منوعات

فتاة مصرية تقتل حماتها بوحشية

12 ساعة فقط كانت كفيلة بكشف غموض مقتل عجوز زعربانة برمل الإسكندرية بمصر وإماطة اللثام عن تفاصيل الواقعة التي هزت أركان الحى وكادت تبث الرعب في نفوس الأهالى خوفا على حياتهم وممتلكاتهم .
أنهى القضاء المصري تفاصيل جريمة راحت ضحيتها عجوز على يد زوجة ابنها ، حيث أمر قاضى معارضات محكمة جنح أول الرمل بتجديد حبس (ضحى.ح.ع) المتهمة بقتل حماتها 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة.

كانت العاشرة صباح يوم الخميس الماضي، تلقى قسم شرطة أول الرمل بلاغا من شرطة النجدة يفيد بمقتل عجوز وإصابة زوجة ابنها على يد مجهول وسرقة مشغولات ذهبية ومبلغ مالي وفر هاربا. في دقائق كانت سارينة سيارات الشرطة تبدد هدوء شارع الصولى المتفرع من شارع الكامل بمنطقة باكوس، وصعد ضباط المباحث إلى الطابق الثالث بالعقار رقم 10.

“ضحى .ح.ع” ربة منزل في العقد الثالث من عمرها، حامل في شهرها السادس، تجلس مصابة على كرسى بصالة الشقة لا تتوقف عن البكاء وبصوت متحشرج تصرخ «الظالم قتل نينة» وقبل أن تسترسل في شرح تفاصيل الواقعة كانت قوات الأدلة الجنائية قد شرعوا في بدء عملهم لرفع البصمات وجمع الأدلة من مسرح الجريمة بينما كان المستشار أحمد سمير غيث، رئيس نيابة الرمل، يناظر جثة المجنى عليها «فريال.م.ر» 70 عاما، ربة منزل، ممدة على سرير بغرفة نومها، تميل بشرتها إلى لون الزرقة مما يرجح وفاتها نتيجة إسفكسيا الخنق.

«منافذ الشقة سليمة وتوجد بعثرة في بعض محتويات غرفة نوم القتيلة، وكسر في دولاب حجرة النوم وسرقة مشغولات ذهبية كانت ترتديها المجنى عليها».. كان هذا ما توصل إليه الفحص المبدئى لمسرح الجريمة بمعرفة المقدم أمير المهندس رئيس مباحث قسم شرطة الرمل.

و سأل رئيس النيابة زوجة الابن التي لم تتوقف عن البكاء، حيث قررت أن مجهولا رن جرس الباب الساعة التاسعة والنصف صباحا وعند فتحه سألها: «فين الست الكبيرة اللي هنا؟»، وباستفسارها عن سبب سؤاله اقتحم الشقة ما أدى إلى إصابتها في ظهرها ووقوعها على الأرض وقبل أن تستفيق كان قد استولى على المسروقات وقتل حماتها ولاذ بالفرار.

رجال الشرطة أو النيابة، لم يقتنعوا وهو ما دفع اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، لتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء شريف زكي، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. فيما أمر المستشار أحمد غيث بالتحفظ على جميع الكاميرات الموجودة بالشارع لبيان وجود غرباء صعدوا للمنزل من عدمه.

وكشفت جهود البحث عن مفاجأة من العيار الثقيل، حيث تبين من فحص الكاميرات عدم خروج أو دخول أي شخص من باب العقار في توقيت الحادث بحسب رواية المبلغة، في حين أن المعلومات التي جاءت عن التحرى عنها لم تكن كافية سواء بإدانتها أو بإبعاد الشكوك عنها.

وعن أسباب تواجد زوجة الابن في منزل الضحية أوضحت أنها تزوجت من ابن المجنى عليها منذ 10 أشهر فقط وأنها اعتادت الحضور إلى منزل حماتها بصحبة زوجها للمبيت أيام الأربعاء والخميس والجمعة لرعايتها بالتناوب مع باقى أبنائها، حيث قسموا الأسبوع فيما بينهم.

تم نقل جثة المجنى عليها إلى المشرحة والتحفظ على قطعة من اللحاف بها آثار دماء وإرسالها إلى الطب الشرعى فيما أمرت النيابة بحجزها على ذمة التحقيقات لحين كشف غموض الحادث.

كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء حينما جلست «ضحى» أمام عمرو أبوعرب، معاون مباحث قسم شرطة الرمل، ليعيد سؤالها عن ملابسات الواقعة وكانت تفرك أصابع يدها وتنظر إلى الأرض خشية أن ينظر معاون المباحث في عينيها اللتين ربما تفضحان جريمتها.

الذهب اللى في إيدك ده جبتيه منين؟.. سؤال ألقاه «أبوعرب» على «ضحى» فنزل عليها كالصاعقة، وبسرعة أجابت «انا معنديش دهب».. فوجئت بضابط المباحث يخرج من خلف مكتبه ويمسك بيدها: أمال الغوايش دى بتاعة مين؟

“غويشتان ودبلة وخاتم” ترتديها ضحى دون أن تشعر، وبتضييق الخناق على زوجة الابن، اعترفت بقتل حماتها بكتم أنفاسها وسرقتها، وتوالت اعترافاتها.

يوم الحادث استيقظت من النوم الساعة التاسعة صباحا بمنزل حماتي وجهزت الإفطار لزوجى حيث تناوله وغادر المنزل، فجأة الشيطان لعب برأسى.. حماتي تحتفظ بالأموال في الدولاب وتضع عليه رزة وقفل من السهل فتحه وأخذ بعض النقود دون أن تشعر.. حاولت كسر القفل لكنى فشلت فاستعنت بمفك وطرقت على القفل بعنف ولكن حماتى استيقظت وسألتنى «إنتى بتعملى إيه» وقبل أن يرتفع صوتها جريت في اتجاهها وحطيت اللحاف على وشها وضغطت بكلتى يدى.. خوفت من أن تخبر زوجى وتبقى فضيحة ومنظري يبقى وحش قدامه ويطلقني ولم يمض على زواجنا سنة.

تتابع المتهمة: لم أشعر أنى قتلتها.. كنت كالطير المذبوح لا يشعر بأى شىء.. أكملت فتح الدولاب ووجدت 22 ألف جنيه أخذتها وأخفيتها بين ملابسى وقبل أن أغادر الغرفة تذكرت الذهب الذي ترتديه حماتى فخلعته من يدها وارتديته لحين إخفائه ثم صرخت واختلقت قصة دخول حرامي لإبعاد الشبهة عني.

واصطحب كامل مكرم، وكيل النائب العام، المتهمة إلى مسرح الجريمة مرة أخرى لتمثيل جريمتها أمام النيابة العامة، فيما منعت قوات الأمن زوج المتهمة من الحضور خشية انتقامه لوالدته. وبدت «ضحى» متماسكة، وصورت كيف ارتكبت جريمتها، وجاءت المعاينة متوافقة مع ما أدلت به من أقوال.

و توصلت تحريات الشرطة إلى أن المبلغ المسروق كان عبارة عن 15 ألف جنيه تحتفظ بها الضحية لأعمال الخير حيث كان معروفا عنها المداومة على إطعام المساكين و7 آلاف جنيه قيمة معاشها هي وزوجها المتوفى.

العربي الجديد