كيري في بكين
جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحالية في آسيا لا تكشف فقط عن إعادة القارة الآسيوية إلى محور الدبلوماسية الأمريكية حيث ستتبعها جولة في أبريل المقبل للرئيس باراك أوباما، وإنما تكشف كذلك أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الصين.. رغم التوتر الظاهر بين بكين وواشنطون إلا أن الطرفين يحتاجان لبعضهما، فالولايات المتحدة تحتاج إلى الصين في ملف كوريا الشمالية وتريد استثمار علاقات بكين مع بيونغ يانغ في إقناع الأخيرة بالعودة إلى طاولة المفاوضات النووية خصوصا بعد نجاح التجربة التفاوضية مع إيران بشأن ملفها النووي، وأمام التعنت الكوري الشمالي لا تجد واشنطون من سبيل سوى عبر حليف كوريا الشمالية في المنطقة وهي الصين التي تريد في المقابل من واشنطون الحليف الأقوى لليابان خفض حدة التوتر بينهما بشأن الجزر المتنازع عليها.
محادثات كيري أمس الجمعة في بكين مع كبار المسؤولين الصينين كان محورها كوريا الشمالية بينما لم يكشف الطرفان بصورة مباشرة التطرق للنزاع الصيني الياباني وإن أشارت تصريحات كيري عقب لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى ذلك عندما قال للصحافيين إنه طلب من الجانب الصيني مزيدًا من الشفافية، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قبيل زيارة كيري قد حذرت بكين من مبادرة فرض منطقة دفاع جوي جديدة في بحر الصين الجنوبي، وهو ما قد يعتبر “عملا استفزازيا وأحادي الجانب يزيد التوتر”.
لكن بكين رفضت هذا التحذير، مؤكدة سيادتها في مجال الدفاع. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن “الصين، وبصفتها دولة تتمتع بالسيادة، لها كل الشرعية للتحرك في مجال أمنها الجوي، بما يشمل فرض منطقة مراقبة للدفاع الجوي.
منطقة المراقبة الجوية مثار الخلافات بين واشنطون هي مشروع صيني يسمح للبحرية الصينية بالسيطرة على مجال واسع من الجزر والأرخبيلات المتنازع عليها بين الصين واليابان من جهة والصين وفيتنام من جهة ويهدد باندلاع التوتر الإقليمي مع دول حليفة لواشنطون وتربطها معها اتفاقيات دفاع مشترك.
ومع أن محور زيارة كيري للصين كان تقاطعات الملف الكوري الشمالي والتوتر بين الصين واليابان والدور المركزي والحاسم في الوقت نفسه للصين والولايات المتحدة في الملفين إلا أن ثمة فسحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الهامين كقوي اقتصادية وسياسية لها وزنها على المسرح الدولي، وأبدت وسائل الإعلام الصينة تفاؤلا كبيرا بإمكانية إسهام زيارة كيري في فتح فصل جديد من علاقات البلدين يتسم بعدم وجود صراعات أو مواجهات بل احترام متبادل وتعاون مربح للطرفين، كما أشار وزير الخارجية الصيني وانغ إلى أن زيارة كيري تتزامن مع مهرجان الفوانيس الصينى، اليوم الأخير من موسم مهرجان الربيع، الذي يعد رمزا لرحيل العام القديم والإعلان عن بدء العام الجديد.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي