قوى الحرية والتغيير.. عالم من “الدهشة” يصيبك بالدوار
دروس في المنطق القحتاوي
قحت دي محظوظة شديد.. المجلس العسكري مدللها وجمهورها يقبل كلامها كلللو وبعض جمهورها يدافع عنها حتى بما لم تدافع به عن نفسها، فينتج عن ذلك منطق جديد يحار فيه اللبيب.. منطق زي البطانية القصيرة في البرد الشديد إن غطت نصف الجسم الأعلى كشفت النصف الأسفل والعكس، وإن تكرفس الجسد ليتغطى كله بها، فمن شدة قصرها ستصيبه الكرفسة بآلام تحرمه النوم .
▪ قحتاوي متحمس كان يلعن “الكيزان الفشلوا العصيان” في أيام حكم البشير وحتى أيام حكم حميدتي .. هذا القحتاوي وجدته زعلان شديد بسبب القطوعات الكهربائية بدعوى إن المتسببين فيها هم كيزان الكهرباء الذين يقومون بعصيان غير معلن ولذلك يجب فصلهم جميعا!
▪ سألته : هل انت من أنصار فصل العاصين لأسباب سياسية ؟!! فحاول أن يفرق بين العصيان العلني والسري بما يجعل الأول المثبت عملا عظيما يستحق اصحابه أن يتولوا المناصب الغذائية والثاني المزعوم مؤامرة يستحق أصحابها الفصل !!
▪سألته : ألا تخشى على سير العمل في قطاع الكهرباء إن تم فصل كل الكيزان؟! أجاب : هم أقلية وفصلهم لن يؤثر .. فسألته: ألا ترى بأن زعمك هذا سيقضي على كلامك القديم عن التمكين وعن أنك إذا لم تكن من أنصار النظام فلن يتم توظيفك؟ فهرب من الإجابة .
▪ جادلته بأن قطوعات الكهرباء لها أسبابها الموضوعية من وقف الإمداد الإثيوبي والنقص الموسمي في التوليد وبعض المشاكل الفنية والنقص في المعدات .. إلخ .. فقال بأن التوليد كافي ولا نقص فيه وأن الكهرباء المولدة من السدود والتوليد الحراري لولا “التخريب الكيزاني” مفروض ما تقطع نهائي !
▪ذكرته بما كان يقوله سابقا من أن الإنقاذ لم تنجز أي شئ يذكر في قطاع الكهرباء وأن سد مروي فاشل، وأن سدي سيتيت وأعالي نهر عطبرة أكذوبة، وأن تعلية الرصيرص قريبه المهندس قال إنها قللت التوليد .. فمن أين أتى التوليد الكافي الذي يتحدث عنه؟
▪ثم ذكرته بأن القطوعات كانت تحدث في زمن البشير وأنه كان يدلل بذلك على فشل الحكومة ونقص التوليد لا التخريب، فكيف يبرئ الإنقاذ الآن من الفشل فقط ليدين الإنقاذيين بالتخريب ؟
▪ سألته لماذا تغضب الآن لقطوعات الكهرباء وتحمل مسؤوليتها لخصومك وأنت من كنت تدافع عن اضراب الأطباء والصيادلة والمعلمين ومحاولة تجمع المهنيبن افشال امتحان الشهادة بدعوتهم لمقاطعة التدريس ثم مقاطعة الامتحانات والكنترول والتصحيح وتعطي الشيوعيين ومن شايعهم كارت بلانش ليعطلوا أي خدمة مهما كانت حيوية ولا غنى عنها؟!
▪ وأخيرا سألته : أنت وفي أثناء نقاشنا هذا كنت تصر على أن المجلس العسكري الحاكم كيزاني الهوى والهوية وأن ما يحدث من اعتقالات للكيزان مسرحية سمجة وكنت تؤيد التصعيد “الثوري” الشيوعي بما في ذلك العصيان المدني، وكنت تتحدث عن خيانة النقابات “الكيزانية” التي تتآمر على الثورة وتفشل العصيان، فكيف يكون الكيزان في حالة عصيان صامت؟ ولمصلحة من يعصون ولأجل ماذا يخربون ؟! وكانت إجابته شبيهة بسابقاتها .
قحت عالم من “الدهشة” يصيبك بالدوار .
إبراهيم عثمان