ملائكة الشر .. الطرف التالت
مع كل صباح يفاجئنا جنود المجلس العسكري بمجزرة جديدة بذات الشكل والايدي والسلاح، ويكون جميع ضحاياها من الشباب الابرياء والمواطنين العُزل إلا من أصواتهم المطالبة بتحقيق العدالة والحرية والكرامة.
مجزرة الابيض أمس الأول التي أهدرت دماء 8 أطفال زغب وشباب غضَ وعشرات الجرحى أمس أثبتت أن المجلس العسكري فقد كافة أسباب بقائه في السلطة بعد ان أصبح هو الحكم والجلاد في آن واحد، بل يعتبر رأس الرمح في كافة الجرائم التي تُرتكب يوميا في حق المواطنين من خلال جنوده من الجنجويد الذين يقعون تحت سيطرته كما يزعم، ومن خلال كتائب الأمن الطلابي والامن الكيزاني وكتائب ظله التي باتت شريك أساسي في إستباحة الأرواح والممتلكات تحت رعاية وصمت ومباركة من المجلس العسكري الانقلابي، لأنه بصمته على ما يحدث ومراوغته من إدانة ما يتم يؤكد أنه شريك اساسي ورئيسي في كل نقطة دم سالت منذ 12 أبريل وحتى اليوم وحتى الغد وحتى تسليم السلطة للمدنيين.
قوى إعلان الحرية والتغيير خيرا فعلت وكانت قدر الثقة وهي تصدر بيان تدين فيها المجزرة وتطالب فيه المواطنين بالخروج للشارع وتسيير المواكب لإدانة مجزرة الابيض والمطالبة بتسليم الحكومة لمدنيين فورا، لتستعيد بذلك ثقة الشارع بعد ان فقدت جزءا من مؤيديها عقب الاحداث المتصاعدة وتجاوزات المجلس المتكررة.
هذا المجلس سجله الدموي مرعب، وإستمراره على قيادة البلاد يعني المزيد من الدماء، فطالما انه لم يعد قادرا على حماية الشعب من (ملائكة الشر) التي تهبط من السماء يوميا (كطرف تالت) لقتل وسحل الثوار فبالتالي لا داعي لوجوده من الأساس ومنحه حقا ليس له بالتفاوض في كيف ومن يحكم هذا الشعب. وما يحدث من إستمرار في التفاوض يعني المزيد من إهدار الوقت والدماء، وإن كان أصحاب الرأي الداعي لمواصلة التفاوض يرون أن الحق لن يعود إلا بالسياسة فليرونا كيف يمكن أن يوقفوا هذه المجازر المستمرة وما الضامن لنجاح التفاوض حتى النهاية، والضامن على حسن نوايا العسكر الذين يرون في هذا التصعيد لعب على الزمن ورفض غير مباشر للتوقيع على الوثيقة الدستورية التي ستعيدهم إلى ثكناتهم وتقدمهم إلى محاكمات عادلة وعاجلة جراء ما اقترفوا من جرائم ساهموا فيها بشكل مباشر وغير مباشر بصمتهم وتسترهم على الجناة الحقيقيون.
وجهة نظري الخاصة أنه لن يتم التوقيع، ولن يسلموا هؤلاء رقابهم إلى حبل المشنقة، ولن يسمحوا بأن يحاكم أيَا من رموز الفساد في النظام السابق الحالي، لأن معظمهم شركاء إلى أن يثبت العكس، وهذا العكس لن يكون إلا في حالة واحدة فقط، وهي العفو عنهم من أسر الضحايا، وحتى إن حدث ذلك ولن يحدث، فلديهم شراكات خارجية يسعون لتنفيذ أجندتها حرفيا، وهذا التنفيذ لا يتضمن أي مشاركة مدنية غير مرغوب فيها لقوى إعلان الحرية والتغيير، وبالتالي فاللعب على عامل الزمن وكسب الوقت هو الضامن الوحيد للمجلس العسكري للبقاء في الحكم حتى وإن جاء على جثث غالبية الشعب.
التصعيد يستفيد منه المجلس العسكري بشكل مباشر لإثارة الفوضى في الشارع حتى وإن كانت بأيدي خفية يعلمها تماما قادة المجلس العسكري ومن يقف خلفهم، لإيجاد سبب مباشر لإعلان حالة الطوارئ لإيقاف مدَ الشارع المستمر.
لذا فعلى قوى إعلان الحرية والتغيير ان تكون جاهزة لجميع السيناريوهات إن كانت تريد كسب ثقة الشارع فعلا ليشكل لها غطاءا شعبيا، وأن تسعى لترتيب نفسها من خلال أذرعها المختلفة للتصعيد وممارسة المزيد من الضغط على المجلس العسكري داخليا وخارجيا لتسليم الحكومة لمدنيين.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة
المتاجره بدم الشهداء . كل ما يسقط شهيد كويسه معاكم . ي اخي السودان دا رمه م عارف الناس تتصارع في شنو . والله كرهنا البلد الانتماء فقط ل مسقط الراس. ما في زول مقتنع ب الاخر . وكل ذلك بما كسبت ايدينا و يعفو عن كثييييير . والله المستعان.
المجلس العسكري اخر حكومة وبعدها الفوضي