قمة الاتحاد الإفريقي.. مخاوف مُستمرّة
يَضع القادة الأفارقة أمام قمة الاتحاد الإفريقي في دورتها الـ(32) المُنعقدة اليوم الأحد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جُملةً من القضايا والموضوعات المُهمّة، على رأسها ملفات اللاجئين والنازحين، إلى جانب قضايا الأمن والاستقرار وإنهاء الصراعات والحُرُوب التي ضَرَبَت القارة، كما تبحث القمّة دور الإصلاح المُؤسّسي للاتحاد الإفريقي وتمويله ذاتياً وإعادة هيكلة مفوضيته، بجانب قضايا أُخرى، بيد أنّ الاتحاد الإفريقي يُواجه الكثير من المَشاكل في مُقدِّمتها الهجرة.. في المُقابل استبشر القائمون على أمر القمة خيراً بأن تبعث الأمل من أجل تحقيق المُصالحة بين بلدان مثل إثيوبيا وإريتريا.
أرقامٌ قياسيةٌ
وسَجَّلت المفوضية السَّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال العام 2018 حوجة ثلاثين مليون شخص للمُساعدة في القارة الإفريقية، من بينهم سبعة ملايين ونصف لاجئ وستمائة وثلاثون ألف طَالب لُجوء ومليون شخص بدون جنسية ونصف مليون من اللاجئين العائدين. فيما يبقى النازحون الداخليون المجموعة الأكبر في العام 2018، فأكثر من 18 مليون إفريقي يُعتبرون نازحين داخل بلدانهم ويفشلون في مُغادرتها لأسبابٍ مُختلفةٍ، وبحسب المفوضية السَّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنّ جنوب السُّودان الذي تفتك به الحرب الأهلية والمجاعة به نحو 2,3 مليون شخص هربوا إلى أوغندا وإثيوبيا والسُّودان، وتأتي هذه الدول في المرتبة الأولى من بين الدول التي يقصدها اللاجئون الأفارقة.
* إنهاء الصراعات
حسناً، للقمة التي تنطلق اليوم دورٌ كبيرٌ في إرساء السلم في القارة الإفريقية، فقد أسهم السُّودان في ذلك من خلال الجُهُود التي قادها لإنهاء الصراعات في كل من إفريقيا الوسطى وجنوب السُّودان بشهود الاتحاد الإفريقي، الذي كان داعماً لتلك المواقف، هذا ما أكّده مدير مركز الراصد للبحوث والعلوم بروفيسور الفاتح محجوب في حديثه لـ(الصيحة)، وقال إنّ الاتحاد الإفريقي من خلال عقد القمة الحالية وطرحه للقضايا الأساسية، والتي على رأسها ملف اللاجئين والنازحين، يُعاني من مُشكلة التمويل، الذي يأتي من دولٍ أُوروبيةٍ لأنشطته كافة، مُشيراً الى وجود عَجزٍ وَاضحٍ من قبل أعضائه مُقابل التمويل، وأوضح محجوب أنّ تمويل القوات يتم عبر دول أوروبية ومُنظّمات أُممية، وأضَافَ أنّ الاتحاد الإفريقي لا يزال دوره بعيداً عن مُساهمته في قضايا القارة الإفريقية، لكنه عاد وقال إنّ له دوراً فعّالاً كوقوفه مع السُّودان وكينيا في موضوع المحكمة الجنائية.. وفيما يتعلّق بمسألة اللاجئين يقول إنّ الاتحاد الإفريقي لا يستطيع الإنفاق عليهم، وإنّما يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المفوضية السَّامية لشؤون اللاجئين، ويعزو ذلك إلى كونه يُعاني من مشاكل تمويلية وهذا الضعف يُؤثِّر على قُدرته في اتّخاذ القرار، ولذلك نجده لا يستطيع تمويل اللاجئين وتكوين قُوّات إفريقية للتدخل، على سبيل المثال القُوّات التي شاركت في مالي كان تمويلها من فرنسا، ومن خلال ذلك فالاتحاد الإفريقي يُعاني عجزاً كبيراً، فهو غير قادرٍ على التمويل لحلحلة القضايا التي تُعانيها القارة الإفريقية، وأضَافَ أنّ للاتحاد الإفريقي دوراً سِياسيّاً في مُعالجة القضايا السِّياسيَّة، أما فيما يتعلّق بخُصُوص المُصالحة بين إثيوبيا وإريتريا، قال محجوب إنّ موضوع المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا ليست له علاقة بالقمة الإفريقية، وهي في الأصل مُبادرة من رئيس مجلس الوزراء الإثيوبي، باعتبار أنّ الصراع كان بين المجموعة المُهيمنة في الدولتين، ورأي أنّ وجود مجموعة جديدة حكمت إثيوبيا لإنهاء الصراع.
* لقاءاتٌ ثنائيةٌ
فيما يعتزم الرئيس البشير، إجراء لقاءات مع عَدَدٍ من الزعماء الأفارقة المُشاركين في القمة لمُناقشة العلاقات الثنائية خلال مُشاركته في القمة الإفريقية على هامش اجتماعات القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وسيقدم رؤساء الدول والحكومات ضمن جدول أعمال القمة، تقارير اللجان لكل من رؤساء تشاد والكونغو والجابون والسنغال وسيراليون، والخاصة بقضايا وضع الحكم في إفريقيا، وتقريراً عن التعليم والعلم والابتكار، بجانب تقرير عن تَوجيه وكالة الاتحاد للتنمية “نيباد”، وإصلاح مجلس الأمن بالأمم المتحدة.
*مُعاهدات واتّفاقيات
وحسب أجندة القمة، مُتوقّعٌ أن يعتمد القادة مشروعات ومعاهدات واتّفاقيات قانونية، وهي مشروع معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية، ومشروع النظام الأساسي للجنة الإفريقية للسينما والوسائل السمعية والبصرية، ومشروع النظام الأساسي لمركز الاتحاد الإفريقي الدولي لتعليم البنات والنساء في إفريقيا، ومشروع تعديل المادة 35 من ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية، ومشروع سياسية الاتحاد الإفريقي للعدالة الانتقالية، إضافة إلى تعيين القادة الأفارقة 7 أعضاء جُدد في مجلس الاتحاد الإفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد، و5 أعضاء جُدد في مجلس السلم والأمن الإفريقي، إضافة لتعيينات أُخرى.
*التزامٌ وتعاونٌ
خلال القمة، يُشارك الأمين العامة لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في فعاليات المؤتمر الـ32 لقمة الاتحاد تلبيةً لدعوة تلقّاها من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بحسب المُتحدِّث الرسمي للجامعة، وتأسيساً على المُشاركة المُؤسسية المُميّزة التي تجمع بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وتجديداً للعهد الذي قطعته جامعة الدول العربية، والتزامها بمُواصلة مسيرة تعاونها الاستراتيجي المُمتد مع الاتحاد الإفريقي في كل ما من شأنه أن يدعم من المُشاركة التّاريخيّة التي تربط بين العالم العربي والدول الإفريقية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والثقافية، بجانب تناوله سُبُل تعزيز العمل العربي الإفريقي بشكلٍ مُتناسقٍ وتكاملي، بغية مُعالجة الأزمات والتّعامل مع التحديات المُشتركة التي يُواجهها الجانبان من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في الدول الواقعة بالفضاء العربي الإفريقي المُشترك، إلى جانب استعراض ما تَحَقّقَ من تقدُّمٍ في تنفيذ المُقرّرات التي صَدرت عن القمة العربية الإفريقية الرابعة التي عُقدت في غينيا الاستوائية (نوفمبر) 2016، والتحضيرات الجارية لانعقاد القمّة الخامسة بين القادة العرب والأفارقة في الرياض خلال العام الحالي.
صحيفة الصيحة