رأي ومقالات

مخطط يتضمن القضاء على السودان كدولة ذات سيادة وعلم ودستور وتقسيمها على المدى الطويل بين دول الجوار


بعض سياسات ومخططات الولايات المتحدة وحلفائها تجاه بقية دول العالم يعرفها كثير من القيادات المؤثرة ورؤساء الشركات الكبيرة وزعماء الاقتصاد ورأس المال بالإضافة إلى رؤساء أجهزة المخابرات وغيرها. ولهذا تأتي سياسات هذه الشركات والمنظمات متسقة ومتوافقة مع سياسة الولايات المتحدة تجاه هذه الدول. فالشركات الأمريكية تنفذ التزاماً صارماً بالعقوبات المفروضة على السودان على المستويين الحكومي والشعبي فإن كنت تنتمي لحكومة السودان أو تحمل جواز السفر السوداني أو أنك سوداني الجنسية فغير مسموح لك بالتسجيل لدى الشركات الأمريكية العاملة في مجال خدمات المعلوماتية وتقاناتها وشركات تداول المال والأرصدة والبنوك وغيرها من الشركات والكثير من الأنشطة الأخرى. هذا على سبيل المثال وليس الحصر.

هذه المقدمة لابد منها حين يرد اسم السودان. فبحكم عملي في مجال المعلوماتية وتقاناتها اطلعت على الكثير من التقارير بشأن تصدير التقانة المتقدمة والبرمجيات لبقية الدول الأخرى وشد انتباهي أن معظم الشركات التي تبيع تقاناتها للعالم لا تذكر اسم السودان على الإطلاق وبالطبع قد يقول قائل إن السبب في هذا هو الحصار الأمريكي المضروب على البلاد منذ عام 1997 لكن المدهش هو أن هذا أمر طاريء مؤقت وليس هو كل الإجابة فهناك مخططات أعمق وأكبر من الحصار بسبب اتهام السودان برعاية الإرهاب أو بغيره من الاتهامات الأمريكية فالمخطط يتضمن القضاء على السودان كدولة ذات سيادة وعلم ودستور وتقسيمها على المدى الطويل بين دول الجوار ولهذا فخلو اسم السودان من كثير من برمجيات التقنية وأنظمتها وتراخيصها وتقاناتها هو أمر مقصود لمحو اسم السودان من ذاكرة العالم ومن الظهور كدولة ذات سيادة ويظهر هذا جلياً في التجاهل المتعمد لما يحدث في البلاد من أحداث سياسية مقارنة بالأحداث المماثلة أو الأقل خطورة في الدول الأخرى.

الذين يعملون في مجال تقنية البرمجيات Software والأجهزة والشبكات والمعدات الإلكترونية المتطورة يعرفون هذا مفصلاً. يعرفون أن السودان بقي خارج دائرة الوجود والمشاركة في أي عمل معلوماتي أو برمجياتي أو تقاني وأن السودانيين غير مرحب بهم في هذا المجال إلا من فلتات غير ذات خطر. وأنه على مدار السنوات الماضية كانت الحكومات الأمريكية المتعاقبة تعد برفع الحصار التقني عن السودان مساومة بانفصال جنوب السودان وبغيره من الأحداث السياسية بعد ذلك ثم لا تفي – وإن حدث هذا جزئياً – فإن الشركات الأمريكية تبقى ملتزمة بالمقاطعة والحصار ولا تنفذ ذلك ضمن سياساتها ويبقى الحال على ما هو عليه.

هذه السياسة الصارمة تجاه السودان عزلته بما يعادل قروناً طويلة عن بقية العالم المتحضر وأضعفت الدولة والمواطن ليبقى قرار نهاية الدولة السودانية فيما بعد سهلاً وتقسيم البلاد إلى أجزاء تابعة لدول الجوار أمراً ممكناً لا يجد أي مقاومة تذكرمن دولة لا تملك مقومات الدفاع عن نفسها.

قد يقول قائل أيضاً إن هذا أمر بعيد المنال فالدولة ما تزال قائمة والشعب لن يقبل التقسيم..الخ لكن كثيراً من الأحداث التي لم يتوقعها النس حصلت بالفعل فمن كان يتوقع نهاية النظام الإسلامي المتطرف الذي بقي في الحكم ثلاثين عاماً ومن الذي كان يتوقع أن تقوم مليشيا الجنجويد بإحلال قواتها محل الجيش السوداني؟ وعما قريب سنشهد ظهور التمرد وانفصال كثير من أجزاء السودان لصالح هذا الحزب أو ذاك واعترف المجتمع الدولي به -فالمجتمع الدولي في معظمه كالقطيع ينفذ سياسات الولايات المتحدة طوعاً أو كرهاً. وقد بقيت بعض الدول تدعم بالمال والسلاح والمخابرات والاستشارات كل حركة تمرد في البلاد وكل تنظيم يستهدف الدولة السودانية وسوف يستمر هذا العمل مهما تغيرت الأنظمة والحكومات إلى أن يأتي يوم تسقط فيه الدولة السودانية. وأتوقع أن يسبق هذا العمل وصاية دولية أو تدخل أممي ويومئذ يفرح المنافقون.

بقلم
عمر فضل الله


‫9 تعليقات

  1. مخطط معروف ومكشوف من قبل المنظومه الامنيه السودانيه التي ينادي البعض بتدميرها وهي بذلك اعلنت دخولها تبع القطيع العميل لمجلس المخابرات العالمي بقياده امريكا والصليب والخنزير وعملائه طوعا او كرها،
    من اجل ذلك دعونا للتمسك بكل المنظومه الامنيه من جيش وامن ودعم ودفاع،وقلنا اعدوا لهم ما استطعتم من قوة كما قال رب الكون وليس ان تدمرو ما لديكم،قلنا لهم زيدوا القوات وارفعوا الهمم وحفزوهم وازرعوا الثقه اكثر واكثر ولا تسمعوا كلام العملاء او الجهلاء بالامر العظيم،نحن في زمن اللامعقول ،نحن في زمن من تدير العالم مجلس مخابرات عالمي،لاذمه لا امن لا ثقه فيهم ولهم،البرهان يحتاج للتركيز اكثر واكثر واكثر في هذا الامر،والغريب في الامر البرهان ذهب في هيكله واعفاء وتوغل في المنظومه في وقت قاتل،نرجو اعاده الحسابات فورا وتطويل النظر خارج قاعات حوارات التغيير وعبثهم الي حدود البلاد ومخططات الاعداء،
    جيش امن دعم شرطه دفاع
    علي قلب رجل واحد
    اعدوا لهم من استطعتم من قوة

  2. عمر فضل الله
    اخو اسحق فضل الله
    يا عمر انا طالبك قروش شغل
    كان بينا من شهر 6 سنة 1997

  3. عمر فضل الله الرجل المهذب و السودانى الوقور ، بندق فى بحر ، لقد اسمعت….، الناس البتوعى فيها دى فاكراها ام غمتى ، ينطوا ليك زى ثعبان العلبة، ما بشوفوا ابعد من نخريهم ، رزق اليوم باليوم

  4. borderline incoherent.
    الحركة الإسلاماسونية هي التي قذفت بالسودان لهذه الحفرة المظلمة ،

  5. الكيزان فقدوا بوصلتهم بعد ما فقدوا سلطتهم .. ينسجون اوهاما عجيبه لا يقبلها العقل . لماذا يتعرض السودان بالذات من بين دول العالم كله لسناريوا التقسيم والفتيت يامهووسين ؟؟ عشان اقتلعوكم اقتلاعا كما تنبا العالم الصالح .. تفو عليكم !!!

  6. كلامك صدق لان السودان فى منظور العالم اجمع مساحة من الارض فضاء وليس له اي وزن ولا ثقل … هذا هو الواقع للاسف نحنا فعلا عقولنا ضعيفة ومقدرتنا الفكرية اقل من انها تدير دولة وتنميها فمرحبا بالتقسيم والاستعمار على الاقل هنجد من يوفر لنا الخبز والماء

  7. كلام الطير مافى زول بقسم السودان غير السودانيين انفسهم والله المستعان

  8. زارعوا اليأس والإحباط ! لماذا لم تقم أمريكا بتقسيم كوبا وتوزعها على الجيران رغم إشهارها الصواريخ السوفيتية نحو فلوريدا في الستينات من القرن الماضي ! لماذا لم تقم أمريكا بتقسيم الصومال رغم تلاشيها كدولة على الأرض ! وأيضاً أفغانستان مرتع التطرف الإسلامي والإرهاب وأين العراق الهلال الخصيب و أين سوريا ولبنان هذه الدول أكثر تأثيراً على أمن إسرائيل ـ أين تأثير السودان وأهميته في محيطه الأفريقي والعربي والإقليمي والدولي !!