرد بتشريع يناسبه في حرية مطلقة !! فلا تعجب إذاً أن يكون من أبرز المتباكين على محمود محمد طه شيوعيون وليبراليون وعلمانيون وبعض المنتسبين للطوائف الإسلامية التي تلبس عباءة العلمنة وتنادي بالحرية المطلقة.. هؤلاء هم من يقف في الخط الأول ممن يرددون ويصفون هذا الزنديق بــ : (الأستاذ) و(الشهيد) ويبعثون باللوم على ما يسمونه : (قوانين سبتمبر)، ويعتبرون النميري أخطأ وظلم بتنفيذ حكم الردة عليه.. وها نحن نضع بين أيديهم هذا الكفر الصريح والدعوة الشيطانية الإبليسية عسى أن يحدث لهم ذلك – على الأقل – حياءً فيكفون عن عباراتهم التي تردّد بين حين وآخر في هذه القضية).

د. عارف الركابي
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. محمود محمد طه زنديق زمانه النميري كان علي خق حينما قطع راس هذا الشيطان الذي كان يدبر تدبيرا دقيقا ليسمم اجساد المسلمين الشباب في ذلك الزمان وما زال بقيايا هذا الفكر الضال موجودا حتي الان ولكن اخف وطاة حينما كان ذلك الفكر في مجده فماتت الفكرة السامه الي الابد ذلك الدجال محمود اراد نشر افكاره التي لا يصدقها العقل فدخل في نفق ضيق وقطع راسه نظير تدبيره الماكر.