تحقيقات وتقارير

رئاسة الوطني.. الـ (9) الكبار في الميزان


بعد أن أعلن الرئيس عمر البشير حل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ وإلغاء التعديلات الدستورية، وأنه رئيس قومي بموجب الدستور والصلاحيات الممنوحة له، فإنّ كثيراً من المتغيرات والأحداث ستتشكّل مع هذا القرار، أولها الفراغ الذي سيتركه في رئاسة المؤتمر الوطني وبالتالي زالت وأُلغيت كل احتمالات ترشحه في انتخابات العام 2020، وهو ما يجعل حزب المؤتمر الوطني أن يعيد كل ما بناه وخطّط له خلال الفترة الماضية، وإعادة النظام الأساسي، وإعلان رئيس جديد للحزب، ومن ثَمّ تقديمه مرشحاً للرئاسة في العام 2020 خلفاً للرئيس البشير، ولكن الناظر الى مجريات الأوضاع سيجد كثيراً من التعقيدات التي تُحيط بإمكانية وجود شخصٍ يحل محل البشير، ففي المساحة التالية نستعرض أهم رجال حزب المؤتمر الوطني الذين يُمكن لهم أن يخلفوا البشير…

فيصل.. بين الحِدّة والمرونة

نائب رئيس الحزب الدكتور فيصل حسن إبراهيم، تظل حظوظه في اعتلاء كابينة قيادة للمؤتمر الوطني الأعلى نسبةً لما قام به الرجل من إنجازاتٍ كثيرةٍ، وتوليه العديد من الملفات ذات الحساسية، سيما ما يتمتع به الرجل من إدارة وحسم، حيث تقلد عدداً من المناصب منها وزير الزراعة والموارد الطبيعية بولاية البحيرات سابقاً، وزير الزراعة والثروة الحيوانية والري ولاية الخرطوم، ثم والي شمال كردفان ووزير الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي الاتحادي قبل ان يتولى وزير ديوان الحكم الاتحادي من يوليو 2015م – فبراير 2018م، ثم تعيينه مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس الحزب حتى هذه اللحظة، هذا فضلاً عن عدد من المناصب الحزبية، منها نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب فبراير 2018م، وعضو المكتب القيادي، ثم عضو مجلس الشورى القومي، وعضو المجلس القيادي القومي، وعضو أمانة الاتصال السياسي، وعضو أمانة الاتصال السياسي (رئيس دائرة)، وعضو اللجنة العليا لبناء المؤتمر الوطني بالجنوب، وعضو مجلس الشورى بولاية شمال كردفان، ورئيس المؤتمر الوطني السابق بشمال كردفان، ورئيس دائرة كردفان الكبرى الاتصال التنظيمي سابقاً، ولكن ما يحوم حول الرجل تلك الخلافات السابقة التي شهدها في شمال كردفان والتي مازالت ظلالها باقية.

علي عثمان.. نيفاشا وكتائب الظل (2)

يرى كثيرون أن علي عثمان هو الأنسب بين كل عضوية المؤتمر الوطني لأن يتم ترشيحه رئيساً للمؤتمر الوطني وبالتالي ترشيحه للرئاسة، لما يتمتع به من تجارب تكفيه ان يتولى الرئاسة، سيما وان الرجل كان يوماً من الأيام قريباً من الرئاسة ويعرف تفاصيلها جيداً، وتوليه عدة مناصب حكومية ونيابية سابقاً بين القضاء والمحاماة، اُنتخب عن حزب المؤتمر الوطني لثلاث دورات متتالية، تولى خلالها رئاسة لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان، وظل نائباً أول للرئيس البشير حتى يوليو العام 2005، ثم أصبح نائباً ثانياً بعد اتفاقية السلام وتولي جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان منصب النائب الأول، خاصة وانه كان واحداً من أبرز القيادات في الحركة الإسلامية السودانية، كان له دور مركزي في الوصول إلى اتفاقية نيفاشا، كلفه الرئيس البشير بعدها بإدارة ملف المفاوضات المتعلقة بإقليم دارفور، وفي العام 2013 أعلن الرئيس عمر أن نائبه علي عثمان محمد طه استقال لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة جديدة بعدما وصفه بأنه رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد، بينما يتّهمه بعض مُنتقديه بأنّه أضعف الحركة الإسلامية السودانية وساهم في تقسيمها في التسعينات، في وقت كان يمكنها أن يقوم بدور نموذجي، وآخرون يرون أن تصريحاته الأخيرة بوجود كتائب الظل التي ستدافع عن النظام سيخصم من رصيد الرجل كثيراً، مقرين له في الوقت نفسه بنظافة اليد وعدم التكسب من السياسة.
وقال القيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق أمس لـ (الصيحة) إنّ علي عثمان هو الأنسب لرئاسة الحزب من حيث الكفاءة والخبرة.

نافع علي نافع.. بين الحدّة ولحس الكوع (3)

يتّهمه الكثيرون بالحدة والصلابة التي ربما اكتسبها من الشخصية الأمنية، حيث عُيِّن مديراً لجهاز الأمن العام مع قيام ثورة الإنقاذ بسبب خلفيته وترتيبه ودقّته للأشياء ورصد المعلومات، ثم تلقد إدارة جهاز الأمن الخارجي برتبة رفيعة قبل أن يُعفى من منصبه، ثم وزيراً للزراعة والغابات ومُستشاراً لرئيس الجمهورية للسلام، ثُمّ وزيراً لديوان الحكم الاتحادي قبل أن يصبح مؤخراً مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني في وقت سابق قبل تنحيه عام 2013 من منصبه الحكومي والإبقاء على منصبه السياسي في الحزب، يتهمه منتقدوه بأنه حادٌ، دائماً ما يستفز معارضيه واشتهر بجملة (لحس الكوع)، وأصبح مؤخراً قليل الظهور أمام أجهزة الإعلام.

أحمد هارون.. صدام المُجتمع الدولي (4)

يمتاز بالخلفية القانونية ولكنه تنفيذي من الطراز الأول، تولى رئاسة لجنة السلام والتنمية في ولاية جنوب كردفان عام 1995، ثم انتقل إلى العاصمة الخرطوم عام 1998 لتولي منصب المنسق العام للشرطة الشعبية، عيِّن عام 2003 وزيراً للدولة في وزارة الداخلية ومسؤولاً أمنياً وكان المسؤول التنفيذي عن ملف دارفور، وتزامن ذلك مع اندلاع التمرد في الإقليم بالفترة نفسها، وفي مايو 2009 تم تعيين هارون والياً على ولاية جنوب كردفان قبل أن يُنتخب والياً عليها من جديد في 2011 قبل أن يتم إعفاؤه في 2013 وتعيينه في الوقت ذاته والياً لولاية شمال كردفان بعد دخول قوات المتمردين إلى أجزاء واسعة منها، ويرى كثيرون ان حظوظ الرجل غير متوفرة في الفترة المُقبلة لأن يكون مرشحاً لرئاسة الحزب ومن ثم لرئاسة الجمهورة، خاصةً بعد الاتهامات التي وُجِّهت له في من العام 2007 من المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف ضده بتوصية من المدعي العام للمحكمة لويس أوكامبو، الذي اتّهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومع ذلك يرى كثير من المواطنين أن هارون يمتلك كاريزما تجعله يكسب وُد المواطن أينما حل، مبينين أن الرجل يكسر كل الحواجز ويتكلم لغة المُواطن البسيط، ويشاطر الجميع مناسباتهم، ويمضي بينهم دون خيلاء السلطة.

حسبو.. وجمع السلاح (5)

عُرف بأنه رجل ميداني لا يركن الى التقارير كثيراً، تم تعيينه نائباً للرئيس في ديسمبر 2013 خلفاً للدكتور للحاج آدم يوسف، عمل حسبو بإقليم دارفور ضابطاً إدارياً في عدد من المؤسسات، وأيضاً كان ضابطاً في جهاز الأمن القومي، ثم عمل في مجال العمل الإنساني وكان مسؤولاً عاماً عن مفوضية العون الإنساني بإقليم دارفور، ثم انتقل بعدها ليكون مسؤولا عنها بولاية شمال كردفان، ثم عاد إلى دارفور ليعمل بذات المجال مفوضاً للعون الإنساني بولاية جنوب دارفور، وهو من المُؤسِّسين لإدارة أمن المنظمات بجهاز المخابرات وأصبح مسؤلاً عن بعض الملفات الخاصة بحزب المؤتمر الوطني، عمل ممثلاً للسودان في مجلس حقوق الإنسان بجنيف ليعود بعدها ليعمل مفوضاً عاماً لمفوضية العون الإنساني للسودان في الفترة من 2003 وحتى 2005، ونائباً لرئيس كتلة نواب المؤتمر الوطني، ثم في ذات الفترة ترقى في حزبه من الملفات الخاصة ليكون الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، وكان خلال دورة البرلمان السوداني الحالية ممثل السودان لدى البرلمان الإفريقي في دورته المنتهية، ثم بعدها عُيِّن وزيراً للسياحه والحياة البرية، ثم وزيراً للحكم اللا مركزي في الفترة من العام 2011 حتى 2013، ثم عمل حسبو إضافةً لكونه نائب رئيس الجمهورية أميناً سياسياً للمؤتمر الوطني ونائباً لرئيس القطاع السياسي، ويرى الكثيرون ان ما قام به الرجل مؤخراً وتوليه أخطر وأصعب الملفات وهو ملف جمع السلاح ربما يضع الرجل في خانة متقدمة خلال الفترة المقبلة لإحداث بعض التوازنات، فضلاً عن الحركة والنشاط اللذين اشتهر بهما إبان توليه منصب نائب الرئيس.

إبراهيم غندور.. الدبلوماسية الناعمة (6)

طبيب الأسنان الذي برع في العمل الدبلوماسي، شغل منصب مدير جامعة الخرطوم وعميد كلية طب الأسنان فيها، وهو نائب سابق في المجلس الوطني عن دورتين وكان رئيسا للاتحاد العام لأطباء الأسنان السودانيين ورئيساً لاتحاد أطباء الأسنان العرب ورئيساً لاتحاد عمال نقابات السودان ورئيساً لاتحاد عمال إفريقيا، في ديسمبر 2013م عُيِّن غندور مساعداً لرئيس الجمهورية، وتعيينه وزيراً للخارجية في يونيو من العام 2015، سبق أن تقلَّد منصب أمين الإعلام بالحزب قبل أن يتقلد منصب أمين العلاقات الخارجية.. غندور الذي انتخب في البرلمان لدورتين، غادر كرسي وزارة الخارجية بعد اعفائه بسبب التصريحات الشهيرة التي أدلى بها في البرلمان حول الإيفاء باستحقاقات الدبلوماسيين السودانيين في الخارج وراتبهم لأكثر من سبعة أشهر والتي بلغت ثلاثة ملايين دولار فكانت هي السبب في التعجل برحيله وترجله من دفة الخارجية، بينما اكدت الإفادات ان الرجل القادم من اتحاد العمال ومن طبقة تتجسّد فيها كل عمال السودان، فإنه سينافس ضمن المرشحين وربما يجد حظه من قيادة الحزب وان يكون هو مرشح رئاسة الجمهورية للحزب.

بكري حسن صالح.. مع الصمت كلام (7)

آخر من تبقى من أعضاء مجلس الثورة بالقرب من الرئيس عمر البشير، وظل في السلطة وفي دائرة الفعل السياسي، مصادفات المقادير وموازين القوى كانت دائماً في صالحه، حيث امسك الفريق بكري بكل الملفات الشائكة والمعقدة بصمت وزهد بعيداً عن الأضواء والإعلام، بدءاً من جهاز الأمن في البدايات الأولى للثورة، ثم وزارة الداخلية والدفاع وأخيراً رئاسة الجمهورية.
يتميّز الرجل كذلك بعلاقات واسعة ومُمتدة مع قطاعات واسعة من المجتمع ورموزه الدينية والسياسية دون ان تؤثر عليها عواصف السياسة، ولم يعرف عنه الخصومات السياسية والتعصب في المواقف والآراء.. المقربون منه يقولون عنه (رجل قليل الكلام، كثير الأفعال)، وقد وصفه قيادي إسلامي بارز فضّل حجب اسمه بانه (زول وفاقي ومقبول من الجميع وهو من القلائل الذين سعت اليهم السلطة ولم يبحث عنها، يميزه التواضع والزهد في الأضواء وهو من اقرب الناس الى الرئيس ومن صناع القرار، وهو بعيد عن مواقع النزاع، مؤتمن في تنفيذ القرارات)، بينما يرى آخرون انه بعد توليه رئاسة مجلس الوزراء فإن حكومته فشلت في الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد واحتواء الأزمة الاقصادية.

معتز موسى.. بين الصدمة والأزمة (8)

ارتفعت الآمال كثيراً حينما تم تعيينه رئيساً للوزراء بأن ينتشل البلاد من ازماتها خاصة الاقتصادية، جاء بعد توليه بما أسماها حكومة الصدمة، الرجل القادم من وزارة الموادر المائية والكهرباء أوصد أمامه بوابة العبور للفترة المقبلة لعدم إنفاذ الوعود التي وعدها للشعب السوداني، كثيرون يرون انه شخصية تنفيذية وجادة جداً، ويعيبون على حكومته السابقة عدم التعاون معه، تركه يقاتل لوحده وسط الأمواج المتلاطمة، فمسألة ترشيحه واردة لمنصب رئيس الوطني.

عثمان كبر… رئيس إلا شبر (9)

عثمان محمد يوسف كبر، اشتهر إبان توليه ولاية شمال دارفور في بداية سنوات التمرد، عُرف عنه الحكمة والحنكة في التعامل مع الأعداء والأصدقاء، كسب ود أهل دارفور إبان كان والياً، ويكاد يكون اكبر والي ظل حاكماً في ولايته، إذ حكم ما يقارب الـ (14) عاماً في ولاية واحدة، ولقبه علي عثمان طه من قبل بشيخ الولاة.

تولى رئاسة شورى الحركة الإسلامية، وظل من المُقرّبين للرئيس عمر البشير، إلى ان تم تعيينه في حكومة الوفاق الأخيرة نائباً للرئيس خلفاً لحسبو محمد عبد الرحمن.

لديه حظوظ في الترشح لمنصب الرئيس، لما يتمتّع به من شعبية في دارفور وغيرها، فَضْلاً عن صرامته وشدّته التي اشتهر بها. كان أهل دارفور يهتفون له (كبر.. رئيس إلا شبر).

إعداد: النذير دفع الله
صحيفة الصيحة.


‫7 تعليقات

  1. كل هؤلاء الذين ذكرتهم مجرمون ومفسدون يجب أن يقدموا للمحكمة اجرموا في حق الشعب السوداني
    30 سنة ظلم وفساد وكذب ونفاق وقتل الأبرياء
    30 سنة إقصاء وعنصرية وبلطجة.
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. يا زول تسعة شنو وعشرة شنو؟ انت جداد الكتروني وعايز تلمع في الكيزان؟ طالما هو كوز فليذهبو جميعا الي الجحيم والى تدرك الاسفل من جهنم والتاريخ ان شاء الله

  3. يا زول تسعة شنو وعشرة شنو؟ انت جداد الكتروني وعايز تلمع في الكيزان؟ طالما هو كوز فليذهبو جميعا الي الجحيم والى الدرك الاسفل من جهنم والتاريخ ان شاء الله

  4. قيم اوفر (game over) … الجماعة ديل زمنهم فات وغنايهم مات….
    نقطة… سطر جديد…اقلبوا الصفحة….