جرائم وحوادث

“قتلته عشان ترتاحي”.. حكاية “عريس شبرا” المقتول على يد شقيق زوجته

ظلت حياة الزوجين هادئة بعد شهر من زفافهما، حتى دبت الخلافات بينهما لغيرة “شريف” على “إيمان”، وانتهت بالاتفاق على مغادرة المسكن والانتقال إلى آخر، لكن شقيق الزوجة ظن أن الزوج اعتدى عليها في أحد شجاراتهما، فحضر على الفور، وباغت “العريس الجديد” بطعنة “سكين” أودت بحياته.

فر المتهم “محمد”، هربًا من قبضة الجيران، بعدما نفذ جريمته، وردد أمام الجيران موجهًا حديثه لوالدته: “قتلته عشان ترتاحي”.

المجني عليه ينتمي لأسرة بسيطة في منطقة بيجام في شبرا، مكونة من 5 أفراد، قبل سنة رغب في إتمام نصف دينه، وأبلغ والدته بالبحث عن عروس مناسبة له كونها تعمل “ترزية” ويمر عليها الكثير من بنات الحي.

ذات يوم دار حديث بين والدة المجني عليها وإحدى زبونات المحل عن أُمنية والدتها في تزويج شقيقتها، فاقترحت عليها جلبها ليراها ابنها، ويتعرف عليها. تم اللقاء في غضون أيام قليلة وأعجب “شريف” بشخصية الفتاة الهادئة، وطلب من أمه تنسيق موعد مع أسرتها لخطبتها.

اتفقت الأسرتان على تجهيزات الزيجة، دامت العلاقة طيبة بينهما حتى انتقل المجني عليه و”إيمان” إلى مسكن الزوجية بذات حي عائلتهما في سبتمبر الماضي، بدت علاقتهما حسنة خلال أول شهر من الزواج، إلا أن غيرة الزوج جعلته يعنف شريكته على أمور رآها محض شك في أخلاقها.. والدة القتيل تحكي لمصراوي.

لاحقت المشكلات الزوجية منزل العروسين في مطلع حياتهما معًا، وتدخل وسطاء من العائلتين لحل الخصومة بينهما طوال الوقت، إلا أن الزوج داوم على مطالبة زوجته بعدم الالتفات حولها خلال سيرها معه في الشارع، وارتدائها ملابس محتشمة عند الوقوف بشرفة الشقة، لترد الفتاة العشرينية: “بلاش تحسسني بشك.. أنا محترمة”.

اقتنع الرجل الثلاثيني بضرورة تنفيذ زوجته شرع الله- على حد وصف شقيق المجني عليه “كريم”- “عايزها تبطل تبص حواليها وتلبس ملابس حشمة وهي في البلكونة”.

الأجواء كانت ساكنة داخل شقة العروسين مع قرب سطوع شمس الخميس الماضي، المجني عليه يجهز حاله قبل الذهاب إلى عمله على “التوك توك”، إلا أنه فوجئ بوقوف “إيمان” بشرفة الشقة تتحدث في الهاتف، هرول نحوها “بتكلمي مين”، فردت مرتبكة: “بلم الغسيل”.

لم يصدق “شريف” روايتها، وحدثها بنفاد صبر عن استحالة جَمع الملابس المُجففة في هذا التوقيت المتقدم من اليوم، حتى تطور الأمر إلى مشادات كلامية، دفعت الزوجة للاتصال بنجل عم المجني عليه- أحد وسطاء خلافات العروسين- لتشتكي من تصرفات زوجها، فقدم على الفور، واتفق معهما على الانتقال إلى مسكن جديد بذات الحي.

بعد ساعتين من إتمام الصلح، ذهبت “إيمان” إلى الشقة الجديدة لتنظفها وتعدها للعيش بها، بينما كان الزوج يجهز محتويات مسكنهما القديم استعدادا لنقله. في تلك اللحظة حضر شقيق الزوجة متجهم الوجه، وقال لـ”شريف”: “مش هسيبك إنت بتتعرض لأختي”، ليحاول الأخير تهدئته، لكن دون فائدة.

لم يكف المتهم الشهير بـ”شلن” عن توجيه السباب للزوج، حتى طالبه الثاني بالرحيل عن منزله ما دام يرفض النقاش بهدوء، فباغته شقيق الزوجة بطعنة “سكين” في قدمه اليسرى، وفر هاربًا، بينما تثاقلت خطوات المجني عليه نحو الوراء، وسقط مدرجًا على الأرض وسط دمائه المتدفقة، حسب رواية شهود عيان لـ”مصراوي”.

سارع الأهالي بنقل المجني عليه إلى مستشفى ناصر، لمحاولة إسعافه، إلا أن الأطباء أبلغوهم بوفاته، وحرر محضر بالواقعة، وعُرض على النيابة التي أمرت بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

مصراوي