منوعات

مواقع التواصل .. مسارح للتعارف وهوس مفرط..


خلال سنوات مضت كنت أداوم فيها على التواصل عبر مواقع العالم الإسفيري، لفت انتباهي ازدياد طلبات الصداقة في كل يوم عن سابقه، داخل هذا التزايد هناك كمية مخيفة لأشخاص يقيمون بالخارج، تقابلها عددية لا تذكر لموجودين داخل أرض الوطن، ما جعلني أدقق بأمر التواصل المفرط هو إجراء الحظر الذي ظل (مارك) يمارسه تجاهتلك الفئة التي شرعت في ضم أصدقاء بطريقة (ربما أغضبته) ، مجتمعياً بدأت التجمعات الإسفيرية تحذر من التواصل المفرط وتسلط الضوء عليه، فنجد بعضهم ينتقد والبعض الآخر يبحث عن أعذار

(1)

التواصل مع شخص خارج نطاق المعرفة ليس خطأً لكنه يجب أن يكون مشروطاً، أما أن يصبح عادة تضعك أمام عدة أشخاص مجهولين وقتها على الجميع إيقافها هكذا بدأت أميرة حبيب حديثها لـ(كوكتيل) : أكدت أن السوشيال ميديا أفسدت أخلاق الكثيرين من مرتاديها وأن المجتمعات أصبحت تعاني من ظواهرها الغريبة جراء استعمالها الخاطئ الذي نتجت عنه كوارث تنوعت واختلفت، وأبدت أميرة قلقها من رغبة الجميع في تكوين علاقات بمختلف مسمياتها مع غرباء لا علم لهم بخفاياهم.
(2)
قال خالد عيسى إن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى مسارح تعارف لا حدود لها، مؤكداً أن هذا التحول ليس له منافع واقعية وأن التواصل سبب له قلقاً ، وأشار خالد إلى قصة مر بها صديق له “بأنه ارتبط بإحدى فتيات الإسفير، وعندما قرر الذهاب إلى طلبها رده والدها بحجة عزمه على تزويجها من ابن عمها، وأوضح أن صديقه هذا عندما خرج يجتر خيبته ولا يعلم إلى أي جهة يذهب قابله أحد أطفال القرية وأخذه إلى منزله، لكنه اصطدم بحقيقة أنه تعرض للخداع وأن الفتاة لم تعطه شيئاً حقيقياً سوى قريتها.

(3)


عبر فيسبوك هناك منشورات تحمل عنوان “المغترب عاشق الإيمو” ، وكأنها تدلل على إصابتهم بهوس التواصل وهذا اتفاق أذعن به مرتادي برامج التواصل، يتضح من هذا الفعل أن الفراغ الذي يجده ذلك المتغرب عن وطنه يحاول بتواصله مع الغرباء سد فجوته وعوضا عن اللجوء إلى أفراد أسرته يتجه اختياره نحو المجهول، هذا ما قالته سهير أحمد، أما علي عمر أكد أن أشهر مساوئ التواصل غير المدروس هو ازدياد نسب الطلاق تبعاً لازدياد ظاهرة الزواج الإلكتروني، واستنكر عادة لجأ إليها المقيمون بالخارج وهي الدفع مقابل التواصل لكن بطريقة أكثر قبولاً تمثلت في أن يعرض الرجل على الفتاة المساعدة تحت مسمى الخوة التي لم يتجاوز عمر التواصل فيها أيام قلائل والتي تنقلب إلى دوامة من العلاقات الاستفهامية أو ربما مشكلات تطفو إلى سطح الواقع.

تقرير : خولة حاتم
صحيفة السوداني.