عالمية

تشكيك في العدد الحقيقي لسكان الصين.. فهل الهند الأكثر سكانا في العالم؟


تحوم شكوك كبيرة حول البلد الأكثر سكانا بين الصين والهند؛ بسبب احتمال إخفاء السلطات الصينية العدد الحقيقي لسكانها؛ مما يجعل الأرقام التي تدلي بها موضع شك، مقارنة بصحة الأرقام التي تفصح عنها الهند، ليتواصل بذلك طرح السؤال المحير: هل الصين البلد الأكثر سكانا في العالم أم الهند؟

ويقول الصحفي الروسي فلاديمير سكوسريف إن المسؤولين الصينيين يبالغون في تقدير بيانات الولادة لإخفاء العواقب الوخيمة للسياسة الديموغرافية القاسية، والحصول على المزيد من الأموال المخصصة لصالح المدارس الابتدائية من السلطات؛ مما يجعل تفوقها على الهند -التي طالما عُرفت بارتفاع عدد سكانها- محل شك.

 

إحصاءات
يبلغ عدد سكان الصين -وفقا للإحصاءات الرسمية- نحو مليار وأربعمئة مليون نسمة، غير أن خبيرا أميركيا يؤكد أن عدد سكان الصين أقل من ذلك الرقم بنحو 115 مليون نسمة، وأن الإحصاءات السكانية في الصين تعتمد على السياسة.
وقال الكاتب إن سياسة الحزب الشيوعي الصيني بشأن المشكلة الديموغرافية كانت عرضة لتقلبات حادة، وإن القادة توصلوا في خمسينيات القرن الماضي إلى استنتاج مفاده أنه إذا لم يتم تحديد النمو السكاني فلن تتمكن البلاد من تلبية حاجاتها الغذائية.

ونُظمّت بناء على هذا المنطلق العديد من المنتديات لتوعية الشعب بكيفية تجنب ولادة طفل غير مرغوب فيه، في حين أعلن ماو تسي تونغ فور وصوله للسلطة إستراتيجية جديدة تضمن اللحاق بسرعة باقتصادات البلدان الغربية، وناقش مقولة “كلما زادت الكثافة السكانية زادت قوة البلاد”.

ويذكر الكاتب أن الفوضى التي خلقتها القفزة العظيمة والثورة الثقافية انتهت لتعود بكين من جديد إلى سياسة تنظيم الأسرة، وتم نتيجة ذلك سن قانون يسمح لكل عائلة بإنجاب طفل واحد، غير أنه تم استثناء بعض الجهات -بما في ذلك الأقليات القومية- من هذه الإجراءات، قبل أن تصبح السياسة الديموغرافية للبلاد موضوع نقاش مجددا.

 

مبالغة
وينقل الكاتب عن باحث أميركي في جامعة ويسكونسن ماديسون البحثية بالولايات المتحدة قوله “تتم المبالغة في البيانات المتعلقة بالكثافة السكانية عن قصد؛ مما يعني أن الصين تتخلف عن الهند في ما يتعلق بعدد السكان”.
وفي المقابل، بلغ عدد سكان الهند -حسب بيانات الأمم المتحدة- اعتبارًا من يوليو/تموز 2019 مليار و370 مليون نسمة؛ مما يعني أنها تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد الصين، غير أن الهند تستطيع التفوق على الصين، وتصبح أول دولة من حيث عدد السكان بعد مرور ثماني سنوات.

وينسب الكاتب أيضا إلى الباحث الأميركي قوله إن سياسة بكين الاقتصادية والاجتماعية وحتى الخارجية تستند إلى معلومات ديموغرافية زائفة، ويتهم مكتب تنظيم الأسرة الذي يريد إظهار سرعة نمو عدد السكان وإخفاء حقيقة السياسة الصارمة، المتمثلة في خفض معدل المواليد في السنوات السابقة.

ونقل الكاتب عن نائب مدير معهد آسيا وأفريقيا بجامعة موسكو الحكومية أندريه كارنيف أن “الباحث الأميركي لم يكن أول باحث يطرح مثل هذه الفرضية ويشير إلى الممارسات التي اتبعتها بعض الجهات الصينية، غير أنه يتم القطع تدريجيا مع هذه السياسة في الوقت الراهن، كما أن الأرقام الرئيسية ينبغي أن تؤخذ ببعض التشكك، لا سيما أنها غير دقيقة”.

الجزيرة