ابن عوف.. من (القيادة) إلى (الرئاسة)
تواصلت أمس مفاجآت التغيير التي انتطمت الجهاز التنفيذى بالدولة عقب إصدار الرئيس عمر البشير قرارت الأول من أمس قضت بإعفاء ولاة الولايات و تعيين جنرالات فى الجيش و الأمن خلفاً لهم على الولايات، فضلاً عن حل مجلس الوزراء فى المركز و الولايات بتغيير آخر طال مؤسسة الرئاسة ، بإصدار الرئيس البشير مرسوماً جمهورياً قضى بإعفاء الفريق أول ركن بكرى حسن صالح من منصبه كنائب أول لرئيس الجمهورية و تعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف نائباً أول لرئيس الجمهورية.
سيرة ذاتية
وتشير السيرة الذاتية لابن عوف إلى أنه من أكفأ الضباط الذين خدموا في الجيش، وعمل مديراً للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابي، و نائباً لرئيس أركان القوات المسلحة، و عينه الرئيس سفيراً للسودان في سلطنة عمان حيث لم يكمل عاماً واحداً ليتم تعيينه وزيراً للدفاع .ويعتبر ذا شخصية قوية وحادة.
*قرار موفق
الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله، القيادى بالمؤتمر الوطنى ووزير الدولة بالخارجية السابق، قال لـ(الصيحة) أعتبر أن التغييرات التى أجراها و يجريها الرئيس استصحبت معها بالأساس المتطلبات التى تحتاجها المرحلة الراهنة التى تمر بها البلاد و يرى أن المؤسسة العسكرية التى ينتمى إليها الفريق ابن عوف تعد واحدة من أهم مكونات الحكومة لجهة أن الجيش معروف بالوفاء للدولة و معلوم الدور الذى ظل الجيش يلعبه منذ استقلال البلاد و حتى الآن فضلاً عن ذلك يرى عبيد الله أنه ليست هنالك أي امكانية للاستغناء عن القوات النظامية، و بحسب عبيد الله فأن الفريق ابن عوف يعتبر أحد القادة أصحاب المقدرات الكبيرة، فضلاً عن كونه دخل معترك الدبلوماسية إبان تعيينه سفيراً للسودان فى عمان كما كان مسئولاً عن الاستخبارات العسكرية و فوق هذا و ذاك يعتبر مفاوضاً لبقاً و بارعاً و صاحب حضور فى ملفات السلام التى كلف بها.
أكثر من عامل
الفريق ابن عوف اعتبره البعض مؤهلاً لتولى منصب النائب الأول بأكثر من صفة و أنه الشخصية المناسبة لخلافة بكري حسن صالح الذى ظل منذ قيام حكومة الإنقاذ منذ ثلاثين عاما يتقلب فى المواقع ما بين رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع و الداخلية فضلاً عن أن الرئيس البشير- وفقاً للدكتور عبيد الله لـ(الصيحة)- يحتاج لساعد أيمن بمواصفات الفريق ابن عوف يعتمد عليه فى المرحلة المقبلة خاصة و أن السودان فى وضعه الحالى لايقبل أي فراغ أو اضطراب ووجود شخصية فى مقام ابن عوف ستسد الفرقة لجهة أنه ابن المؤسسة العسكرية ( القوات المسلحة ) بيد أنه، و بشهادة متابعين، يتمتع بروح مرنة تؤهله للتواصل و الاستماع إلى الأطراف المعارضة و المجتمع الخارجي و لديه قدرة على التعامل مع كل مكونات المجتمع السوداني و أنه كثيراً ما أسهم فى عودة بعض الحركات المسلحة لأرض الوطن.
إعادة تدوير
لم يشكل تعيين الفريق عوض ابن عوف مفاجأة كبيرة للمهتمين السياسيين. و أعتبر الدكتور عبده طه مختار، الأستاذ الجامعي و المحلل السياسي في حديثه لـ(الصيحة)، أن اختيار الرئيس البشير للفريق ابن عوف محاولة لتدوير الحلقة الأقرب للرئيس و من يحظون بالقرب منه لافتاً فى حديث لـ”الصيحة” أن التغييرات برمتها تننتابها بعض الضبابية.
نقل السلطة
ويرى المختص في الشئون العسكرية، د. أبو بكر آدم، لـ(الصيحة) تكليف شخصية عسكرية في منصب وزير نائباً أول للرئيس يأتي في إطار التغييرات التي يجريها الرئيس في الدولة واعتبر أن التكليف يعني نقل مركز السلطة إلى القوات المسلحة. واعتبر الفريق أول ركن عوض ابن عوف كفئاً في قيادته وخبيراً في المجال العسكري والسياسي وله كثير من المواقف الوطنية .
انضباط وقومية
من ناحية تنظيمية يقول اللواء محمد الأمين العباس لـ(الصيحة) إن تعيين عوض ابن عوف نائباً أول جاء لما تتميز به مؤسسة القوات المسلحة بالانضباط والقومية وأكد أن ابن عوف لديه خبرات كبيرة تمكنه من تسيير العمل في مؤسسة الرئاسة.
مرحلة جديدة
واعتبر اللواء ركن يونس محمود لـ(الصيحة) أن الاختيار صادف أهله وهذا جزء من إعلاء دور القوات المسلحة أو المؤسسة العسكرية وهو ترفيع في ظرف يمكن أن نصفه بالاستثنائي يمر به السودان بإعلان حالة الطواريء وهي عملية تعطي القوات المسلحة سلطة الأمن بالإضافة إلى أن تلك التغييرات هي تمهيد لمرحلة جديدة قادمة وهي إعادة هيكلة لقيادة الوطني. وأكد قدرة ابن عوف على الجمع بين منصبي وزير للدفاع والنائب الأول لرئيس الجمهورية باعتبار أن وزارة الدفاع تدار بمنظومة راسخة وأن كل طرف يعرف مهامه، وقال لانستطيع أن نقول إن تعيين ابن عوف انقلاباً عسكرياً لجهة أن اختياره جاء في ظل ظروف حرجة تمر بها البلاد وهو إجراء عمره عام يفصل فيها الناس عبر صناديق الانتخابات وهي ضرورة استثنائية فرضت تعيينه وزير دفاع ونائباً أول للرئيس وأن المسؤولية السياسية والأمنية تقتضي إعطاءه صلاحيات واسعة بالتالي تعيين وزير الدفاع نائباً أول يعين الجيش على أداء واجبه.
رجل مهام
ويقول اللواء أمن حنفي عبد الله لـ(الصيحة) إن تعيين الفريق أول ركن عوض ابن عوف نائباً أول لرئيس الجمهورية يعتبر واحداً من الكوادر التي لها باع طويل في القوات المسلحة والتي عمل فيها ضابطاً في الجيش وساهم في العديد من مؤسسات الجيش وكان واحداً من قيادات الاستخبارات والأمن. وبحكم الخبرات التي يمتلكها تم تعيينه سفيرًا في سلطنة عمان إلى إن تم تعيينه وزيراً للدفاع الوطني واعتبر الخطوة تواصل أجيال ظل يؤديه زملاؤه في مؤسسات الدولة، وقال إنه حظي بالعمل معه مبيناً أنه رجل ذو خلق ودين وكل من يعمل معه يرى أنه يعامل الناس بأريحية يمنحهم الفرصة للعمل، وقال انطباعي عنه إنه (زول أريحي جدا) في علاقاته مع الآخرين، وأكد أن وظيفته كنائب للرئيس مفيد جداً للحراك المتوقع بالبلاد من خلال توسيع الحوار وبإمكانه وبما يمتلكه من أريحية أن يحل الكثير من المشكلات، وكذلك هو رجل وفاقي وأن الرئيس بحكم عمل ابن عوف معه يعرفه جيداً ولديه الكثير من الثقة فيه وهو رجل مهام خاصة.
الخرطوم: مريم أبشر- صلاح مختار
صحيفة الصيحة.