سياسيةمدارات

أردوغان: أهم أمنياتي تجاوز السودان للمرحلة بسلام ولا يمكننا معرفة مصير البشير

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن أهم أمنياتي هو تجاوز السودان لهذه المرحلة بسلام وعلى أسس المصالحة الوطنية”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس بوركينا فاسو، روك مارك كريستيان كابوري، بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، عقب إعلان وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، عزل الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية لعامين.

وحول مصير الرئيس السوداني المعزول، أفاد أردوغان، “نتلقى أنباء متضاربة، ولا يمكننا معرفة مصير البشير، وما إذا كان في منزله أم في مكان آخر، لا يمكننا إعطاء معلومات سليمة حول ذلك”.

وأشار أردوغان، إلى أن الجيش السوداني سيطر على الحكم عبر تدخل عسكري.

وتابع “كما تعلمون أنا لست سياسيا أتى إلى الحكم عبر انقلاب، بل جئت دائما، منذ أن توليت رئاسة البلدية (إسطنبول) إلى الآن، عبر صناديق الاقتراع، وتعرضت لمحاولة انقلاب بينما أنا أواصل نهج هذا الطريق”.

وأضاف “لذلك أنا شخص يعلم ما يعنيه الانقلاب، وما يجلبه، وما يقضي عليه”.

وأوضح أردوغان، أن “انتقال السودان إلى مرحلة جديدة من خلال تخطي هذه الأزمات الاقتصادية، له أهمية بالنسبة لنا”.

وتابع “إن أهم أمنياتي هو تجاوز السودان لهذه المرحلة بسلام وعلى أسس المصالحة الوطنية، لأن هذه الدول عانت كثيرا من مثل هذه الانقلابات. كل انقلاب هو هدر كبير للدماء. وفي الحقيقة لا أرغب بتعرض السودان الصديق والشقيق لهذا الهدر”.

وأضاف الرئيس التركي: “لدينا علاقات متجذرة في التاريخ مع السودان، ونريد أن تتواصل”.

وأردف “أتمنى أن يستطيع السودان الخروج من هذا الوضع بأجواء أخوية، وتفعيل المرحلة الديمقراطية بأسرع ما يمكن”.

وفي وقت سابق الخميس، أعلن “بن عوف”، عزل البشير واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين، تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش.

جاء ذلك في بيان بثه التلفزيون الرسمي، أعلن فيه “بن عوف” أيضا حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وحظر التجوال طيلة شهر اعتبارا من مساء الخميس.

وردا على تلك الخطوة، أعلن “تجمع المهنيين” وتحالفات المعارضة، رفضهم بيان الجيش “جملة وتفصيلا”، ومواصلة الاعتصام حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية.

من جهة ثانية، أعرب أردوغان، عن ترحيبه باستضافة الرئيس البوركينابي كابوري، في بلاده.

وأشار إلى أن زيارة كابوري، هي أول زيارة يقوم بها رئيس لبوركينا فاسو إلى تركيا رسميا.

ولفت أردوغان، إلى أن حجم التجارة بين البلدين يبلغ حوالي 62 مليون دولار فقط.

واعتبر أن ذلك أقل بكثير من الأرقام المرجوة في هذا الخصوص.

كما تحدث أردوغان، عن استثمار الشركات التركية، وخاصة في مجال النسيج والتعدين، في بوركينا فاسو، ووجود حوالي 200 طالب من بوركينا فاسو، يتلقون التعليم الجامعي والعالي في تركيا.

وأشار أردوغان، إلى أن كابوري، يتولى رئاسة الدورة الحالية للقوة المشتركة الساحلية (مجموعة G5).

وأضاف أن تركيا ستقدم دعما بقيمة 5 ملايين دولار، تعهدت بها سابقا.

ولفت إلى أن شعب بوركينا فاسو، تصدى لمحاولة انقلاب ببلاده في 2015، وتعاطف مع الشعب التركي خلال محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، التي قامت بها منظمة غولن الإرهابية.

وأعرب الرئيس التركي، عن ثقته بأن نظيره البوركينابي سيقدم الدعم اللازم لتركيا في مكافحة منظمة غولن الإرهابية.

وشدد على أن تركيا التي تنتهج سياسة خارجية تركز على الإنسان والعدالة والتضامن، تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع إفريقيا.

وتابع “المواقف المبنية على التمييز والتكبر والتدخل تجاه دول القارة لا قيمة لها في نظرنا”.

ونوه أردوغان، بأن بلاده تواصل تقديم المساعدات التنموية لبوركينا فاسو، انطلاقا من مبدأ “أفضل استثمار هو الاستثمار في الإنسان”.

وأشار إلى أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) قدمت العديد من االمساعدات في بوركينا فاسو، منها في مجالات حفر آبار لمياه الشرب، والتعليم والزراعة.

ولفت الرئيس التركي، إلى أنه سيجري زيارة في أقرب وقت إلى بوركينا فاسو.

** توقيع 3 اتفاقيات بين تركيا بوركينا فاسو

ووقعت تركيا وبوركينا فاسو ثلاث اتفاقيات أولها تحفيز الاستثمارات المتبادلة، وبروتوكول تعاون بين الإذاعتين الرسميتين في البلدين، وأخرى متعلقة بالتعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

وعقب توقيع الاتفاقيات أقام الرئيس التركي مأدبة طعام على شرف نظيره البوركيني، وجرى ذلك بعيدا عن عدسات الصحفيين في المجمع الرئاسي بأنقرة.

أنقرة/ توفيق دورول/ الأناضول

تعليق واحد