حوارات ولقاءات

الشعب لن يقبل الحكومة السابقة في ثوب جديد ..!!


واشنطن لم توجه الدعوة للمجلس العسكري للتفاوض حول رفع اسم السودان من لائحة الارهاب!!
الشعب السوداني تجاوز الماضي ولن يسمع بعودة من تلطخت أيديهم بالدماء والفساد!!

هذا هو المقصود من كلمة (شعبية) في البيان!!
اكدنا على ضرورة احترام المجلس العسكري الانتقالي لحق التعبير وكفالة التجمع السلمي!!

بدأت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشئون الأفريقية، مكيلا جيمس، الثلاثاء محادثات في الخرطوم مع رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ناقشت فيه ضرورة التواصل مع الشعب والإسراع بنقل السلطة لحكومة مدنية من جهة ومع قادة المعارضة لبحث تطورات الموقف السياسي. وذكرت (تغريدة) بموقع السفارة الأمريكية بالخرطوم أن الدبلوماسية الأمريكية تشجع المجلس العسكري على مواصلة التفاوض مع المعارضة السياسية وقادة الاحتجاج وتشكيل حكومة انتقالية من المدنيين ، وأبلغت مكيلا عددا من قادة قوى الحرية والتغيير أن أولوية واشنطن تتمثل في رؤية حكومة مدنية بالسودان تقود الى انتقال وتداول سلمي وديموقراطي للسلطة ،وامتدحت سلوك السودانيين السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة بعيدا عن العنف لتشكيل حكومة تحترم حقوق الإنسان.

*أشار الفريق عبدالفتاح البرهان في تصريحات إلى زيارة وفد من المجلس العسكري الانتقالي لواشنطن بغرض التفاوض حول رفع إسم السودان من لائحة الارهاب؟
– واشنطن لم توجه الدعوة لأحد للتباحث حول هذا الملف ، وكما تعلم الأوضاع في السودان لم تنجل بعد ، وبالتالي مايثار حول ذات سواء من تصريحات أو تقارير ليس دقيقاً ، وليس لدي علم بزيارة وفد سوداني، السودان ما يزال على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، الحوار في الوقت الراهن معلقاً إلا انه سيتواصل لاحقاً.

*يواجه المؤتمر الوطني الحاكم الحاكم سابقاً رفضاً واسعاً من قبل الشعب السوداني ، هل أنتم مع إقصائه أو تؤيدون دعوات عزله سياسياً؟
– ما لمسناه من الشارع أن الجماهير وخاصة الشباب تجاوزوا الماضي خاصة الذين تلطخت أياديهم بالدماء وتجاوزات حقوق الانسان والفساد ، من الواضح ان السودانيين يريدون تجاوز الواقع تماماً مع الماضي وطي صفحته نهائياً، لذلك لن يقبلوا بأن يحكموا مرة أخرى بمن تورطوا في ارتكاب العنف والفساد ضدهم ، وصادروا حقوقهم وحرياتهم، وهددوا استقرارهم ودمروا اقتصادهم، لذلك يتطلع الشعب لقيادات جديدة تلبي طموحاتهم ، ورغبات الشعب هي الطاغية والتي تسود .

*الوضع الآن في السودان هشاً ، وسط تهديدات لجماعات سلفية ترى ان سقوط البشير يمهد لاستلام اليساريين للسلطة وهو ما يمكن ان يقود للفوضى في حال التصعيد لا سيما وأن استقرار السودان مهم جداً بالنسبة لقضايا المجتمع الدولي الحاضرة (مكافحة الاتجار بالبشر – الهجرة غير الشرعية)؟
– من المؤكد بل بالقطع أهمية السودان للولايات المتحدة إستراتيجية، وليس للولايات المتحدة بل لكل المنطقة ، كذلك الولايات المتحدة مهتمة بمحاربة الارهاب ، والنزاعات في بعض مناطق السودان، ولدينا كثير من المصالح في السودان، وحريصون على تعزيز العلاقات بين البلدين عبر مواصلة الحوار، فالسودان دولة لها تأثير كبير في المنطقة ولديها حدود مفتوحة مع العديد من الدول، وبلاشك ما يحدث في السودان سينعكس على الاقليم ككل، لذلك نحن حريصين على عدم حدوث فوضى أو عنف، والوقت الراهن يمثل لحظات حرجة نتطلع لتجاوزها عبر نقل السلطة، والرسالة الأساسية ان على الجميع العمل معاً لمعالجة أي مسائل أمنية.

*وصفتِ اللقاء بينك وبين رئيس المجلس العسكري الإنتقالي بالبناء ماذا عن الرسالة التي حملتها واشنطن عبرك للبرهان؟
– اكدت للمجلس العسكري رغبة الولايات المتحدة القوية في دعم مطالب الشعب السوداني في قيادة المدنيين للحكومة، وسعينا لإسراع الخطى لتشكيل الحكومة المدنية هو الخطوة المقبلة، ونحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معا لدفع هذا المشروع قدما، نود أن نرى حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن، لأن الشارع يطالب بذلك، ونحن ندعم الشعب لتحقيق انتقال سريع للسلطة.

* ما تصوركم للقوى المدنية التي يجب ان تؤول اليها السلطة، هل هي قوى اعلان الحرية والتغيير التي قادت مركب الاحتجاجات إلى أن بلغت مداها وأصبحبث ، ام قوى الحرية والتغيير بجانب احزاب حليفة للنظام السابق؟
– ليس الولايات المتحدة هي التي تحدد ذلك وإنما الشعب السوداني هو الذي يملك حق القرار في تحديد اي حكومة يريد وكيف تبدو وكيف تكون، ليس للولايات المتحدة او اي دول اخرى تستطيع ان تملي على الشعب السوداني ما يريد، نحن ندرك ان العديد من المنظمات المدنية والاحزاب السياسية والتجمعات المهنية انخرطت في حوارات مع المجلس العسكري، ونحث المجلس العسكري الانتقالي وأحزاب المعارضة على الانخراط في حوار مباشر لتشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب وتحقق رغباته، وتحترم حقوق الانسان وتحقق التنمية الاقتصادية والامن، وحكومة تحظى بثقة الناس، لهذا بالنسبة للولايات المتحدة نقطة البداية لنقل السلطة للمدنيين .

*تحدثت لخارجية الأمريكية في بيان سابق عن تنحي الجيش السوداني، وإفساح المجال أمام انتقال سلمي لسلطة بقيادة مدنية ذات “شعبية”، ما المقصود بهذه “الشعبية”؟

البيان أشار بوضوح إلى أن الولايات المتحدة شددت على ضرورة تشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني، ولكنها لم تعين حزب محدد، الشعب يرغب في تحقيق اختراق حقيقي، ورؤية سودان جديد ونحن ندعم ذلك، ليس من شأننا تعريف او شرح كيفية تحقيق ذلك، هذا شأن سوداني، ما قلناه ببساطة الأمر يتوقف على عملية تحظى بثقة الشعب وقبوله، فالشعب لن يقبل الحكومة السابقة في ثوب جديد، فالشعب لن يقبل اشخاص ذوي تاريخ مظلم فهو يتطلع لقطيعة مع الماضي من اجل سودان جديد، لا تقوده شخصيات ذات تاريخ سئ جدا، وايديها ملطخة بالدماء، وهذا يتطلب التزام بنقل السلطة لمدنيين جدد ليس لديهم ذلك التاريخ المظلم.

*مازالت المخاوف من فض الاعتصام بالقوة ماثلة ، واخرها ما حدث في ذات اليوم الذي قابلتم فيه رئيس المجلس العسكري –الثلاثاء- هل تحدثتم مع البرهان في هذا الشأن؟
– لم نعلم بهذه المحاولة الا في المساء لذلك لم نتطرق لمسالة فض الاعتصام، ولكن بشكل عام النقطة الاساسية التي اكدنا عليها ضرورة احترام المجلس العسكري الانتقالي لحق التعبير وكفالة التجمع السلمي، ووقف الاعتقالات، وعدم الترهيب، او الاعتداء على المتظاهرين.

*هناك اختلاف حول أمد الفترة الانتقالية سواء عامين أو أربعة ؟
– لقد سمعت هذا الجدل في كثير من اللقاءات التي قمت بها خلال الثلاثة ايام للزيارة، ولكن هذا امر يحدده السودانيون بانفسهم تبعاً لمطلوبات المرحلة بعد الحوار، وما على الولايات المتحدة سوى تشجيع الاطراف على سرعة تحقيق انتقال السلطة للمدنيين في اقرب وقت ممكن.
*منذ العام 1989 وتسلم الانقاذ مقاليد الحكم تأرجحت العلاقات مع واشنطن وقلل ذلك من الفرص التي كانت تقدمها الولايات المتحدة للشباب السودانيين؟
– إلتقيت عدد من الشباب الذين زاوا الولايات المتحدة في اطار برنامج الزائر الدولي، والتمست فيهم حماسة نحو التغيير ووعي كبير ، وبالتأكيد الولايات المتحدة ستسهم في بناء قدرات الشباب المتطلع للمستقبل ،وستعمل على اتاحة فرص التعليم لهم في الجامعات ووسائل التطوير الأخرى.

حوار : أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة