رأي ومقالاتمدارات

إسحق فضل الله: المواطن السوداني هو من يقوم باختلاس (يومي) وفي كل ساعة

انس الخميس .. أو الحديث معها
في قصة لك الشاب تحدثه الفتاة لتقول له إن (الأمر له أهمية شديدااا..جيداً( تقصد شديدة جداً وتضغط على الحروف الخطأ..) والشاب/ سكراناً من النشوة/ يمشي إلى بيت الحرازة (إنداية؟؟) وهو يركل الحصى وأمامه تتراقص خيالات بديعاااا جيداً
> أستاذ إسحق.. كيف تراك تمشي إلى بيت الحرازة الآن؟؟
(سميرة)
> بنتنا سميرة.. أوجعتنا بالحديث عن أيام القصة ونحن نمشي ونركل الحصى الآن.. ونمدح الرسول ونغني ونخطب ونعظ ونحذر. و.. نجمع حديث الاقتصاد والدين والمخابرات والشمس والقمر.
> نجمع لأن الأمر واحد.. واحد مختلف (واحد مختلف مثلما أن كل عضو في جسمك له شكل مختلف.. والأعضاء هذه .. واحدة)
> نمشي ونركل الحصى ونقول اكتب ونقول.. لا فائدة
> فالدولة الآن في عالم الاقتصاد هي الجاحظ ( الجاحظ يقول
: أنا مصاب بالنقرس.. ومصاب بالفالج.. وأحد جنبي إن سقط عليه الذباب غوثت.. والآخر إن قرض بالمقاريض لم أشعر به
> والدولة الآن.. بين شُح السيولة وشُح الدولار.. إن هي عالجت شأن السيولة التهب الدولار أكثر وإن هي عالجت شأن الدولار التهب شُح السيولة أكثر
> وأهل الطب يقولون إنك عند الغضب تلطم الحائط لينطلق الألم في يدك.. لأن الألم في الجسد أفضل من الألم في النفس
> ونحن نركل الحصى.. والألم يقول
: الدولة إن هي أعلنت أنه
:لا بنزين دون ترخيص
حصلت على مليارات جديدة.. فالعربات التي تعمل دون ترخيص.. آلاف.. آلاف.. ترخيصها يجلب ملياراً
> والدولة إن هي أعلنت
: لا وقود بالسعر المدعوم إلا للعربات المرخصة
> حصلت على حجم هائل يبقى من الوقود المدعوم
> والدولة إن هي أعلنت حجماً محدداً لكل عربة (والكمبيوتر يضبط الأمر) ثم سعر مرتفع لما بعد الجالون الثالث.. الدولة عندها تحصل على المليارات
> و.. و..
> والحصى الذي نركله يقول لنا
: الدولة هذه.. ألا تعرف ما تعرفه أنت؟
> ونقول : تعرف.. ويمنعها شيء لا نعرفه
> والمحاكمات.. الدولة تعرف أن عدم إعلان أحكامها شيء يثير السخط لكن الدولة لا تعلن.. والدولة تصنع السخط .. لشيء لا نعرفه
> و(لا نعرفه) جملة تعني أن الدولة خططها إن هي كشفتها ضربها العدو.. والدولة إن هي لم تعلن خططها ضربها الناس
(2)
> والرسائل تقول
: الدولة تتعامل مع أغنياء فاسدين يمتصون دماءها؟؟ أغنياء فقط؟
> لا.. لا.. الدولة تتعامل في حقيقة الأمر مع المختلس والفاسد الأعظم
> فالمواطن السوداني هو من يقوم باختلاس (يومي) وفي كل ساعة
> قال: تهرب يومي من الضرائب.. اختلاس
> وفي العالم من يتهرب من الضرائب يسجن ويفضح ويمنع من الوظائف ومن السياسة و..
قال: المواطن عندنا يعتبر الدولة نوعاً من العدو.. فهو يهرب ما استطاع من حقوق الدولة.. من إيجار المحلات.. من .. من كل حق من حقوق الدولة.. ويعتبرها فلاحة
> مليون مواطن يتعامل يومياً مع الدولة وكل منهم يتهرب من دفع مائة جنيه رسوم تعامل في مكتب هنا وهناك ومائة مليون جنيه تضيع يومياً
> والإحصاء يكشف أنها مليارات
(3)
> قال: الصين شهدت من الخراب ما تعرف .. روسيا.. حتى بعد ذهاب الشيوعية تعود إلى خراب يذكرك بعام 1917
(عام 1917 كان المشهد في موسكو هو.. كل أحد يحاول أن يبيع كل شيء ليشتري الطعام.. وما يعرضه الناس على جانب الطرقات للبيع هو أحذية.. ملابس قديمة.. ميداليات ملغاة.. تذاكر يا نصيب.. ملح.. نظارات مكسورة).
> والجوع كافر
> ويلتسن بعد سقوط الشيوعية أول التسعينات الماضية يواجه مثلها ومرتبات العمال تصبح كميات من الصابون.. والجوع في الاتحاد السوفيتي يعود
> وتاريخ النصف الأول من القرن مثلها في اليابان كوريا ألمانيا جنوب شرق آسيا كله والهنود.. و..
> والدول هذه كلها خرجت من المستنقع حين وجدت شيئاً صغيراً
> وجدت حكومة توقف كل شيء عدا الطعام.. الطعام فقط
> وتلطم ما سواه وتلطم أهل ما سواه
> ونحن..؟؟
> قبل عشر سنوات (أو أقل) كانت اليونان تصل إلى الجوع
> و الأرقام كئيبة لكن صحفياً مصرياً يحكي صورة اليونان في كلمتين.. قال
: دعوت فتاة في أثينا للطعام.. وكنا جلوساً في المطعم (على الرصيف) نأكل.. بعد قليل قالت لي الفتاة في خجل
: هل أستطيع أن ادعو أمي وأختي للأكل معنا؟
قال الكاتب: فوجئت بأن الأم والأخت كانتا تجلسان على الجانب الآخر من الطريق تنظران إليّ
> قال: الألم جعلني لا أستطيع الأكل
> في العراق الجوع يلخصه السياب بجملة واحدة
قال
(: لم يمض عام
والعراق ليس فيه جوع)
> اليمن كانوا في السودان جاء بهم الجوع.. لخمسين سنة
> الدول الأفريقية حولنا أهلنا يقيمون في السودان.. جاء بهم الجوع
> قال الإصبع الدامي
: تعرف أن تاريخ العالم هو تاريخ الجوع والحرب.
> والهروب من الجوع يصنع الثورات والثورات تصنع جوعاً أكثر
> والثورات تاريخها كله هو رجل أو رجال يصرخون ضد الفساد.. ضد الكبت.. ضد الموت
> ثم يملكون.. ثم ما يقع هو المزيد من هذا كله
> قال: الأمر قديم وشكسبير في القرن السابع عشر.. مشهد في مسرحيته.. وزعيم الثورة المنتصر.. وهو تحت التدليك.. يطلب قوائم المرتبات ليقوم (يخصم ما يلزم) له هو.. كان هذا هو أول منجزاته
(4)
> أستاذة
حديثك يقول إنك تقرأين بكثافة ونعود معك الأسبوع القادم.. إلى الكتب و..
: لماذا لا نكتب في القضايا اليومية
: ولا نكتب في القضايا اليومية لأن حكاية زلزال ومشهد في تركيا يكفي
> وتركيا زلزال فيها قبل سنوات يركم العمارات
> وصاحب عمارة انهارت يظل هناك يلتقط قطع الزجاج المحطم.. يلتقط ثم ينهمك في غسل وتلميع كل قطعة زجاج
> ونحن لا نكتب في القضايا اليومية لأننا لا نريد أن ننهمك في تلميع شظايا الزجاج.. والأمة تنهار
> وما نذهب إليه هو جمع الركام.. ركام الفهم العجيب للدين الآن..
> ركام السلوك العجيب لأمة كل فرد فيها يخطف ويجري (ثم يصرخ غاضباً ليسأل عن الخراب لماذا).. ويشتم الدولة
> ركام شباب تقودهم المخابرات العالمية وتجعلهم يظنون أنهم يعرفون شيئاً.. بينما الاقتصاد الآن والحرب الآن والإعلام الآن.. وكل شيء الآن هو نوع من الدوار والجنون والخراب..
> وركام حكومة تظن أنها تستطيع أن تظل تهدهد الناس وكلما ضربهم أهل الفساد)
دولة تهدهد الشعب الباكي وتقول: معليش.. معليش.. بدلاً من أن تلطم الفساد بالأيدي والجزمة
> أستاذة
> يبقى أن اقتراحك الذي يقدم الحل للمعضلات الآن هو شيء يشبه اقتراح إلقاء اثنين وعشرين كرة قدم في ميدان كرة القدم.. حتى لا يتنازع اللاعبون كرة واحدة
> ونلقاك الأسبوع القادم

إسحق فضل الله
الانتباهة

‫12 تعليقات

  1. جر جر هس ياحمار انخع ياناقه صواريخ مسمومه زي اسلامكم المسموم اخرص بس تسقط بس جر جر بس

  2. بقي المواطن هو المختلس !!!
    الدول المحترمة التي تجني ضرايب من المواطنين تصرفها عليهم تعليم وصحة وتنمية وخدمات…انت وحكومتك الحرامية قدمتو شنو للمواطن يا فاسدين..ندفع ليكم ضرايب عشان تجيبو اسلحة تكتلونا بيها وتصرفوها علي مليشيات البشير

  3. العجز..هو
    والاسلوب هو
    من يجعل قله من الآخرين يسخرون ويسخرون ..منك..
    لكن لاتاخزهم.الجماعة فاطين سطر .معلقين في كلمة تسقط بس. وبعدها.؟؟؟؟

  4. نسال الله لك الهداية. ..
    كما نسال الله ان يمحو من الارض كل كوز فاسد…..
    ونسأل الله ان يرينا فيهم جبروتة اليوم لا غد..

    يا راجل اتق الله و استر عورتك بانك كوز كاذب….. المؤمن يسرق… المؤمن يزني… يسكر….. لكن المؤمن لا يكذب. ..
    نعم الشعب اغلبة يتهرب من الضرائب لكن لمن تذهب هذة الضرائب. ..
    الشعب يعي ويعرف ويعلم كمية الفساد والاستبداد واوكارها وان شخصيات تتعامل علي انهم هم فوق القانون وانهم ليس كالجميع … لعنة الله تغشاكم اينما كنتم لا خير فيكم ..
    لم تتطرق لاي فساد وفضح رموزه. … همك كل شيوعية وخيال علمي ونسل تاريخي مشكوك فية وكمان بتعرف وعالم ببواطن المور وانك فرد واحد تعلم من موسسة حكومية كاملة…سبحان الله. ..
    ربنا يهديك…..
    ربنا ينتقم منكم ومن كل كوز وكل من ساند كوز ولو بحرف

  5. التجار يتهربون من الضرائب حقيقة لا يختلف عليها اثنان ولكن اين دور الاعلام الذي ينتقد الدولة فقط ولا يستطيع ان يتحدث عن كبار الراسمالية؟ لماذا لا يستثمر الراسمالية في اقتصاد الانتاج الزراعة والصناعة مع انها اكسب عشرات المرات بدلا من السمسرة وتجارة العملة ؟ في هذا نجاة للاقتصاد باجماع الاقتصاديينة لكن لماذا نحن كمواطنين لا نتحدث الا عن تسقط او تقعد ؟ ضعوا ايديكم علي الحلول واستعينوا بالله تحل المشاكل

  6. يا زفت الطين سألتك بكل عزيز لديك: الجهل والتحذلق والتقعر والتفاهة والادعاء الاجوف والركاكة ان تريحنا منك!!! ولو غلبك … اسألك بكل ما سبق ان تخفى عنا صورتك!!!
    عايز ادعو عليك بالذهاب الى المزبلة لكن ما عايز ادعو على المزابل!!!

  7. حقيقى المواطن هو المختلس .. ويوميا .. لكنها كلمة حق قصدت بها باطل

    كان الاولى ان تقول لما يقوم المواطن بالاختلاس اليومى من الدولة
    عندما تكون هنالك خدمات مقابل ماتحصله الدولة يوميا من مليارات تهون للمواطن حياته وعلى راسها تنقلاته بالمواصلات العامة
    عندما يجد المواطن تلك المليارات موجهة الى البنى التحتيه وخدمات صيانة الطرق والنظافة العامة وصحة البيئة .
    عندما يجد المواطن ان تلك المليارات المحصلة يوميا موجهة الى التعليم والصحة وغيرها ..
    عندما يجد المواطن ان تلك المليارات تعود عليه وعلى المسئولين تنفيذيين وغيرهم بمساواة ودون تمييز
    عندما يجد المواطن ان محصلى تلك الاموال يشكرون الناس على اقتطاعها من لحومهم الحية وتقديمها للدولة وليس اذلالهم لتحصيلها
    عندما
    وعندما
    وعندما
    وقتها .. يمكن ان تقول مقولتك .. ورغم ان ماسبق ليس مبررا .. الا انه عند الكاش يقل النقاش .. وانا اولى من هلفوت كل موهلاته انو سجم رماد جابو حزبو في منصب سياسى مفصل تفصيل .. ويغنى على بنظريات ما انزل الله بها من سلطان .. ولاتغنى ولاتسمن من جوع ولو بعد مليون سنة حكم ..

  8. رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)

    خسئت ايها الاسحاق الكاذب المنافق المتملق

  9. والدولة الآن.. بين شُح السيولة وشُح الدولار…. السياسات الإقتصادية الفاشلة والقائمين على أمرها هي الأسباب

    الدولة تتاجر في الدولار… وكذلك بنك السودان وتجار المؤتمر الوطني والرأسماليين .. كيف ينخفض الدولار … ونظرية الربة ربة شغالة

    فليقوم بنك السودان بتغير العملة ويجعل الأموال تدور في النظام المصرفي ويركز على الرؤوس الكبيرة ويكون الكل سواسية في التعامل

    لماذا لتهرب المواطن المسكين من الضرائب … فلنظر الي مزاينة الأمن والدفاع والكمية الهائلة من المحركات والقوات ولنوجه الصرف عليها الي التنمية والانتاج … بعدين ح تلقى المواطن يأتي اليك بالضرائب

    السودان لكل السودانيين لا فرق لمؤتمرجي على شويعي أو صوفي .. العدل .. والمساوة وأحترام القوانين فوق الجميع واللا علي وعلى أعدائي

  10. للأسف الشديد الدولة هي المسؤولة عن الفساد ومحاربة الفساد بكل أنواعه فساد الحكومة أدى الى فساد المواطن واشترى الفساد في جل الناس وهذا أدى الى الانهيار الاقتصادي. لكن نرجع ونقول كل انسان مسؤول عن تصرفاته والمسؤولية فردية كل واحد يراجع نفسه. كثرت هذه الايام تجارة العملة وتجارة الرباء أي بيع الشيكات وكل هذا حرام شرعا لا يختلف فيه اثنان وهذا أدى الى الكارثة الاقتصادية والحكومة ان لم تستطع محاربة الفساد ابتداءاً بنفسها فلترحل من غير رجعة والله المستعان