آبي أحمد .. إنجازات واسعة وثورة إصلاحية بإثيوبيا
تشهد إثيوبيا، غدا الثلاثاء، مرور عام على تولي آبي أحمد منصب رئاسة الوزراء، خلفا لـ”هايلي ماريام ديسالين” الذي أجبرته المظاهرات الشعبية في البلاد على الاستقالة.
خلال العام الماضي، استطاع آبي أحمد البدء في ثورة إصلاحية داخلية، تمكن خلالها من إحداث تغييرات رسمت ملامح مستقبل ليس إثيوبيا فقط، بل مستقبل منطقة القرن الأفريقي.
وأعاد تولي آبي أحمد منصب رئاسة الوزراء الهدوء النسبي للبلاد، التي عانت من اضطرابات داخلية وشعبية على مدار 3 سنوات، حيث اتخذ عدة قرارات لمواجهة النزاعات القبلية في عدد من أقاليم البلاد، والتي سرعان ما تم احتواؤها، لكنها عادت مرة أخرى للواجهة، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء الإثيوبي محاولة من مناهضيه لإجهاض مسيرة الإصلاح.
إصلاحات واسعة
بعد تولي آبي أحمد السلطة، أعاد تشكيل هيئات ومؤسسات الدولة الإثيوبية، حيث جرى تغيير لرئيس الأركان ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنية، في تعديلات هي الأولى من نوعها منذ 18 عاما.
كما سطع نجم المرأة الإثيوبية في إطار إصلاحات سياسية واقتصادية ومصالحات وسلام شامل، بالإضافة إلى إسقاط التهم عن جماعات وحركات معارضة مسلحة، ورحب بعودة قياداتها من المنفى.
وفي سياق سياساته الإصلاحية، تم إطلاق سراح المعتقلين والسجناء المعارضين بالإضافة إلى رفع حركات المعارضة المسلحة: “قنوب سبات” و”جبهة تحرير أورومو” و”جبهة تحرير أوغادين”، من لائحة المجموعات الإرهابية في البلاد.
تهدئة النزاعات الداخلية
أخذ آبي أحمد على عاتقه منذ اليوم الأول له في السلطة، إجراء المصالحات بين القوميات والشعوب الإثيوبية في مختلف الأقاليم، وأجرى العديد من الزيارات الميدانية لتهدئة هذه النزاعات.
فيما تمثلت أبرز الأحداث الخارجية التي شهدتها إثيوبيا في تحقيق السلام وعودة العلاقات مع الجارة الشمالية إريتريا، بعد قطيعة عقدين.
وقرر آبي أحمد التوجه إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في الـ8 يوليو في أول زيارة تاريخية له لإعادة العلاقات بين البلدين، وفي التاسع من يوليو، تم الإعلان رسميا إنهاء عداء استمر 20 عاما منذ اندلاع الحرب بينهما على حدود متنازع عليها عام 1998.
ووقع كل من رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” والرئيس الإريتري”أسياس أفورقي” في العاصمة الإريترية أسمرا “إعلان المصالحة والصداقة”، تم بموجبه إنهاء أطول عداء في أفريقيا وفتح السفارات في البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران.
وفي الـ14 أكتوبر الماضي، وصل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة رسمية استغرقت يومين، وكانت الزيارة الثانية بعد إنهاء البلدين خلافاتهما في يوليو 2018.
وبحث أفورقي وآبي أحمد خلال الزيارة العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأعاد فتح سفارة بلاده لدى أديس أبابا.
ولم يغفل رئيس الوزراء الإثيوبي ما شاب العلاقات مع مصر من توتر، وسعى لتحسين العلاقات مع القاهرة، والتي وصلت إلى درجة كبيرة من التفاهم بين قيادة البلدين.
محاولة اغتيال وإجهاض الإصلاح
كما رئيس الوزراء الإثيوبي لمحاولة اغتيال فاشلة في 23 يونيو/ حزيران الماضي، بميدان “مسقل” بالعاصمة أديس أبابا، حيث تم استهدافه بواسطة قنبلة يدوية، خلال مشاركته في تجمع شعبي مؤيد له، ألقاها شخص على المنصة التي يلقي منها خطابه، لكنها لم تنفجر.
وفي الـ10 من أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قام نحو 250 من أفراد القوات الخاصة بالجيش الإثيوبي كانوا في مهمات مختلفة بأديس أبابا، باقتحام مكتب آبي أحمد، حاملين الأسلحة، للتعبير عن شكاواهم المتعلقة بالأجور وعرض مطالب أخرى، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي وصفها بأنها كانت محاولة خطيرة استهدفت إجهاض التغيير الذي تشهده البلاد.
تعديلات وزارية
وخلال العام الماضي أجرى آبي أحمد أكبر تعديلات وزارية تشهدها البلاد في عام، بدأها عقب تولية السلطة مباشرة، حيث شكل حكومة من 29 وزيرا ثم سرعان ما أعاد تشكيل حكومة جديدة من 20 وزيرا.
وأسند رئيس الوزراء الإثيوبي نصف حقائب الحكومة إلى سيدات، في تعديل كاسح لأول مرة في تاريخ البلاد، وشمل التعديل أيضاً تعيين أول سيدة لحقيبة الدفاع في تاريخ إثيوبيا، وهي عائشة محمد موسى، ودمج بعض الوزارات وإنشاء وزارات جديدة.
وفي أكتوبر الماضي أيضاً، قدم آبي أحمد أول سيدة للبرلمان لتولي رئاسة البلاد لأول مرة في تاريخ إثيوبيا، وصادق البرلمان الإثيوبي على اختيار السفيرة سهلى ورق زودي كأول امرأة لرئاسة البلاد خلفا للرئيس السابق، ملاتو تشومي.
وفي سياق الإصلاحات الداخلية، أعلنت السلطات الإثيوبية في الـ12 من نوفمبر، توقيف 63 من كبار المسؤولين في جهاز الأمن والمخابرات بينهم 27 جنرالا بالجيش، للاشتباه في ارتكابهم “انتهاكات” لحقوق الإنسان ووقائع فساد والضلوع في “محاولة اغتيال” رئيس الوزراء الإثيوبي.
ومثلت عملية انعدام الأمن وانفلات بعض مقاتلي عناصر جبهة تحرير أورومو المعارضة، تحديا ومخاوف كبيرة لدى مختلف فئات الشعب الإثيوبي حول مدى استقرار ووحدة البلاد في ظل إصلاحات ما زالت تتحسس طريقها.
وشهدت مناطق عدة بإقليم أوروميا أعمال عنف خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، صحبتها عمليات نهب لعدد من البنوك الحكومية والخاصة، وابتزاز الأهالي، وترويعهم بالقتل، نفذها جناح “شني” التابع لجبهة تحرير أورومو.
من ناحية أخرى، تعامل آبي أحمد مع مشكلة “سد النهضة” حيث ألغى عقد شركة “ميتك” الإثيوبية (التابعة للجيش)، والمنفذة للأعمال الهيدروميكية في مشروع سد النهضة”.
وأقر خلال مؤتمر صحفي في أديس آبابا بتأخر أعمال بناء سد “النهضة”، التي كان مقررا أن تنتهي في 2017، بسبب إخفاقات شركة “ميتك” الإثيوبية.
وعُثر بعدها على جثة مدير مشروع سد النهضة سمنجاو بقلي مقتولا في سيارته وسط أديس آبابا، وأعلنت الشرطة لاحقا أنه انتحر بمسدس خاص كان موضوعا داخل سيارته.
وعين “كيفلي هورو”، خلفا لسيمنجاو مدير لمشروع سد النهضة وقال إن اكتمال العمل في بناء سد النهضة سينتهي بحلول عام 2022.
بوابة العين الاخبارية