المرور والبنى التحتية
شهدت الخرطوم الاسبوع المنصرم ويوم امس تحديداً اختناقات مرورية مكثفة تسببت فى تعطيل حركة السير بالعاصمة وتكدست المركبات بكل طرقات الخرطوم دون حراك، ولعل احد ابرز الاسباب التى قادت لتلك الاختناقات المرورية ليوم امس تحديداً هو اغلاق قوات الدعم السريع الطرق المؤدية للقصر الجمهوري وشارع
القصر، الأمر الذى ادى لتنامى الاختناقات يوم امس، اضف الى ذلك ان الاختناقات المرورية ترتفع وتيرتها فى فصل الخريف، وذلك بسبب سوء التصريف وانتشار البرك والمستنقعات والحفر والشوارع المهترئة البالية، وعدم توفر خدمات البنى التحتية بالعاصمة.
وظلت سنوياً البنى التحتية تعلن عن مشروعات ترقيع للحفر المنتشرة في شوارع العاصمة دون جدوى, ولعل سوء انشاء الطرق وضعف الرقابة على الشركات
الموكل اليها تنفيذ الطرق بالعاصمة له دور كبير فى تلك المشكلة، فالحكومة لا تكلف نفسها عناء مراقبة الشركات المنفذة للوقوف على مدى انفاذ الاشتراطات المطلوبة ومراعاة المواصفات والمقاييس العالمية، وتجد أن بعض الشركات التى قامت بتنفيذ تلك الطرق عبارة عن شركات مأجورة وتمت تزكيتها من قبل فاسدين
بالنظام البائد، بل ان معظمها يخص نافذين بالدولة فى العهد السابق، ونجد ان تلك الشركات لا تراعى مقاييس ومواصفات الطرق المعروفة، وتقوم بانفاذ طرق دون المستوى، مع الاستفادة من الاموال المخصصة لتلك الطرق، وتعود وزارة البنى لتفتح ملف الترقيع والصيانة سنوياً، وهو أمر مرهق ومكلف ومهدر لأموال الدولة.
الآن الخرطوم اصبحت بلا شوارع، وحتى الشوارع المسفلتة تنتشر فيها الحفر وتشهد انفجارات للصرف الصحى، بالاضافة لمياه الامطار والمستنقعات والبرك وعدم شفط المياه ابان الخريف، وكل هذا يتطلب تدخلاً عاجلاً لمعالجة الامر، حتى تعود حركة السير سالكة ودون معاناة. ونرجو ان تفتح ملفات تلك الطرق، وتدون بلاغات
بالفساد فى مواجهة اصحاب تلك الشركات ومنفذي تلك الطرق والمسؤولين الذين ساهموا فى ارساء العطاءات لتلك الشركات باعتبارهم فاسدين ومهدرين لاموال البلاد، ونحن فى انتظار معالجة الحفر وترقيعها. ما لا يعلمه الكثيرون ان معظم حوادث السير التى تقع بالطرق القومية والداخلية سببها الرئيس هو الحُفر وسوء
الطرق قبل سلوك الانسان، رغم اننا نعلم جيداً ان سلوك الانسان يمثل (8% من اسباب وقوع الحوادث، ولكن نقول ان تلك النسبة سببها الطرق وسوء البنى التحتية فى بلادنا، بالاضافة لضيق الطرق. وسنحدثكم فى اقرب سانحة عن طريق (بارا) وسوء انشائه، ولماذا تتزايد فيه معدلات الحوادث المرورية.
الانتباهة