تحقيقات وتقارير

بعد بيان النيابة العامة وفاة المعلم أحمد الخير .. تسلسل الحدث

ألجم البيان الذي تلته النيابة العامة أمس الأول الخميس، بوكالة (سونا)، ألجم الألسنة وأخرس الأفواه، وكذّب كل البيانات التي خاضت في الحديث حول وفاة المعلم أحمد الخير (أستاذ خشم القربة)، بين تسمّم وعدم التعذيب.

بعد ثمانية أيام حسوماً، جاء البيان الممهور بتوقيع النيابة العامة أن السبب الرئيسي والأساسي لموت المعلّم هو التعذيب الأمر، الذي يترك خلفه علامات استفهام كثيرة تحتاج لمن يشرح ويوضّح للشارع العام، أن هناك خطأ ارتُكب من جهة محدّدة، يجب أن يكون الفيصل والخصم فيه للعدالة والقانون دون غيرهما، وهو ما تنتظره الأيام القادمة حول مجريات العدالة.

اليوم الاول (1)

كغيرها من مدن السودان طالتها الاحتجاجات، محلية خشم القربة التابعة لولاية كسلا، وبها يعمل المعلم أحمد الخير كواحد من معلمي تلك المنطقة، والذين مسّتهم معاناة الحياة والحالة الاقتصادية، وفي مساء الخميس 31 يناير 2019م، ولدواعٍ أمنيةٍ، كما قال البيان الذي أصدرته إدارة الإعلام بجهاز الأمن قامت وحدة أمن إدارية خشم القربة التابعة لولاية كسلا، بتوقيف المعلم أحمد الخير عوض الكريم ومعه آخرون، حيث خضعوا لتحقيق أمني حول بعض الأنشطة والأحداث التي أفادت المعلومات الميدانية بمشاركتهم في ترتيبها وتنفيذها، وقد تقرّر عقب انتهاء التحقيق نقلهم إلى رئاسة الإدارة بمدينة كسلا.

اليوم الثاني (2)

وفي اليوم الثاني الذي وافق الجمعة الأول من يناير وعقب أداء صلاة الجمعة أيضاً ـ بحسب بيان إدارة الإعلام بجهاز الأمن ـ تم إحضار وجبة غداء من مطعم معروف بخشم القربة، حيث تناول الوجبة عدد من المعتقلين وأعضاء الجهاز، وعقب ذلك شعر بعضهم ببعض التغيرات الباطنية (مبادئ تسمم)، حيث تناولوا بعض الكبسولات المهدئة، ومن ثم تحركوا إلى كسلا حيث ساءت حالة المرحوم في الطريق جراء (استفراغ وهبوط ومغص وإسهال)، مما دعا لإسعافه مباشرة لمستشفى كسلا حيث أسلم الروح هناك.

العدل تُطالب (3)

في اليوم الرابع، طالبت وزارة العدل، ممثلة في وزير العدل محمد أحمد سالم، والذي يرأس لجنة لتقصّي الحقائق حول الأحداث التي صاحبت الاحتجاجات من ولايتي كسلا والقضارف، تقريراً عاجلاً بشأن ملابسات وفاة معلّم قال ذووه إنه قضى نحبه تحت التعذيب، وكانت بعض الجهات غير المؤكدة، قد أعلنت مقتل أحمد الخير عوض الكريم المعلم بمدارس خشم القربة في ولاية كسلا السبت نتيجة تعرّضه للتعذيب عقب اعتقاله، وقال وزير العدل: نوجّه رئيسي الإدارة القانونية بولايتي كسلا والقضارف، بإمداد اللجنة بتقرير أولي عاجل حول ملابسات وفاة المعلّم المذكور، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بما في ذلك السلطات الطبية.

الشرطة تقول (4)

بينما أفادت رئاسة الشرطة، ممثّلة في مدير شرطة ولاية كسلا، أن المتوفى لم يتعرّض للتعذيب، مؤكدة أنه مات مسموماً بطعام موّرد الأطعمة، وجاء طلب الوزير لدى لقائه برئيس نقابة التعليم العام وأمينها العام، التطرق إلى ملابسات وفاة المعلم، حيث طالبت النقابة بالتحقيق حول الحادثة .

مظاهرة حاشدة (5)
اليوم الخامس، وعند تشييع المعلم، تحوّل التشييع إلى مظاهرة حاشدة في مدينة خشم القربة بشرق البلاد، وعندها بدأت عدد من اللجان تتكوّن مسرعة في الحصول على التأييد والرأي العام حولها، حيث أعلن المحامي العام صديق الشريف مقرر اللجنة التي كوّنها وزير العدل أن اللجنة بصدد تخصيص مكتب بوزارة العدل لتلقي الشكاوى والإفادات، وأي معلومات تعينها في أداء مهامها، وأشار إلى أن خطة عمل اللجنة تتضمن زيارات ميدانية لمواقع الأحداث المختلفة وإجراء لقاءات مع الجهات المعنية وتكوين لجان فنية لجمع المعلومات والحقائق والاستماع للإفادات من الأفراد والاطلاع على المستندات والوثائق ذات الصلة، وذلك بالتنسيق مع اللجنة العليا لمتابعة التحقيقات التي شكلها النائب العام.

الطبيب المعالج (6)

أفاد الطبيب المعالج بقسم الطوارئ بمستشفى كسلا، أنه بالكشف على الجثمان وُجدت كافة الأجهزة والأعضاء سليمة وبخاصة (الرأس، التجويفان الصدري والبطني، السلسلة الفقرية والحوض)، وأن هناك كدمات خارجية على الظهر، تم إخطار أسرته، حيث حضر أخوه وخاله، كما تم إخطار الجهات الرسمية والأمنية بالولاية، وتم تحويل الجثمان لمشرحة القضارف للتشريح.

لجنة نقابة المحامين (7)

نقابة المحامين، لم تُقصِ نفسها من الدخول في ساحة الحقوق والعدالة والإسراع في تقصّي البينات حيث طالب نقيب المحامين السودانيين عثمان محمد الشريف النيابة العامة بإجراء تحقيق عاجل في حادثة المعلم أحمد الخير جراء وفاته، وهو داخل أحد المعتقلات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، بولاية كسلا منطقة خشم القربة، وأكد نقيب المحامين أنهم بصدد تقديم العون القانوني بتمثيل الاتهام بالحق الخاص لذوي المتوفّى مشدّداً على أهمية التحقيق في القضية بغية الوصول لكافة الحقائق المتعلقة بالقضية .

نقابة المعلمين (8)

كان الأمر بالنسبة لنقابة المعلمين تحدياً جديداً يضع ذات النقابة على المحك، سيما وأنها مرت بالكثير من التجارب السابقة، حيث كونت نقابة المحامين لجنة يمثلها رئيس النقابة والأمين العام، وعدد من الأعضاء، وشرعت في مقابلة النائب العام لليوم الثاني من وفاة المعلم أحمد الخير وباشرت اللجنة مهامها واجتماعاتها، وأعلنت أنها ستكون بمقربة من الأسرة فيما يتعلق بالدعم القانوني إلى اكتمال التحريات ومعاقبة الجناة، بينما أكدت اللجنة أن كل التفاصيل والإجراءات التي تقوم بعض الجهات الأخرى تهمها فقط، ولكن القانون سيكون الفيصل في قضية المعلم أحمد الخير.

حقوق الإنسان (9)

هنا ظهر نجم في الأفق عليه ألا يغيب عن ساحة الأحداث لما يمثله من أهمية كبرى للحفاظ على حقوق الأخير وحمايتها من الانتهاك، حيث أصدرت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بياناً أدانت فيه ما حدث في مقتل المعلم أحمد الخير، وقال الأمين العام للمفوضية دكتور أحمد بامكار إن المفوضية أرسلت وفدًا للتقصي حول ما حدث والوقوف ميدانياً على التفاصيل، وطالبت المفوضية الجهات العدلية بالإسراع في التحريات وإدانة المُتسبِّبين في مقتل الأستاذ، وشدد على عدم استخدام القوة المفرطة تجاه المتظاهرين.

لجنة جهاز الأمن (10)

أوفد جهاز الأمن لجنة رفيعة المستوى تتكون من رئيس للجنة برتبة الفريق، عبد العزيز عبد الله بخيت، والمستشار أمن اللواء علي حسن، والمستشار أمن عميد أحمد عبد اللطيف نهاية الأسبوع الماضي إلى ولاية كسلا للتقصي حول وفاة المعلم أحمد الخير، والتقت اللجنة بوالي كسلا آدم جماع، ومدير جهاز الأمن بالولاية، العميد أمن علم الدين آدم مشي، الذي قال إنه من دواعي إحقاق الحق شروع جهاز الأمن في تكوين لجنة للتحري في وفاة المعلم وإبراز الحقيقة للشعب السوداني في واحدة من القضايا التي شغلت الأمة والرأي العام، كما استمعت اللجنة للكوادر الطبية التي قامت بالتشريح، واستمعت لعدد من الشهود، بعدها تحركت اللجنة لمحلية خشم القربة، وشرعت في استجواب كل أفراد وضباط الأمن بمكتب القربة، واستمعت كذلك إلى شهادات وأقوال خارج أسوار مكاتب جهاز الأمن، مشدداً أن كل الشهادات مصحوبة باليمين.

بيان النيابة العامة (11)

خلصت إجراءات النيابة العامة في تقصّيها لتفاصيل مقتل المعلّم أحمد الخير وأعلنت النيابة العامة أن المعلّم بخشم القربة لقي مصرعه جراء التعذيب بآلة حادة أو صُلبة بحسب التقرير النهائي الذي استلمته من الطبيب الشرعي وأوضحت بعدم وجود أي مواد سامة أو مخدّرة في دم المرحوم، وفقاً للعينات التي أخذت منه سابقاً للفحص. وأكدت النيابة العامة عدم تعرّض المعلم لأي اعتداء جنسي بآلة حادة أو غيرها. وقال رئيس لجنة التحقيقات عامر محمد إبراهيم في مؤتمر صحفي، إن النيابة العامة خاطبت مدير أمن ولاية كسلا لإفادتها بأسماء القوة التي كانت تتولّي التحقيق مع المعلم أحمد في وحدة خشم القربة والقوة التي أرسلت لإحضاره لولاية كسلا، وأكد عامر أن النيابة ستتخذ الإجراءات القانونية فور استلامها التقرير من مدير أمن كسلا.

تحالف النقابات (12)

نقابة المحامين كوّنت لجنة للإسراع في التحقيقات منذ بداية القضية، فيما أكد نقيب المحامين عثمان الشريف حرص النقابة على تحقيق العدالة في قضية المعلم أحمد الخير وسيادة دولة القانون وأن النقابة على كافة الاستعداد للوقوف بجانب نقابة المعلمين للوصول بهذه القضية إلى نهايتها من خلال تقديم العون القانوني، كما أمن على سلامة الخطوات التي اتبعتها النقابة في القضية.

مواقف حزبية (13)

كواحدة من ردود الفعل التي اجتاحت الشارع السوداني لمقتل المعلم أحمد الخير، دعا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي إدريس سليمان في مؤتمر صحفي بدار الحزب أمس الأول لإلغاء المادة 50 من قانون الأمن المتعلقة بسلطات الأعضاء، وطالب بإلغاء الطوارئ بولاية كسلا وحل المفوضية القومية لحقوق الإنسان وإعادة تشكيلها كاشفاً أن المؤتمر الشعبي، أرسل أربعة وفود من الأمانة العدلية بالحزب إلى ولاية كسلا للاستيثاق في قضية المعلم أحمد الخير، وطالب بلجنة للتحقيق، وليس تقصّي الحقائق.

عرض: النذير دفع الله
صحيفة الصيحة.

تعليق واحد

  1. يفصل كل من اسهم فى تعذيب المغفور له
    يحال للجهات العدلية مع التشديد بالقصاص عقوبة للمدانين بحسب التقارير الواردة من النيابة العامة ولجنة رئاسة الادارة..