مقالات متنوعة

قلناه .. ونكرره


نكرر ونعيد ما قلناه قبل موجة المظاهرات والاحتجاجات.
قلناه ونكرره بعد ما يقرب من الشهرين من اندلاعها.
قلناه ونكرره حيث الخسائر الكبيرة على مستويات كثيرة.
قلناه ونكرره حباً في بيان الشرع والصبر على الأذى فيه.
قلناه ونكرره نصحاً للأمة وإبراءً للذمة.
قلناه ونكرره حباً في أهلنا ومجتمعنا ووطننا الحبيب.
قلناه ونكرره حرصاً على الدماء والأنفس المعصومة.
قلناه ونكرره شفقة على شبابنا وحرصاً عليهم.
قلناه ونكرره لأنه حق واضح أدلته محكمة ومقاصده لا تخفى.
قلناه ونكرره وقد تبينت المفاسد والأضرار.
قلناه ونكرره طمعاً في وعي وإدراك من لم يتبين له الأمر.
قلناه ونكرره طمعاً في الأجر والثواب..
ومما قلناه ونكرره :

إن الصبر على أخطاء الحكام والصبر على استئثارهم وعدم الخروج عليهم ، وعدم شق عصا الطاعة أصل من أصول ديننا الخاتم ، وإن الخروج على الحكام لا يجوز ولا يحل إلا بتحقق شروط وردت في النصوص الشرعية وجاء بيانها وتفسيرها في المقاصد المرعيّة ومنها شرط الكفر البواح الظاهر الذي فيه برهان جلي وشرط القدرة على تغيير الحاكم وأن لا تكون مفسدة تغييره تغلب مفسدة بقائه. وأنتقي من كلام الأئمة الراسخين على اختلاف العصور ما يلي : – قال التابعي القدوة الحسن البصري: «اعلم ــ عافاك الله ــ أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب، إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع».
– وقال ابن تيمية: «وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير» وسرد جملة من الأحداث وعدّدها ليوضح ما قال.

– وقال ابن القيم: «نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة ــ وإن ظلموا أو جارواــ ما أقاموا الصلاة، سداً لذريعة الفساد العظيم والشر الكثير بقتالهم كما هو الواقع، فإنه حصل بسبب قتالهم والخروج عليهم أضعاف ما هم عليه، والأمة في بقايا تلك الشرور إلى الآن».
– وقال ابن أبي العز الحنفي: «وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، لأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات، ومضاعفة الأجور، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل. فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل. قال تعالى «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير». وقال تعالى: «أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم»، وقال تعالى: «ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك» وقال تعالى «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون»، فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم»« أ.هـ
– وقال المعلمي: «وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر» وسرد ـ أيضاً ـ جملة من الأحداث.
هذا مما قلناه ولا نجد حرجاً في تكراره .. وهذا المصير الذي تحكيه الصور مما حذرنا منه.. ولا نزال نحذر منه.. والسعيد من وعظ بغيره..

د. عارف الركابي
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد