العريس كان بياكل في الحلة
لم تقو خيمة الأفراح على الصمود أمام العاصفة الترابية الهوجاء التي اندلعت فجأة ذلك المساء بالذات لحظة قدوم الضيوف والمدعوين لتهنئة العريس.
> كان كل من يلاقي العريس ليهنئه ويبارك له يداعبه بالعبارة المعروفة في مثل تلك الأحوال:
(ألف مبروك يا عريس.. ده شنو العملتو فينا ده, ما خليت ليك حلة ما قشيتا)!!
> قال العريس لبعض أصدقائه بعد أن لجأوا للصالون تاركين الخيمة التي اتكأت جانباً:
ــ (النصيحة أنا بحب الحلل موت, خصوصاً لو كانت ملاح ملوخية مطبوخ أو قرع.. يا سلااام.. الواحد يرمي على باقي الحلة كم طرقة كسرة, ويلخبط عليها باقي السلطة, ويعصر عليها ليمونة وشطة, وأسوط ليك الكسرة دي وأخمجها لمن الحلة تقرب تنقد وبعد داك تعال شوف, نقعد نتخاطف أنا وأخواني عليها خصوصاً لو كان في نصها (جواكر).
> قال أحد الضيوف وقد سال لعابه من وصف العريس ويبدو أنه هو أيضاً من عشاق الحلل:
ــ طيب يا شقي الحال ما عملتها فينا الليلة, هبوب زي دي تلقاك قشيت ليها ألف حلة.. عليك الله مش كان الحلة الوصفتها دي تجيبا لينا بدل كوكتيلك المهبب ده؟
> ضحك الضيوف وقاطعه أحدهم قائلاً:
ــ يا أخوانا اسع نحنا كان ما ناس بتاعين أوهام علاقة الكتاحة والهبوب شنو بي حلة العريس؟
هو في واحد فينا ما أكل في حلة؟
> سأله أحد الحضور:
ــ يعني إنت في عرسك ما قامت هبوب؟
فأجابه:
ــ الهبوب القامت في عرسي زي أعصار كاترينا.
> ضحك الحضور وقال أحدهم:
ـ معنى كده إنت كنت بتاكل في قيزان.
وهمس أحدهم في أذن السائل قائلاً:
ــ الراجل ده بالمناسبة طباخ عوازيم.
> قال رجل متفلسف:
ــ أنا بتخيل التشبيه ده جايي من العواصف الكنا بنعملها في الحلل.. كنا بنلخبط كل بواقي الرغيف والكسرة والسلطة مع الشطوط.. إنتو يا أخوانا عاوزين ليكم عواصف أكتر من كده؟!
> أحد الشباب (المودرن) أعجبه النقاش الطريف وقال:
ــ طبعاً يا أخوانا الصالات الحديثة عالجت نهائياً أسطورة الكتاحات وأكل العريس في الحلة.. وإمكن كمان الجيل الحديث ده أصبحت كل وجباته في الكافتيريات, عشان كده الصالات ريحتنا من فضائح الحلل.
> لم يقطع الحوار الطريف عن الحلة إلا صوت المايكرفون والفنان الذي بدأ الحفلة برمية طريفة من أغاني الحقيبة يقول فيها:
(الطابق البوخة)
وعلق أحد الضيوف ساخراً على ذلك قائلاً:
ــ الطابق البوخة واللا الطابق الحلة؟!!
صحيفة الإنتباهة