سد النهضة.. هل أُسدل ستار الخلاف؟
أثار ملف سد النهضة منذ بداياته، الكثير من الخلافات في دول حوض النيل الشرقي نتيجة التداعيات السلبية التي تتخوّف منها دول مصب نهر النيل، وفي خطوة وصفها المُراقبون بالمُوفقة والناجحة، اتّفق قادة السودان ومصر وإثيوبيا على العمل للتّوصُّل إلى توافق حول المسائل العالقة بشأن مُفاوضات سد النهضة، ويشدد اللقاء الأول الذي جمع قادة الدول الثلاث على أهمية تشييد السد في مواقيته دون الإضرار بمصالح الآخرين، وقال وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد إنّ القمة تناولت التقدم المُحرز في إنجاز السد، بجانب التنسيق والتعاون بين البلدان الثلاثة، فيما تمّ التفاكر حول الاستحقاقات المُترتِّبة في المُستقبل لضمان المُضي قُدُماً في العمل بسد النهضة حسب الخُطط المُتّفق والمتعارف عليها، لافتاً الى اتّفاق القمة على أهمية تشييد السد مع مُراعاة المنافع المُستحقة للبلدان الأخرى.
*ﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤُﻨﺎﻭﺭﺓ
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. خالد حسن لقمان أ انّ ﻛﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺑﻊ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺪﺳﻢ، ﻓﻤﺎ أﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺣُﺪُﻭﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﻤﺎﺛﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺼﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﺛﻴﻮﺑﻲ، ﺇﻻ ﺃﻧّﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺆﻛّﺪ ﺃﻥّ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻗﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺑﺮُﻭﺡ ﺍﻟﻤُﻨﺎﻭﺭﺓ ﻭﻓﻖ ﻣُﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻟﻌﺒﺎ ﻣﻌﺎً ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺴﺐ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻤُﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻏﻴّﺮ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺣﻼﻳﺐ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ، فيما يرى عدد من المُراقبين أن شخصية رئيس الوزراء الإثيوبي آﺑﻲ ﺃﺣﻤﺪ لعبت دوراً كبيراً في تجاوز العديد من العقبات، مُشيرين إلى الأفكار ﺍلاﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ لدى الرجل ﻟﻤُﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺘﻰ ﻃﻤﻮﺡ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻘﻖ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ.
*لا ضرر ولا ضرار
حسناً، إن ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻵﻥ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﺿﻌﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﻻ ﺿﺮﺭ ﻭﻻ ﺿﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﺼﺮ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﻣﺎ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠّﻊ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﻔﻬﻢ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﺍﻵﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ “آﺑﻲ ﺃﺣﻤﺪ” ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻣُﺪﻫﺸﺔ ﻭﺛﻘﺔ ﻣُﻔﺮﻃﺔ.
*عورة سد النهضة
وفي ذات السياق، يرى خبير الموارد المائية حيدر يوسف بخيت في حديثه لـ (الصيحة) أنّ التصريحات الصادرة من آبي أحمد قبل شهر هي مواصلة لتمرير سد النهضة وليس العكس، وسوف يتم إيقاف العمل فيه لعدم الاستفادة منه، لكن في الحقيقة أنهم يسعون إلى تجميد الدراسات والبحوث التي تُجريها الشركات الفرنسية التي كانت تكشف عورة سد النهضة، وتم تعطيل تلك الدراسات وتعطيل العمل في الخزان وتم تجميده قولاً، ولكن أمس الأول تحدثوا عن الاستثمار في سد النهضة قبل الحديث عن الدراسات المُتخصِّصة التي تجيز ملء الخزان العلمي الصحيح، هذه الخطوة تُؤكِّد أنهم تخطوا حتى الأشياء العلمية التي من المُفترض أن تكون في مثل هذه الحالات، فهي خطوة أخرى لتمرير سد النهضة بكل أضراره.
تقرير: سارة إبراهيم عباس
صحيفة الصيحة.