خبراء تأخير تشكيل الحكومة يفاقم مشاكل الاقتصاد
قال الخبير المصرفي المعروف الشيخ سيد أحمد الوراق إن تأخير تشكيل الحكومة في السودان يوثر كثيرا على الاقتصاد في السودان وتضرر منه كثيرون، وأعرب عن أسفه لأنها ستمتد لفترة من الزمان.
وأضاف وراق في تصريح بحسب (سونا) أن هناك ضررا بالغا قد حدث نتيجة لتأخر التشكيل وأن الحكومة التي ستتشكل ستدفع ثمنا باهظا لإصلاح جزء منه، وعبر قائلا “لأن ما فقدناه من نشاطات اقتصادية و عجز في عوائد القدرات لمعظم أهل العمل الحر ضاع فقط بالزمن خلال فترة عدم استقرار الاقتصاد”.
و أشار إلى أن أكبر الخسائر تتمثل في الاستثمار، مشيرا إلى أن آثاره ممتدة بقوة خلال المدى المتوسط ، وأوضح أن هناك ما يعرف بالآثار الارتدادية و التراكمية التي تتأثر بالحالات الذاتية و النفسية وفق تقويم لكل فرد مستهلك أو منتج أو مستثمر يصعب جدا حساباتها و لكنها “مدمرة جدا” في المدى القريب.
ومن جهته اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور هيثم فتحي أن البلاد تعاني منذ فترة تراجعا في مؤشرات الاقتصاد الكلي، فهناك أزمة في ميزان المدفوعات وعجز في الموازنة وارتفاع في مستويات البطالة وتعطل مهم في الصناعات التحويلية ولم تتمكن منذ الثورة من التوصل إلى معالجات مؤقتة لمشاكلها العاجلة خاصة أن الاقتصاد السوداني ومنذ زمن اعتمد على المعونات والتسهيلات التمويلية الميسرة التي تقدمها البلدان والمنظمات التمويلية والاستثمارية الدولية.
وأضاف أنه ومنذ اندلاع الثورة لم يتحقق خلالها أي تطور إيجابي في الأوضاع الاقتصادية أو مستويات المعيشة، بل تراجعت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتأزمت من دون استشراف لأي تحولات إيجابية. ودعا إلى التوصل إلى اتفاق على نظام سياسي وتنازل من جميع أصحاب الشأن السياسي والأمني حتى يحدث استقرار سياسي للبلاد ومنه تحسين للأوضاع الاقتصادية لمعالجة أوضاع الفقر والبطالة وإنعاش القطاعات الحيوية مثل الصناعات التحويلية.
وطالب بفلسفة اقتصادية ملائمة تحفز القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي وتؤكد جاذبية جميع القطاعات الاقتصادية في البلاد. ووفق اعتقاده فإن تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر لن يكون ممكناً في الأمد القريب من دون حدوث متغيرات في المشهد السياسي والأنظمة الاقتصادية.
وأعرب عن أسفه لحالة الفراغ التنفيذي الذي تعيشه البلاد على كل مستويات الحكم المعتمدة في السودان مركزي ولائي ومحلي فالجميع يعمل بصورة مؤقتة أو بالتكليف.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة تنفيذية بأسرع وقت ممكن بحسب الصيغ التي يتوافق عليها اهل الشأن السياسي والأمني وذلك لسد الفراغ والبدء في تسيير الأمور، مع فتح حوار سياسي أثناء تسير دولاب العمل في الدولة يمكن أن يستهل المشوار الطويل بتشكيل حكومة (منتجة) وقادرة على ترشيد الإنفاق العام وتخفيض العجز وخدمة الدين العام وتفعيل النمو ودورة الإنتاج.
وذكر هيثم أن الفراغ التنفيذي يكثر الأزمات وتستعصي معه الحلول وتضغط الخلافات السياسية على سمعة وصورة السودان الذهنية وعلى اقتصاد البلاد.
كوش نيوز