كوريا الشمالية تتحدى الولايات المتحدة باطلاق صواريخ جديدة
سول (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت سبعة صواريخ ذاتية الدفع يوم السبت في تحد للولايات المتحدة يوم احتفالها بعيد استقلالها مما يزيد من تصاعد التوترات الاقليمية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء أن الصواريخ من طراز سكود وهو ما يمثل تصعيدا في استعراض القوة العسكرية من جانب كوريا الشمالية التي أطلقت العديد من الصواريخ قصيرة المدى غير ذاتية الدفع منذ التجربة النووية التي أجرتها في 25 مايو ايار. وتحظر قرارات الامم المتحدة على كوريا الشمالية اطلاق صواريخ ذاتية الدفع مثل الصواريخ سكود. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان من الممكن اطلاق المزيد من الصواريخ قريبا.
وهذا أكبر وابل من الصواريخ ذاتية الدفع تطلقه كوريا الشمالية منذ اطلقت سبعة صواريخ في 2006 في فترة الاحتفال بعيد الاستقلال الامريكي في الرابع من يوليو تموز وكان بينها الصاروخ تايبودونج-2 وهو الابعد مدى بين صواريخها.
وجاءت عمليات الاطلاق في حين تشدد الولايات المتحدة الاجراءات ضد الشركات المشتبه في مساعدتها كوريا الشمالية في تجارة الاسلحة والصواريخ والتي تمثل مصدرا حيويا للعملة الصعبة للبلد الذي يعاني من نقص السيولة النقدية. وفرضت الامم المتحدة عقوبات ضد كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية.
ونقلت وكالة يونهاب عن مسؤول كوري جنوبي لم تحدده قوله ان اطلاق الصواريخ ربما استهدف ارسال رسالة الى واشنطن الخصم الرئيسي للشمال والتي تحاول منذ سنوات الضغط على بيونجيانج لانهاء طموحاتها النووية وكبح الصواريخ التي تهدد كوريا الجنوبية واليابان حليفتي الولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله “يبدو ان صواريخ اليوم لها اغراض سياسية” مشيرا الى اطلاقها قبيل الاحتفال بعيد الاستقلال الامريكي.
وحثت الولايات المتحدة كوريا الشمالية يوم السبت على عدم تصعيد التوتر لكنها لم تؤكد ما اذا كانت بيونجيانج اطلقت سلسلة من الصواريخ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية كارل دكوورث “نحن على علم باحتمال اطلاق كوريا الشمالية لصواريخ ونتابع عن كثب انشطة كوريا الشمالية ونواياها.” واضاف “يجب ان تحجم كوريا الشمالية عن التصرفات التي تفاقم التوترات وان تركز على محادثات نزع الاسلحة النووية.”
وتابع “هذا النمط من التصرف الكوري الشمالي ليس مفيدا. ما ينبغي ان تفعله كوريا الشمالية هو ان تنفذ تعهداتها والتزاماتها الدولية.”
وقالت وزارة الخارجية الروسية ان روسيا والصين دعتا الى الهدوء وقالتا ان كل الاطراف يجب ان تحجم عن اتخاذ اي خطوات قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
واضافت في بيان ان موسكو وبكين طالبتا بالعودة الى المحادثات السداسية المجمدة التي تهدف الى اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي. وتشارك في المحادثات الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية واليابان.
وقال البيان “ما زال لا يوجد بديل للمحادثات سداسية الاطراف التي تبقى اكثر الادوات فعالية لحل القضية النووية على شبه الجزيرة الكورية ونحن ندعو الى استئنافها بأسرع ما يمكن.”
وادانت بريطانيا وفرنسا اطلاق الصواريخ وقالتا انه انتهاك لقرارات الامم المتحدة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند “احدث هذه الاستفزازات لن يؤدي سوى لزيادة تصميمنا ونحن نعمل مع الشركاء الدوليين لتنفيذ الاجراءات القوية في قرار مجلس الامن الدولي الذي تمت الموافقة عليه بالاجماع الشهر الماضي.” واضاف ان الهدف هو اعادة كوريا الشمالية الى المفاوضات.
وقال بيتر بيك خبير الشؤون الكورية في الجامعة الامريكية في واشنطن “اذا كان الكوريون الشماليون يحاولون جذب انتباهنا.. فمن الصعب فهم ما يريدون فعلا تحقيقه.”
وأكدت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية ان الشمال اطلق سبعة صواريخ من ساحله الشرقي في الفترة من الصباح حتى وقت متأخر من العصر وان الصواريخ انطلقت لمسافة 400 كيلومتر تقريبا قبل ان تسقط في البحر.
ونقلت يونهاب عن بيان لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية قوله “انه تصرف مستفز ينتهك بوضوح قرارات مجلس الامن الدولي.”
وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان “تحتج اليابان بشدة وتشعر بالاسف لاطلاق كوريا الشمالية صواريخ اليوم وهو ما تعتبره عملا استفزازيا خطيرا ضد أمن الدول المجاورة ومن بينها اليابان.”
ويعتقد أن لدى كوريا الشمالية أكثر من 600 صاروخ من طراز سكود تشمل هواسونج-5 الذي يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر وهواسونج-6 الذي يبلغ مداه نحو 500 كيلومتر.
ولديها ايضا اكثر من 300 صاروخ رودونج متوسط المدى الذي يغطي مداه كل اراضي كوريا الجنوبية واغلب اليابان. وقال خبراء اسلحة ان كوريا الشمالية ليس لديها القدرة على تصغير سلاح نووي بحيث يمكن تحميله كرأس حربي على صاروخ.
واطلقت كوريا الشمالية اربعة صواريخ غير ذاتية الدفع قصيرة المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي يوم الخميس.
وتوجه المبعوث الامريكي الذي ينسق العقوبات ضد كوريا الشمالية الى الصين الاسبوع الماضي لكسب مساعدة بكين في اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية.
وقال محللون ان الصين تقدم اكبر مساعدة لكوريا الشمالية كما انها اكبر شريك تجاري لها وسيكون تعاونها ضروريا من اجل نظام عقوبات فعال.
وصرح دانييل بينكستون من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في سول بأن التجربة تعزز قدرة الجيش في كوريا الشمالية على اطلاق صواريخ وقد تكون أيضا مرتبطة بالعقوبات.
واستطرد “العقوبات رفعت كلفة منتجات مثل أنظمة الصواريخ. والمشترون الذين يخاطرون بشكل متزايد يريدون التأكد من جودة المنتج وما اذا كان جديرا بالثقة.”
وكانت كوريا الشمالية أطلقت صاروخا قالت انه وضع قمرا صناعيا في المدار في ابريل نيسان. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وأمريكيون واخرون ان هذا الاطلاق كان تجربة مستترة لصاروخ تايبودونج 2 طويل المدى الذي يمكن أن يصل مداه الى الاراضي الامريكية وأضافوا أن لم يتم وضع شيء في المدار.
وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية ان الشمال هدد ايضا باطلاق صاروخ تايبودونج-2 اخر لكن لا يوجد دليل على انه بدأ الاستعدادات لوضع صاروخ على منصة اطلاق وتزويده بالوقود وهي عملية تستغرق حوالي اربعة ايام ويمكن ان ترصدها اقمار التجسس الامريكية.
وكانت كوريا الشمالية أثارت التوترات في الشهور الاخيرة بتصريحها أنها بدأت برنامجا لتخصيب اليورانيوم الذي يستخدم في انتاج القنابل النووية وبتهديدها بمهاجمة كوريا الجنوبية وباستخلاص البولوتونيوم بمحطة يونجبيون النووية العتيقة.
وأفاد محللون بأن هذه الخطوات ربما تهدف الى كسب دعم داخلي للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل (67 عاما) وهو يمهد الطريق أمام ابنه الاصغر لخلافته. ومن المعتقد أن كيم أصيب بجلطة قبل عام.