بعد أن خاصمته (الحيوية) لمدة عامين .. شَـارع النِّيـل (يتنفّس) مِـن جَـديد!
شَارع النِّيـل بالخرطوم هو واحدٌ من أهم شوارع العاصمة الخرطوم، وأحد مَعالمها البارزة، حيث تَطل عليه أهم مراكز الحكم والسِّياسة والاقتصاد والثّقافة.. ويضم أيضاً معالم المدينة السياحية، فهناك المباني الأثرية التاريخية والمتاحف مثل القصر الجمهوري القديم ومتحف السودان القومي وأيضاً المباني الحديثة المعمار مثل برج الهيئة القومية للاتصالات ومباني الوزارات والمصالح الحكومية المُهمّة والمُؤسّسات التّعليميّة كجامعة الخرطوم والمُنتزهات العَامّة.
(1)
قبل عامين من الآن، أصدرت محلية الخرطوم، قراراً يقضي بمنع ستات الشاي عن العمل بشارع النِّيـل وتجفيفه تماماً، ما جعل الشارع يبدو مهجوراً، وتسبّب هذا الأمر في ضَررٍ لستات الشاي ولكثير من الأُسر جَرّاء قَـرار الإيقاف.
أمّا على الصعيد الآخر، فحرم القرار كثيراً من الأُسـر والشباب من أهم مُتنفِّسٍ كَانوا يلجأون له بَعد يَومٍ عَملي شاقٍ، ورغم اللجوء للجهات المسؤولة، إلا أنّ الأمور ظلّت كما هي، وبعد عامين من القرار بدأت العودة التدريجية لشارع النِّيـل وبدأت الحياة تعود إليه عدة أيام، وظهر تدفق المُواطنين وستات الشاي والباعة الجائلين نحوه.
(2)
حليمة بائعة شاي ظلّت تعمل لسنواتٍ عديدة بشارع النِّيـل، أكّدت أنّ قرار الإيقاف كان بمثابة قاصمة الظهر لها ولأسرتها التي كانت تعول عليها من عملها كبائعة شاي، حيث تأتي منذ الخامسة مساءً وتُغادر بعد منتصف الليل وتقطن بمنطقة الحاج يوسف.. حليمة أبدت سعادتها بأنها ستعود للعمل مُجدّداً بشارع النِّيـل، لافتة إلى أنها كانت تعمل ما بين الساحه الخضراء وداخل بعض أحياء الخرطوم، إلا أنّ الأرباح لم تكن مُجزية لأنها فقدت كثيراً من زبائنها، مُتمنيةً أن يكون صدور قرار العودة من الجهات الرسمية حتى تُباشر عملها بشكلٍ طبيعي.
(3)
إيهاب عبد الرحمن لفت إلى أنّه ومجموعة من أصدقائه ظلوا مُداومين على زيارة شارع النيل وقضاء فتراتهم المسائية به رغم قرار التجفيف، إلا أنّه أبدى سعادته بقرار عودة الحياة الى شارع النِّيـل مَرّة أُخرى، قائلاً: (بعض ستات الشاي بدأن مُزاولة أعمالهن دُون مُضايقاتٍ من المحلية وبدا الشارع يستعيد حيويته مرةً أخرى).
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني