داخل سجن كوبر الشعبي .. تفاصيل حادثة «قرطبة»
لم يدر بخلد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج، أن تنقلب الثورة عليه عندما أعلن تأييده لها ومشاركته ومساهمته في إسقاط النظام، وكان الرد سريعاً من قبل الناقمون على النظام المخلوع، بمهاجمة اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الشعبي بصالة قرطبة بالصحافة أمس، مخلفين عدداً من الإصابات بأعضاء الحزب تجاوز عددهم الأربعون، فيما تدخلت قوات الدعم السريع واعتقلت أكثر من مائة عضو بشورى الشعبي بسجن كوبر، وأعلن المؤتمر الشعبي عن مؤتمر صحفي يعقد بداره اليوم لكشف تفاصيل ما حدث.
تفاصيل ما حدث
وقال شهود عيان إن الهجوم قام به مجموعة من الشباب، رددوا شعارات ثورية وهتافات ضد المؤتمر الشعبي، على شاكلة (الدم بالدم، حرية حرية، أي كوز ندوسوا دوس)، وتمت محاصرة القاعة وقذفها بالحجارة والطوب بعد استفزازهم من بعض القيادات، ووفقاً للشهود أصيب عدد من أعضاء المؤتمر الشعبي نتيجة القذف، وتعددت الإصابات في الرأس، واليد، واتلاف عدد من السيارات الخاصة بهم، وتحطيم بعض أجهزة القاعة التي أقيم بها الاجتماع، واتصل قيادات بالشعبي بالسلطات والتي خفت لفض محاصرة المحتجين، وفصلت عربات الجيش والدعم السريع بين أعضاء الشعبي والمحتجين، كما تم إخراج بعضهم عن طريق ضباط، ونقلهم الى سجن كوبر عبر (دفارات).
كثرت الروايات حول تدافع المحتجين على المؤتمرين، وهنالك من أشار إلى أن المحتجين كانوا يعتقدون أن من بداخل الصالة قيادات المؤتمر الوطني، فيما ذهب آخرون إلى أن الاجتماع يضم الشيخ عبد الحي يوسف، والمسيرة المليونية التي دعا لها، حيث سأل أحدهم ضباط الجيش عند دخوله القاعة، ما إذا كان هناك أحد يسمى عبد الحي موجوداً .
آراء متباينة
الثابت أن هنالك حالة احتقان في الشارع السوداني، والذي أصبح لايتقبل الشخصيات التي كانت جزء من النظام السابق في عهد من عهوده، غير أن هنالك من يري أن الحزبين الوطني والشعبي هما وجهان لعملة واحدة، وهي الإسلام السياسي، وأن الاخير يتحمل شقاً من المسؤولية السياسية مع غريمه الوطني باعتبار أنه شريك له في تدبير انقلاب الإنقاذ، وأنهم مسؤولون عن جرائم الإنقاذ في حقبتها الأولى قبل ما يسمونه بالمفاصلة.
لكن يبقى السؤال أليس من أهداف الثورة الدعوة للحرية والسلام والعدالة، والدولة الديمقراطية؟، ومن حق أي سوداني أن يمارس حقوقه في التعبير عن رايه، طالما لا يعمل على أذى المجتمع، أو أن يكون مهدداً للنسيج الاجتماعي، هذا ما نادى به ناشطون ـ يدعمون الثورة ـ على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بالحفاظ على سلمية الثورة، وأن يحاسب الجميع بالقانون وليس بالاعتداءات، وقالوا إن ما حدث في قاعة قرطبة فعل منافي لأهداف الثورة التي حافظت على سلميتها لأربعة أشهر، ومشروع دولة القانون الذي ينشدونه .
فيما هنالك من يرى أن المؤتمر الشعبي لم يكن موفقاً في ميقات انعقاد الشورى، فالبلاد تمر بمرحلة استثنائية كان يجب عليه التريث وتأجيله إلى ما بعد تشكيل الحكومة المدنية .
لجان مضادة
القيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبدالرازق دعا المجلس العسكري وقوات الدعم السريع لحفظ الأمن وهيبة الدولة من التفلتات الأمنية التي بدأت أمس بمهاجمة قيادات حزبه، واتهم شباب حزبي الأمة والشيوعي بالتهجم على قيادات الشعبي، وكشف عن نقل (40) من أعضاء الشورى إلى المستشفى، بجانب إتلاف سيارات تتبع لقيادات الحزب، عبدالرازق أشار إلى أن الشعبي سبق وأن حذر من مثل هذا النوع من التفلتات، حتى لا يكون العمل السياسي السلمي دعوة للاقتتال، وقال على الجيش أن (يكرب قاشو) لحفظ هيبة الدولة، وكشف أبو بكر عن تكوين الحزب الشبوعي للجان مقاومة داخل الأحياء، مطالباً بقيام لجان أمنية مضادة لها للحفاظ على الأمن العام حتى لايكون عنف وعنف مضاد .
إدانة الاعتداء
وفي سياق آخر سارعت قوى إعلان الحرية والتغيير بالتعليق على الحادثة، وأدانت الاعتداء والتخريب، وأي اعتداء مهما كانت أسبابه، وقالت نؤمن بالحق في التجمع والتعبير للجميع، فالوطن الذي يعمل ثوارنا البواسل للنهوض به لا مكان فيه للاقصاء أو لأخذ الحقوق بالعنف، ورأت قوى التغيير أن رموز المؤتمر الشعبي يتحملون وزراً كبيراً في ما حدث للبلاد في الثلاثين عاماً الماضية، ولكن أي شكل من أشكال الاعتداء البدني أو اللفظي أو التخريب لن يؤسس لوطن يسع الجميع على قاعدة حكم القانون، وأضافت في بيان تحصلت عليه الصحيفة، إننا ندعو كل صاحب مظلمة ضد النظام القديم وحلفاءه لأن يتخذ من الملاحقة القانونية والمحاسبة العادلة وسيلة للانتصاف.
تقرير: جاد الرب عبيد
الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)
جلد الكيزان كان سلوك شعبوي تعبير عن حالة الغضب تجاه المشروع الكيزاني الذي أسسه المؤتمر الشعبي بقيادة الهالك الترابي.. و على الحاج لحد اخر يوم كان يردد تصبر بس.. و مرة مره تقعد بس شكله اخد كسره جامده من بشه
تسقط بس