تحقيقات وتقارير

الوَحمَـة: تفاصيل خلايا صبغية أصبحت مصدر إزعاج لبعض الإناث

تعرّضت فتاة برازيلية للكثير من المُضايقات في الشارع العام ومن الذين حولها، بعد أن ظلوا يصفونها بالقبيحة والغريبة، لأنها ولدت بوحمة سوداء ضخمة على وجهها جعلتها محط أنظار الجميع، من جانبها قالت الفتاة إنها خُضعت لعلاجات بالليزر عندما كانت صغيرة للحد من (الوحمة) حتى تتفادى عبارات التهكم التي يزعجها البعض بها والأنظار المُتّجهة نحوها إلا أنّها فشلت.

(1)
من المعروف أنّ بعض الأطفال حديثي الولادة تظهر على أجسادهم ما يُسمى بـ(الوَحمة) وهي تَختلف في الشكل والحجم والمَنطقة التي تُوجد بها، وَعَادةً ما يكون لونها بُنياً أو رَمادياً أو أسود، وحسب تعريف الأطباء لها بأنّها علامات تَظهر على الجلد، وحوالي أكثر من 80% من الأطفال حديثي الولادة يُوجد لديهم نَوعٌ من هذه الوَحمات، مُشيرين إلى أنّ بعض هذه الوحمات تظل مع الطفل بقية عُمره أو تتلاشى مع الوقت وعادة تكون غير مُؤلمة وغير ضارة ولكن دائماً ما يُفضّل فحصها من قِبل الطبيب.

(2)
ظَلّ عَددٌ كَبيرٌ من الأشخاص يشكون من مُعاناتهم مع (الوحمة) وتحديداً العُنصر النسائي مِمّن تَظهر (الوحمة) لديهم في منطقة بارزة كما حدث مع الطالبة نسيبة مصطفى التي أوضحت قائلةً: “صادف أن تكون (الوحمة) موجودة على ظهر يدي في شكل دائرة سوداء كبيرة زادت مع تقدمي في العُمر وعانيت بسببها كثيراً لأنّ البعض منهم يسألني مُباشرةً بمُجرّد النظر إليها (ده حريق واللا شنو؟) والبعض الآخر يمُعِّن النظر وفي عينيه أسئلة تبحث عن إجابة، مُشيرةً إلى أنّ أسرتها رفضت أيِّ تدخل جراحي لتلك الوحمة خوفاً من حُدُوث َمكروهٍ”.

(3)
من جانبها، وصفت المُوظّفة صفية عبد المولى معاناتها مع (الوحمة) قائلةً: (تقع وحمتي في الجانب الأيمن لوجهي كاملاً حتى أصبح النصف الأول لوجهي بلونه الطبيعي والنصف الآخر بلون غامقٍ لون الوحمة، في الماضي كُنت ارتدي النقاب حتى أتفادى نظرات الناس وأسئلتهم، ولكن بعد مُرور الوقت اكتشفت بأنّ النقاب ليس حلاً للمُشكلة فاضطررت لخلعه لمُواجهة واقعي، إلا أنّني واجهت مُعاناة أكبر من المُجتمع والشّارع، بل وصل الأمر أنّ البعض كَانَ يَخاف مني، وبعضهم أطلق عليّ لقب الشبح، إلا أنّني في نهاية الأمر استسلمت للواقع ولا يهمني ما يقوله البعض).

(4)
عددٌ من الفتيات أكّدن بأنه تُوجد لديهن (وحمات) لكن في مناطق مُختلفة من أجسادهن غير ظاهرة للعيان إلا أنّهن يتخوّفن من اتساعها، مُشيرات الى أنّ بعضهن لجأ لإجراء جراحة تجميلية حتى لا تكون بالنسبة لهن مصدر قلق في مُقبل الأيام، إلا أنّها لم تأتِ بنتائج ناجحة.

(5)
من جانبه، عرف بعض الأطباء الوحمة بأنها إما أن تكون نتيجة لتراكم بعض الأوعية الدموية تحت الجلد ويكون لونها وردياً إلى الأحمر الدّاكن حَسب عُمق هذه الأوعية الدّموية، أو تكون نتيجة لنمو غير طَبيعي للخلايا الصبغية التي عَادَةً ما يكون لونها بُنياً أو رمادياً أو أسود، وأنواعها مُختلفة، منها الوحمة الدموية وفي بعض الأحيان يجب مُراقبتها لعدة أسابيع أو أشهر قبل تحديد نوعها، مُشيرين إلى أنّ أكثر الأنواع شُيُوعاً هي الوحمات الوعائيّة الدمويّة ولا تظهر هذه الوحمات مُباشَرةً بعد الولادة لكنها تظهر بعد الأسابيع الأولى من الحياة، مُوضِّحين: (هناك وحمة الشامة التي تظهر عند الولادة أو بعدها ويُمكن أن تُوجد في أيِّ مَكَانٍ من الجسم وتكون مُسَطّحة أو مُرتفعة ويكون لونها أسود أو بُنياً وبها شعر أو لا يوجد بها، وتختلف في الحجم وتوجد عند حوالي 1% من حديثي الولادة، ومُعظمها لا يكون خطيراً لكن يجب مُتابعتها باستمرارٍ، مُؤكِّدين أنّه لا تُوجد أسبابٌ رئيسيةٌ معروفة للوحمات الوعائية، فمُعظم الوحمات الوعائية غير موروثة وليست لها علاقة بأيِّ شَيءٍ يُمكن أن يحدث للأم أثناء الحمل).

الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني