الموسم الزراعي .. مصاعب رغم الدعم السعودي الإماراتي
الموسم الزراعي الصيفي 2019م – 2020م يواجه بتحديات عديدة أهمها الارتفاع الكبير في أسعار المدخلات الزراعية إلى جانب ندرة الجازولين ومشاكل الري في المشاريع المروية .
وأعلنت السعودية والإمارات دعم الموسم الزراعي بالسودان وإنقاذه من الفشل ذلك بإرسال سفينة تحمل أسمدة ومعدات زراعية.. ووصف المزارعون هذا الدعم بالإيجابي الذي جاء في وقته.
واعتبر المزارع بولاية النيل الأزرق عمار ياسين عمر الإمام سماد اليوريا من أهم الأسمدة في الزراعة، كاشفاً عن نقص كبير في سماد اليوريا، وقال إن سعر جوال اليوريا بلغ 1500 جنيه بدلاً عن 750 جنيها في الموسم المنصرم، مشيراً إلى أن المدخلات وعلى رأسها الأسمدة تؤثر في السوق وتقلل من التكلفة وتزيد الإنتاجية إلى جانب أنها تقلل في أسعاره في السوق، مطالباً الحكومة بضبط التوزيع حتى يصل الدعم الفئة المستهدفة وان لا يدخل السوق ليباع بالأسعار التجارية، مؤكداً اهمية وضع ضوابط للتوزيع للمزارعين وليس للتجار.
عضو الغرفة الزراعية بولاية القضارف حسن زروق أكد في حديث لـ (السوداني) أن سماد اليوريا والداب من أهم الأسمدة وحالياً أسعاره عالية وليس في متناول أيدي المزارعين، وقال: “بلغ سعر جوال اليوريا المصري في البنك الزراعي 1550 جنيهاً بينما بلغ سعر جوال اليوريا السعودي في بنك المزارع 1700 جنيه للجوال”. واعتبر زروق الدعم الإماراتي السعودي كبيراً جداً للزراعة في القطاعين المطري والمروي في حال تم توزيعه إلى الفئة المستهدفة، محذراً بتسرب الدعم إلى الأسواق وقال إن تجارب المزارعين السابقة في الدعم غير مبشرة بذهابه إلى غير المستفيدين.
رئيس اتحاد الزراعة الآلية السابق بولاية القضارف المهندس الزراعي أحمد أبشر أكد استفادة القطاع الزراعي من الدعم السعودي الإماراتي وقال لـ (السوداني) إن مشكلة الموسم الزراعي حالياً ليست في الأسمدة بل هنالك مشكلة رئيسية تواجه المزارعين وهي نقص الوقود المهدد الرئيسي للموسم، وأضاف الوقود عنصر أساسي لتحريك الزراعة، مشيراً إلى أن استخدام الأسمدة في القطاع المطري محدود وتعتبر مهمة للقطاع المروي.
الأمين العام لاتحاد المزارعين السابق عبد الحميد آدم مختار قال في حديثه لـ (السوداني) إن توفر المدخلات إيجابي لكن يتخوفون من الإجراءات البيروقراطية والمحسوبية وأن يذهب الدعم إلى غير مستحقيه, مؤكداً أن أي مدخلات تأتي إلى السودان إضافة إيجابية للقطاع الزراعي، وقال” لدينا نقص في الأسمدة مقارنة بالمساحات المزروعة في السودان”، مشيراً إلى ضرورة حل أي مشكلة تعيق توزيع ووصول الأسمدة إلى المستحقين. وأضاف أن الزراعة ليست تجارة ومبنية على حسابات والطبيعي هو أن تكون هذه المدخلات متاحة في السوق على حسب العرض والطلب وليس توزع كوتات وحصص لجهة أن الزراعة مواقيت إذا تأخر وقتها لا تؤدي الغرض الذي جاءت من أجله.
وأكد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير علي أن تأخر تشكل الحكومة أضر بالعملية الاقتصادية وعلى رأسها الزراعة وقال لـ (السوداني) تعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاد، لافتاً إلى أن الاستعداد للموسم الصيفي حدث فيه تأخير، واعتبر الناير أن الدعم جيد للعملية الزراعية، لكنه نبه إلى أن العملية الزراعية لا تحتاج إلى الأسمدة فقط بل هي منظومة متكاملة تحتاج إلى توفير التمويل الكافي في الوقت المناسب ثم مدخلات الإنتاج وعلى رأسها البذور المحسنة ثم تأتي مرحلة المبيدات والأسمدة والمدخلات الأخرى ثم تأتي المرحلة التي يكون المزارع فيها في أمس الحاجة إلى المال وهنا يأتي دور المخزون الاستراتيجي الذي يمكن أن يشتري من المنتج بأسعار تشجيعية ويعيد طرح المخزون للمستهلك في وقت الندرة بأسعار تناسب المستهلك، وإذا لم يتم تفعيل هذه المنظومة خاصة قضية الجازولين التي تشكل أهم قضية ، لأنه إذا لم يتم تفعيل هذه المنظومة لن يفيد توفير مدخل واحد أو اثنين من مدخلات الإنتاج، لافتاً إلى وجود قضية تشكل أهمية في الزراعة وهي مياه الري والتي يفترض أن توفر المياه التي تناسب المساحات المستهدفة.
وأكد عدد من المزارعين بمشروع الجزيرة والمناقل وصول الدفعة الأولى من السماد إلى أفرع البنك الزراعي بولاية الجزيرة, داعين إلى أن تساهم في تخفيض أسعار اليوريا لارتفاع أسعارها التي بلغت 1500 جنيه للجوال.
الخرطوم : رحاب فريني
صحيفة السوداني