في إستطلاع حول (الخصوصية) سيدات: في ناس بتدخل في أدق التفاصيل حتى في (غرفة النوم)
جرت العادة لدينا كسودانيين أن يكون الفضول هو سيد الموقف في كافة مناحي حياتنا سواء كان ذلك على الصعيد الشخصي أو العام، ماسحاً بذلك نهج (الخصوصية)، وضارباً بها عرض الحائط، ورغم أن الشخص في كثير من الأحيان يحتاج الى الخصوصية في حياته إلا أن من حوله يفشلون هذا الأمر بالتدخل المباشر فيما لايعنيهم .
فهناك من يتدخل في لبسك ومظهرك وحتى طريقة كلامك، ولا يكتفون بالتدخل فقط، وإنما أحياناً يملون عليك ما يجب أن تفعله، وعلى صعيد آخر هناك من يتدخل في اختيارك لأثاثات منزلك، وحتى ألوانها .
فتح هذا الملف وأستطلع عدداً من المواطنين من الجنسين حول إذا ما كانت الخصوصية حاضرة في مجتمعنا أم لا .. فيما نطالع ماقالوه ..
بداية التقينا المهندس أحمد الذي قال: فعلاً هذا موضوع يستحق الوقوف عنده، رغم أنني ضد التحدث ، لكن هذا الموضوع بالذات فهو يتطلب التحدث فيه، فالخصوصية تكاد تكون معدومة في مجتمعنا من كافة النواحي والزوايا، فالتدخل في شؤون الأخرين لا يأتيك من أفراد أسرتك فحسب، بل في محيط عملك وحتى في المركبة العامة التي تستغلها .
هناك من يتدخل ويقول لك (أجلس هنا)، وعندما قاطعناه بأن هذا الأمر نوع من البساطة، جاءت إجابته قاطعة بأن هذا تدخل في الخصوصية، وليس له علاقة بالبساطة ونحن المفترض كمجتمع سوداني، أن نحسن من صورتنا وسلوكنا خاصة وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بانفسهم .
وعلى ذات الصعيد ذكرت فتحية وهي موظفة بإحدى الشركات قائلة: (نحن ما بنعرف حاجة أسمها خصوصية) حتى أن البعض يطالبك ممن يحيطون بك بشرح لأدق تفاصيل حياتك وهذا الأمر عند السودانيين فقط لكن في الدول الأخرى، وبين الشعوب في تلك الدول هناك احترام للخصوصية .
أما معاوية وبحسب صحيفة آخر لحظة، فبدأ حديثه لنا بالطرفة التي تقول بأن هناك شخصاً سأل طفلاً صغيراً، كان يبكي بحرقة فقال لماذا تبكي، فجاءه رده قائلاً (أبوي دقاني في التحشر المتل تحشرك دع) ، مما يعني أننا نتدخل فيما لا يعنيننا.
بدءأ من صغيرنا إلى كبيرنا فالكل يريد أن يعرف عن الآخر حياته وما يجري فيها، وهذا أمر لا يحمد لنا كشعب واعي ومثقف وعبركم أطالب الناس باحترام خصوصية الغير، وعدم التدخل فيما لا يعنيه .
الخرطوم (كوش نيوز)