ايلا وقوش.. أهمية وجودهما في الواقع السياسي السوداني والاقليمي
✍ *أعلم تماماً أنّ، عنوان المقال، قد يكون كافياً عند البعض لعدم مواصلة قراءته، بسبب الغبن والكراهية الشديدة التي خلّفتها حكومة المؤتمر الوطني، بقيادة عمر البشير، والذي كان له القدح المُعلّى في انهيار كافة الأوضاع بالبلاد، فالرجلين كانا ضمن كوادر حكومته، وبالتالي قد يحسب البعض أنّ المطالبة بهما في الحكومة الجديدة، كأنّها رجوع للمربع الأول، لكنني أستسمح القارئ، في قراءة هذا المقال بكل رحابة صدره ومرونة فكره وحكمته السياسية، مع اتفاقه معي في المصلحة الوطنية العامّة أولاً وأخيراً..*
✍ *الفترة التي قضاها نظام المؤتمر الوطني في الحكم 30 عاماً، تعادل سبعة دورات ونصف لحكومات انتخابية، بعدد أربعة سنوات كاملة للدورة الواحدة، قضاها البشير في حكم السودان عبر حزبه المؤتمر الوطني، أحدث خلالها دماراً شاملاً سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً وأمنيّاً وفي كل مناحي الحياة، وتركت حكومة البشير آثار أقدامها المُدمّرة غائرة عميقاً في جسد الأمة السودانية، وفي خاتمة الأمر، ذهب البشير وعصابته، وبقيت كوادره ومخلّفاته المدمّرة مغروزة كخناجر سامة في جسد المؤسسية بالبلاد، وواهم من يعتقد أنّ الفاسدين في عصبة البشير قد تمّ القضاء عليهم جميعاً، فما تمّ تدميره في ثلاثين عاماً، لن يتمّ اصلاحه في يوم وليلة.. وهذا أول أسباب المطالبة بمرشحين كصلاح عبدالله قوش ومحمد طاهر ايلا، لخلفيتهما المعلوماتية وخبرتهما السياسية في كل ملفات النظام السابق، ليشكّلا بذلك نواة التطهير لكافة الآثار المتبقية من حكومة البشير والحركة الإسلامية، قبل أن تبدأ الحكومة الجديدة مهامها..*
✍ *صلاح عبدالله قوش، شغل منصب رئيس الأمن القومي السوداني، ومنصب مستشار رئيس الجمهورية حتى أغسطس 2009، وحُكم على قوش عام 2012 بالسجن بعد إدانته بالتخطيط لانقلاب عسكري للاطاحة بنظام البشير وعدائه لبعض القيادات الإسلامية، وتمّ الأُفراج عنه لاحقاً بموجب عفو رئاسي. وأتى البشير نفسه في فبراير 2018، ليُعيّن قوش مديراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني مرة أخرى، لحوجته الماسة للقضاء على تحالفات داخل الحركة الاسلامية، كانت تريد القضاء على البشير وابعاده من دفّة الحكم.*
✍ *قوش كانت له أراء جريئة في ملفات دارفور، فقد أقرّ وصرّح كثيراً، بأنّ الحكومة تسلّح ميليشيات الجنجويد في دارفور، وذكر أنهم لم يرتكبوا خطأ الحكومة نفسه في شرق السودان، وكان له دور كبير في انهاء النزاع المسلح بشرق السودان ومناطق من دارفور، وفي أكثر من لقاء اعلامي مع وكالات أنباء عربية وغربية، صرّح قوش في أكثر من مرّة بانتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في دارفور، وأن الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات سيقدمون إلى المحكمة، ولكن كل ملفات قوش الأمنية التي يُقدمها جاهزة للبشير للإجراء فقط، كانت تجد الاهمال والقيل والقال من الاسلاميين المقربين من البشير.*
✍ *رغم محاولته الانقلابية ضد البشير، ورغم ملفات استثمارية لأسامة بن لادن بالسودان، لدرجة أثارت الرأي العام بالولايات المتحدة الأميركية ضده، لكنّ قوش استطاع اجبار خصومه على التحالف معه والتعامل معه، لدرجة جعل من دولة كبرى كأمريكا بكل جهازها الإستخباري تشيد به وتعتبره أقوى حليف لها في منطقة البحر الاحمر والقرن الأفريقي، لدرجة أن تعرضت نتيجة تعاونها معه لحملة إعلامية ضارية من قبل مجتمع الولايات المتحدة، فقوش رجل سياسي مُحنّك يمتاز بعقليّة ذكاء تقرأ الواقع ونتائجه المستقبليّة ببصيرة نافذة، وقد استعان به البشير رغم أنه انقلب عليه، لعلمه التام بدور الرجل في المجتمع الدولي والنظام العالمي الذي تُهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنّ البشير كان يراه الرجل الوحيد القادر على كبح جماح الإسلاميين في السلطة وثروات البلاد.*
✍ *الاعفاءات والإقالات للمؤسسات الوسيطة التي انتهجها رئيس مجلس الوزراء السابق محمد طاهر ايلا، الفضل الأول والأخير فيها للفريق صلاح عبدالله قوش، وقد كانت بداية التصفية للدولة العميقة لحكومة البشير وعصابته من القطط السمان، داخل مؤسسات الدولة، ولمن لا يعلم فإنّ سقوط البشير في ابريل 2019م، كانت كلمة السر فيه للفريق صلاح عبدالله قوش، الذي قدّم الكثير والكثير من ملفات الفساد المُوثّقة لرئيس الجمهورية، والذي كان وكأنّ في أُذنيه وقرا، لا يعمل اطلاقاً بما يصله من معلومات أمنية.*
✍ *د.محمد طاهر ايلا، رجل عملي لا يعرف المجاملة في المصالح العامّة، ويخوض التحدي مهما تكالبت عليه أيادي المصالح الشخصية ولوبيات الأحزاب، وكفى به أن تسبب في حل مجلس تشريعي ولاية الجزيرة بأكمله، وأصرّ على مواقفه، ومازال أهل الجزيرة يتغنون بانجازاته وأعماله، فالرجل يمتاز بعمليّة وواقعية لا توجد في نفوس كثير من السياسيين اليوم، وهو الذي جعل من ولايتي البحر الأحمر والجزيرة مظهراً حضاريّاً نموذجيّاً لباقي ولايات السودان..*
✍ *محمد طاهر ايلا رجل خبير سياسي محنّك، له خبرة كبيرة جدا في كل قضايا الوطن، والرجل مُلم بمشاكل دارفور والشرق والشمال والوسط وكردفان والنيل الازرق ويتمتع بعلاقات صداقة قوية مع كثير من زعماء الدول، له علاقات صداقة مميزة ببدول الجوار اثيوبيا وارتريا وجيبوتي ودول الخليج، وله علاقة ممتازة جداً مع الحكومة البريطانية، وأهم مافي شخصيته عدم مجاملته الوزراء في حكومته، لذلك تمتاز وزارات حكومته بالعمليّة والنشاط لعلمهم بأنّ ايلا لا يجامل ولا يحابي في المصالح العامّة، كما أنّ ايلا يعتبر نصير الهامش والمهمشين، فهو من اوصل القرى بالطرق القومية، وهو من أسس لسياسات التعليم مقابل الغذاء..*
✍ *ان كنّا ننشد دولة حديثة تمتاز بالعمليّة والعلاقات الدولية الممتازة، والتحالفات البناءة، فايلا وقوش خير من يصل بالسودان لبر الأمان في الفترة المقبلة، لعلاقاتهما الدولية الممتازة، وللعمليّة والخبرة والمرونة السياسية التي بدت واضحة خلال مسيرة الرجلين في حكومة البشير.. فلماذا نرفض المصلحة العامة للوطن بسبب كراهية النظام السابق..؟!*
✍ *لا توجد في العصر الحديث دولة تنهض بنفسها،فالنظام العالمي الجديد، يشكّل مصالح اقتصادية ومصالح عسكرية استراتيجية، والدولة التي تُغرّد بعيداً عن سرب المنظومات العالمية، لن تستطيع أن تنهض بنفسها وبشعبها، وستظل أبد الدهر كالغنم القاصية، تأكلها ذئاب أحزابها وتتقاذفها مطامع من حولها..*
✍ *ان كان الوطن في حدقات العيون، فلننظر للرجلين بنظرات المصالح الوطنية العامّة التي سيقدمانها للبلاد، ولنترك الحزبية البغيضة المأفونة في غياهب النسيان..*
✍ *دولة المؤسسات والقانون، لن تكون الا عبر التركيز على الغايات والأهداف والتي تحتاج لشخصيات قوية تفرض هيبة الوطن وسيادته علي الجميع، وطالما أنّ هنالك قانون ومؤسسية، فالنزاهة ستكون ديدن الجميع بسبب هيبة الدستور والقوانين.*
بقلم/ علي جعفر حاج أحمد
فيسبوك
قال الجزائريون أنه لا يمكن بناء سفينة جديدة بخشب قديم …. وخصوصا إذا كان الخشب القديم فاسدا فسادا بينا لا لبس فيه
كلام فيه الكثير من المنطق. للمصلحت الوطن
لكن البقنع إبليس الثوري شنو..
فانا لا اشك بأن ايلا رجل هذه المرحلة رجل عملي ووطني يده لم تخلط بالفساد والجميع يشهد بانجازاته البعيد قبل القريب
اؤيد الفكره تماما فايلا رجل سياسي وعملي ايا كان انتماءه فالرجل اثبت انه قوي والسودان في حوجه واعتقد من اجل مصلحه السودان يمكن ان تتحالف مع اي شخص وكذلك قوش رغم السلبيات فالرجل ممسك بملفات يمكن ان تحيي اقتصاد البلد وذلك باسترداد الأموال المنهوبه حتي ولو اضطرراضطررنا للمساومه فالسياسه تتطلب ذكل
يا سودانيون افيقوا يكفينا اعادة تدوير النفايات ثلاثون عاما . اذا فرضنا جدلا بكفاءة ايلا وقوش هل عقمت الحواء السودانية من انجاب كفاءات لادارة دفة الدولة . نحن في حاجة الي جيل جديد لادارة البلاد
لا مكان لهم ولا لصاحب المقال ولا اشباهم ولا موقع النيلين
كأنما إيلا وقوش ديل سوبرمانات وربنا ما خلق غيرهم .. ياخي اتقوا الله إيلا وقوش جزء من منظومة فاسدة ضالة منحرفة افقرت البلاد والبلاد وعاست فيها فساداً لمدة 30 عاماً .. فما الذي يجعلهما مختلفين عن حاضنتهم تلك؟ بطل تكسير تلج يا كاتب المقال
تجريب المجرب ههههه الفرصة الان للشباب وللعقول السودانية الواعية وليست للمحاصصة الحزبية لقد جربنا دولة تجار الدين ثلاثون عاماً عجاف كفاية لحدي هنا نحتاج دماء جديدة السودان بلد غني بالامكانيات أقعده الكيزان بفسادهم ربنا يورينا فيهم يوم أسواء من يوم عاد وثمود
ليس هذا وقته، فالرجلان يمثلان النظام البائد الذي ثار عليه الشعب، في الفترة الإنتقالية محتاجين لعمل ثوري لا يستطيع القيام به إلا الثوار، وعليه لا تؤيد فكرة إبلاء أي منصب لمن شغل منصبا دستوريا في آخر أيام النظام البائد، بعد إنقضاء الفترة الإنتقالية وعقد الإنتخابات من حق الشعب السوداني إختيار من يريد
التفويض بعد هذا للشعب السوداني ، فهو الذي سيولي من يريد من واقع الصندوق ، وليس أي جهة أخرى ، آن للسيد إيلا ، أن يرتاح ، مشكوراً على ما قدمه في بورتسودان ، وآن لشعبنا أن يملك قراره بعيداً عن دول الخليج والسعودية ومصر وأمريكا لكن دون عداوة ، بل بعلاقات عادية طبيعية ،، يجب أن نجوع سنة أو سنتين حتى يعتدل وبستقيم اقتصادنا القوي !! يجب أن نعتمد على الله ثم على أنفسنا وخيرات بلادنا غير المحدودة وأن نغادر محطة الاقتصاد الطفيلي والرأسمال الجبان غير القادر على اقتحام الاقتصاد الوطني الحقيقي الذي يقدم البلد وينميها ..