تحقيقات وتقارير

مياه البحر الأحمر .. جهود ما قبل الأزمة


على الرغم من الانتظام النسبي في إمداد المياه بمدينة بورتسودان هذه الأيام واستقرار أسعارها نسبة لبرودة الطقس وقلة استخدام واحتياج الناس للمياه، إلا أن مدير هيئة مياه ولاية البحر الأحمر، المهندس مبارك فتح الرحمن كشف عن أن حجم العجز في مياه الولاية يبلغ حالياً نسبة “40%” وتعهد بسد العجز كلياً بحلول 2020م. وهو الأمر الذي أثار هلع الكثيرين.

وأعلن مدير هيئة مياه الولاية عن سعي الحكومة لإنشاء مصدر جديد بخلاف سد أربعات بتمويل اتحادي وولائي وهو سد عروس، وقال مبارك في تنوير صحافي للوفد المرافق لآلية متابعة البرنامج الخماسي الأسبوع الماضي إن إنتاج الولاية من المياه حالياً 70 ألف متر مكعب يومياً وحاجة الاستهلاك 130 ألف متر مكعب، بنسبة عجز 40%، موضحاً أن إدارته ركزت خلال الأعوام 2015-2019 على زيادة الإنتاج وتغطية المناطق بما يضمن انتظام الإمداد، وقال إن الولاية اتجهت بصورة أساسية لمشروعات حصاد المياه نسبة لضعف موارد المياه بإنشاء عدد من السدود بالمحليات، مشيراً إلى أن الخطة تشمل كل الأنشطة المتعلقة بالمياه، وهي متوائمة مع زيرو عطش. موضحاً أن العام الماضي شهد إقامة سدود بعدد من المحليات وحفر مائة بئر في (10ّ) محليات وتوقع أن تصل لأكثر من “250ّ” بئراً، مؤكداً استفادة الولاية من هذه الآبار، مشيراً إلى أن السدود ترتبط بموسم الأمطار وتتأثر بحالتي نقص وزيادة هطول الأمطار التي تسبب سيولاً تجرف بنية الآبار.

تركيب المحطات
وقال مبارك فتح الرحمن إن العام الماضي شهد توسعاً في تركيب المحطات الصغيرة بتركيب “15” محطة مياه ومواصلة الأعمال في الخطة بالتركيز على تركيب محطات جديدة عبر القطاع الخاص، إفادات المهندس مبارك فتح الرحمن فتحت الباب أمام احتمالات عودة الأزمة مع بداية حلول فصل الصيف لكن وزير التخطيط والبنى التحتيه محمد الحسن طاهر هييس أكد تحسبهم واستعدادهم لفصل الصيف وقال لـ (السوداني) إن وزارته تعمل بخطى حثيثة في صيانة وتجهيز وتنويع مصادر المياه بمدينة بورتسودان وببقية محليات الولاية.

تحسبات ما قبل الصيف
وأعلن وزير البنى التحتية إرسال وفد من وزارته إلى المملكة العربية السعودية في بحر هذا الأسبوع لاستجلاب إسبيرات ومعدات لمحطات التحلية المتوقفة بالولاية، مشيراً إلى أنه تم تركيب محطة تحلية جديدة في بورتسودان بطاقة ثلاثة آلاف متر مكعب وتجري صيانة محطتين لإنتاج أكثر من عشرة آلاف متر مكعب في اليوم وذلك قبل دخول الصيف إلى جانب العمل في توفير التمويل لسد عروس الذي اكتملت دراساته وتم فرز العطاء وتبقت مرحلة توفير التمويل لبدء التنفيذ.

سد عروس
وقال هييس إن سد عروس سيكون سداً رديفاً لسد أربعات الذي من المقرر أن يتم العمل في تعليته خلال هذا العام مبيناً أن تراكم الطمي غطى حوالي 30% من سعة سد أربعات وذلك لأن بوابات السد معمولة بنظام الهيدروليك لكنها لم تعمل منذ إنشاء السد في العام 2002م رغم أن الأصل في تشغيل سدود المياه أن تعمل بنظام البيارات. وأكد وزير البنى التحتية أن مخزون المياه حالياً في سد أعلى البوابة بأربعات حوالي 14 متراً طولياً أي ما يعادل 8 ملايين متر مكعب، وقال إن حكومة الولاية بقيادة الهادي محمد علي اتعظت بتجربة أزمة المياه في الصيف السابق ووضعت تحوطاتها مبكراً لصيف هذا العام وأعلن عن تجهيز أسطول من التناكر لنقل المياه في المصادر وتوزيعها في المناطق غير المغطاة بالشبكة في فصل الصيف للمساهمة في تركيز الأسعار كما تمت مراجعة وصيانة الخطوط الناقلة للمياه من مصدر أربعات إلى مدينة بورتسودان، وتم قبل ذلك ربط سد أربعات بالشبكة القومية للكهرباء لضمان استدامة الضخ من السد إلى المدينة وحول موقف المياه ببقية محليات الولاية قال هييس إن أغلب المحليات تنعم باستقرار نسبي وأن العمل جارٍ في إصلاح أعطال محطات التحلية وحفر الآبار وتوسعة السدود بالمحليات.

بورتسودان: عبد القادر باكاش
صيحفة السوداني.