منوعات

بعد أن صارت أهم أسلحتهم… كيف يحصل المُتسوِّلون على (الروشتات المضروبة)؟!


(أبوي في المستشفى، مفروض يعمل عملية، ودي الروشتة الكتبها لينا الدكتور ومكتوب عليها سعر العلاج)، عبّر هذه العبارة وروشتة مضروبة أو مُزوّرة يَستطيع بعضهم من استمالة عَطف أصحاب القُلُوب الرَّحيمة والحُصُول على مَبلغٍ من المال.

(1)

ظاهرة جديدة تجتاح شوارع العاصمة، مُنتشرة بكثرة في المُدن والأسواق والشوارع والإستوبات، والمساجد عقب الصلوات… موقع “خرطوم ستار” حاول أخذ رأي الشارع العام حول هذه الظاهرة من خلال هذا التقرير، الذي بدأه شيخ الصادق وهو أحد أئمة المساجد بالخرطوم، والذي بدأ حديثه مُتسائلاً، هل كل حامل روشتة يحتاج للمُساعدة أم أنّ البعض يستخدم هذه الروشتة كوسيلة كسب سريع وطريقة للتّسوُّل؟ ويضيف: “التّحرِّي والدِّقّة من قِبل المُتصدِّقين أمرٌ ضروريٌّ حتى لا تتسبّب في مُساعدة انتشار تلك الظاهرة التي هي سلاح ذو حدين”، وقال إنّ مُعظم الروشتات تكون بلا أختامٍ تخرج من مُنظّمات تقوم بتوفيرها للمُتسوِّلين مُقابل أجرٍ مُحَدّدٍ، وأغلب المُستشفيات أصبحت على عِلمٍ بهذه الحِيَل وباتت تتّخذ إجراءات للحد منها!!

(2)

أمي عيانة وراقدة في البَيت والعلاج غالي ودي الروشتة… عبارة يُردِّدها طفل يدعى إبراهيم، لم يتجاوز سنه الـ12 عاماً، يتواجد دائماً داخل أسوار جامعة الخرطوم، عدد من الطلاب عبّروا عن ضجرهم من تكرار هذا المشهد يومياً، فذهبوا للطفل ونصحوه بابتكار طُرقٍ جَديدةٍ واتّخاذ أماكن مُتنوِّعة إن كان لا يريد التخلي عن التّسوُّل… الشاب محمد تحدث عن أنّ التّسوُّل ظاهرة عالمية ومُنتشرة في كل البلدان، نجد أن هناك أشخاصاً يطلبون المال والمُساعدة في الطُرقات، فهذا أمرٌ طَبيعيٌّ، لكن غير الطبيعي والمُلفت للنظر هي الحِيَل والوسائل المُستخدمة حَديثاً لاستثارة شفقة الناس وكَسب عَطفهم، ويُواصِل: الرُّوشتات المَضروبة هي آخر ما تَوصّل إليه المُتسوِّلون، والمُحزن في الأمر أنّ هناك أشخاصاً قادرين على العمل ويتمتّعون بصحة جيدة وتجدهم أيضاً يحملون هذه الروشتات ويتجوّلون في الشوارع والمساجد يطلبون المُساعدة!!

(3)

من جانبه، تحدث الدكتور أحمد السنجك، عن أنّ أغلب الروشتات التي يتم إعطاؤها للمَرضى يكون عليها ختم المستشفى، وقد يُباشر المَريض باستخدامها كأداة لكسب تعاطف المُجتمع وجمع المال بعد التعافي، ولو دقّقنا في روشتات المُتسوِّلين لوجدناها تحمل تاريخاً قديماً في الغالب، ويضيف السنجك: “أما عن طريقة حُصُول المُتسَوِّل غير المَريض على الرُّوشتة، فيكون بطريقةٍ غير رسميّةٍ، إمّا بتواطئهم مع أحد العَاملين بتوفيرها لهم أو سَرقتها من بعض المَرضى الحَاملين لها”، ويُواصِل قَائلاً: “بخُصُوص هذا التّزوير أو الاستخدام غير السَّليم، قد يُعرِّض الطبيب أو إدارة المُستشفى للمُساءلة القَانونيّة إن تم بها الاحتيال للتّأكُّد من صحة المرض والختم الذي تحمله الروشتة”.

صحيفة السوداني.