الصادق المهدي لـ”سبوتنيك”: نرحب بدور كل الدول في دعم التحول في بلادنا
أجرت وكالة “سبوتنيك” لقاء مع الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني، أدلى فيه بتصريحات حول الفترة الانتقالية التي تشهدها بلاده في الفترة الحالية، وإلى نص الحوار.
السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، أنت جزء من قوى الحرية والتغيير وكان لكم علامات في الحراك الجاري في السودان، أعلنتم سابقا أن الجيش سينقل السلطة التنفيذية إلى حكومة مدنية في حال تقديم حكومة مدنية موثوق منها، ما هو برأيكم شكل هذه الحكومة الموثوقة التي تجعل الجيش يسلم السلطة؟
أعتقد أن الفكرة ليست فقط في الحكومة وإنما نظام الحكم كله، السلطة السيادية والتنفيذية والتشريعية إلى آخره، أعتقد هذا الأمر الآن مثار بحث وهناك خلافات حول الموضوع أخرت تقديم تصورنا للمجلس العسكري.
ما هي الأسباب التي أخرت تقديم ذلك التصور؟
السبب الأساسي في تأخر تصورنا هو أننا فوجئنا بالتغيير، عملنا عمل كبير للتغيير ونظام البشير شهد ستة انتفاضات في الماضي، ولكن هذه كلها كانت في شكل إزاحة النظام، ولكن البديل كان أشبه بالاتفاق حول شعارات معينة وهذا سهل أن تجمع الناس على شعارات ولكن لم يكن هناك اتفاق محدد حول الشكل الدستوري والشخصيات التي تملئ هذه المقاعد الدستورية، لذلك صار الأمر متأخر.
كيف اشترك حزب الأمة في الحراك منذ ديسمبر حتى الإطاحة بالبشير حيث أن البعض يرى أنكم لم تشاركوا بالقدر الكافي وتستدعون لقطف الثمار؟
أولا الحاضن لهذا التحرك هو نحن، لأننا وحدنا لم نشترك في هذا النظام، كل القوى السياسية بشكل ما اشتركت في هذا النظام، ما عدانا، مهما قدم لنا من إغراء، ثم نحن ظللنا نغرس الحاجة للتغيير لثلاثين عام، وظللنا نواجه الاتهامات والاعتقالات والمصادرات، أنا لازال علي عشر اتهامات لم تسقط حتى الآن، عقوبتها جميعا الإعدام، وواضح أنه ومنذ التصعيد في مارس 2019 قدمت ما أسميته كبسولة الدعوة لإزالة البشير ونظامه وكانت خطوة تصعيدية كبيرة استقبلها الشعب السوداني وفي خمسة أبريل قبل اليوم الكبير قلت في خطبة ينبغي أن يخرج كل الناس والخروج فرض عين، وفي كل الأوقات الماضية تحملنا اختراقات إساءات واتهامات واغتيالات شخصية، من يريد أن ينتقد له الحق ولكن التاريخ سوف يسجل كل شيء.
هل تعتقد أن أبو ظبي ستنجح في توقيع اتفاق سلام بين المجلس العسكري أو الحكومة المدنية المقبلة والحركات المسلحة؟ خاصة أن قطر كانت ترعى تلك المفاوضات؟
سمعت من زملائي عن فكرة اتفاق إطاري، ولكن الاتفاق سيعقد في النهاية داخل السودان، يمكن أن يكون هناك اتفاق إطاري وهذا يحمد للإمارات، ليس لنا دور في ذلك، ودورنا الوحيد مباركة ما يمكن الاتفاق عليه.
المشهد الآن في السودان نرى بعض الدول صامتة أو مبتعدة عن المشهد والبعض كان له دور بارز خلال النظام السابق مثل قطر وتركيا، ما هي الأسباب في الوقت الذي نرى في دور كبير للامارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية؟
أعتقد أن هناك دول سارعت بتأييد ما جرى في السودان وهذا يحمد لها، وأعتقد أن علينا ألا نسارع بحسم مواقفنا الخارجية في أي محور من المحاور، وأعتقد أن السودان الحر سيحدد علاقاته الإقليمية والدولية بعد ذلك، ولكن الآن من يريد أن يقف بجوار التحول في السودان سنرحب به.
إذا أنت ترى أن قطر فيما يجري كان موقفها متزن؟
تفاوت موقف الدول المختلفة مما حدث بالطبع ولكن أعتقد أن كل الدول نرحب بدورها في دعم التحول في بلادنا.
دور بارز لدولة مصر بعد إزاحة البشير حيث أرسلت وفد رفيع قابل المجلس العسكري واستضافت قمة حول السودان وليبيا وأعلن عن زيارة للسيسي لم تحدث حتى الآن، هل تعتقد أن مصر ممكن تساعد باستقرار السودان؟
ما يحدث في السودان له أثر في مصر بطبيعة الحال، لذا فهي حريصة ألا يكون التحول الذي يجري في السودان معاديا لمصر وهذا طبيعي جدا.
قوى الإسلام السياسي كيف ترى موقفها من الثورة الراهنة؟
أنا لا أقول إسلام سياسي فالإسلام واحد، ولكن أقول سياسة إسلاميين. هؤلاء في رأيي حتى الآن دخلوا في تجارب فاشلة فالتجربة السودانية وحتى الكثير من الحركات الإخوانية تتبرأ منها وكانت الجماعات الإخوانية اجتمعت في 1989 وقالت ينبغي ألا نستخدم الانقلاب العسكري وسيلة للسلطة ولكن هذا ما حدث في السودان وأنا أعتقد أن هناك إجماع لى أن التجربة السودانية باسم الإسلام كانت فاشلة وكذلك في مناطق ومجالات تانية تجاربهم بالسلطة كانت فاشلة وهم محتاجون برأيي لمراجعة موقفهم من الحاكمية فبمدأ الحاكمية لله هو شعار الخوارج فهم يعنون أن الأمرة لله، في حين أن الإمرة للشعب وليس لله، بحسب الاسلام. يجب أن تكون هناك سيادة للقانون والشفافية وأن يقف الحاكم بجانب الضعيف وهذه هي أسس الحكم للمسلمين وهذا هو ما تجنبوه للاسف لأن النظام الذي حكم السودان أهدر كرامة السودانيين وحكمه بالعنف والدموية ولذلك هم كانوا اسوا تجربة.
هناك استمرار تصعيد وابتعاد في الاتفاق بين المجلس وقوى الحرية هل تخشى وقوع انقلاب جديد بسبب الوضع الراهن؟
لا شك أبدا أن القوى السياسية السودانية تشمل فاشيون يسعون فقط للسلطة وهي ستسعى للعثور على السلطة ولكن في رايي تجربة النظام اكدت أن الشعب السوداني سيقف ضده وأعتقد أن نعم يمكن تحصل محاولات بل وحتما ستحصل ولنها حتما سوف تهزم.
هل لديك رسالة للمعتتصمين أمام القيادة العامة خاصة وأن المجلس العسكري يقول أن هناك تباعد بين المفاوضين من قوى الحرية وبين الشباب؟
نصيحتي لهم أن يحولوا وجودهم هذا إلى تمرين في الديمقراطية المباشرة بحيث أن صوتهم يكون عنده شكل مساهم في بناء الوطن وهذا موضوع صعب يجب أن تكون لهم صورة من صور الديمقراطية بالمباشرة وينبغي أن تكون لهم قنوات تعبر مباشرة عن إرادتهم الذين قدموا ما قدموا من تضحيات.
“سبوتنيك”