جرائم وحوادث

رفضت خطبته فشوهها بـ”مية نار”.. قصة “الغدر والانتقام” بين سائق “توك توك” وطالبة الجامعة

“معندناش بنات للجواز”.. كلمات نزلت كالصاعقة على مسامع سائق التوك توك، قالها والد “دعاء”، معللا رفضه برغبة ابنته في استكمال دراستها الجامعية، إلا أن “محمود” عقد العزم على الانتقام.

منذ عدة أسابيع، استوقفت “دعاء” طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية، “توك توك” أسفل منزلها بشارع الزبير بن العوام بمنطقة الهانوفيل غربي الإسكندرية، لتقلها إلى موقف السيارات للذهاب إلى عملها بأحد مصانع المنطقة الحرة بالعامرية.

لم تدر الفتاة التي حاولت مساعدة أسرتها بالجمع بين الدراسة والعمل أنها ستكون ضحية لسائق التوك توك الذي ظل يتتبع خطواتها عدة أيام بعد مشاهدته لها في المرة الأولى، نجح خلالها في معرفة عنوان منزلها، وكل ما يريده من معلومات جمعها أثناء تردده على شارع الزبير بن العوام.

حق مشروع

وفي منزل والد “دعاء” جلس “محمد” طالبا يدها من والدها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، ليعاود المحاولة مرة أخرى، ليأتيه الرد نفسه، وهو ما اعتبره سائق التوك توك، الذي عمل سابقا كمساعد شيف بإحدى شركات الحديد والصلب، ليس حقا مشروعا للفتاة وأسرتها في اختيار شريك الحياة المناسب مقررا الانتقام.

في السابعة صباح يوم الخميس الماضي، دوت صرخات متقطعة بشارع الزبير بن العوام، وصل صداها لمنزل “محمد عبدالفتاح”، ليهرول الأخير باحثا عن مصدرها، ليجد ابنته التي غادرت المنزل منذ دقائق يحترق جسدها وجهها بـ”ماء النار”.

وفي مكتب النقيب أحمد حسام، معاون مباحث شرطة الدخيلة، رن الهاتف ليأتيه إشارة من مستشفى الطلبة الجامعي تفيد وصول “دعاء محمد عبد الفتاح حافظ” 21 عاما، طالبة وعاملة بأحد مصانع المنطقة الحرة بالعامرية، تعاني من حروق بالوجه والجسد بسبب حمض الكبرتيك “ماء النار”.

وبالانتقال إلى المستشفى المشار إليه، وتحديدا وحدة العناية المركزة بقسم الحروق، حيث ترقد الفتاة في حالة سيئة، استمع الضابط لأقوال والدها حول الحادث، والذي اتهم كل من”م.م.ال” 27 عاما، سائق توك توك ومساعد شيف سابقا، وشقيقه “ن.م.ال.م” 23 عاما، سائق “توك توك”، مقيمان بشارع قصر القويري، بسكب ماء النار على وجه وجسد ابنته بقصد الانتقام.

أقوال الأب

“دعاء بنتي نزلت كعادتها الساعة 7 علشان تروح محاضراتها.. فوجئت بعد شوية بصرخاتها.. نزلت لقيت المجرم وأخوه رشوها بمية النار وهربوا”.. يقول الأب، مشيرا إلى أن المتهم كان ينتظر ابنته أسفل المنزل للانتقام منها لرفضها خطبته.

جهود البحث والتحري التي قادها ضباط مباحث قسم شرطة الدخيلة، تحت إشراف اللواء شريف رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية، كشفت عن ارتكاب المتهم الواقعة لرفض الفتاة وأسرتها خطبته وعلمه من الجيران من موافقتها على الزواج من شخص آخر تقدم لخطبتها.

ويوم الحادث، في تمام السابعة صباحا، انتظر المتهم “دعاء” أسفل المنزل وعند رؤيتها ألقاها بماء النار على وجهها وجسدها، دون رأفة أو رحمة، بينما كان شقيقه ينتظره بالتوك توك، وفرا هاربين بعدها من مسرح الجريمة.

سقوط الجاني

وفي غضون ساعات، نجح ضباط المباحث في القبض على المتهمين، إلا أنهما أنكرا ارتكابهما الحادث، فيما تضاربت أقوالهما أمام محمد قاسم وكيل النائب العام، حول واقعة القبض عليهما.

انتقل فريق من نيابة الدخيلة إلى قسم الحروق بمستشفى الطلبة الجامعي، واستمعت إلى أقوال الأب، واطلعت على التقرير الطبي للمجني عليها والذي أكد إصابتها بحروق كيمائية حوالي 1:3 بالوجه وظهر اليدين والكتف الأيسر، فيما لم تسطع سماع أقوالها.

وقرر المستشار مصطفى المنشاوي، رئيس نيابة الدخيلة، تجديد حبس المتهم وشقيقه 15 يوما على ذمة التحقيق في القضية التي حملت رقم 8016 لسنة 2019، بتهم إحداث عاهة مستديمة والشروع في القتل، وأمرت بالتحفظ على التوك توك رقم “س.هـ.ب 6863” المستخدم في الحادث.

مصراوي