تحقيقات وتقارير

أبرزهم البرهان وحميدتي وعائشة والتعايشي .. (السِّيادي) .. جنرالات ومدنيون في مسرح الوطن الكبير


عقب انتظار حَبَسَ معه الشارع السوداني أنفاسه طويلاً، أدّى بالأمس أعضاء المجلس السِّيادي القَسَم، إيذاناً ببدء مَرحلةٍ انتقاليةٍ جديدةٍ قوامها ثلاث سنوات ويزيد، مُنَاصَفةً بين المدنيين والعسكريين، برئاسة الفريق أول ركن عبد الفاتح البرهان.

ويَضم المجلس كُلاً من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، والفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائباً، وعُضوية الفريق ركن شمس الدين كباشي، والفريق ركن ياسر العطا، واللواء ركن إبراهيم جابر من العسكريين.. فيما يضم من المَدنيين د. عائشة موسى، ود. حسن شيخ إدريس، ود. صَديق تَاور، ومحمد الفكي سليمان، ومحمد الحسن التعايشي، ود. رجاء نيكولا عيسى عبد المسيح.

(الصيحة) وَثّقَت لأعضاء مجلس السيادة عن قُربٍ خلال الأسطر التالية:-

1

البرهان .. رجل المرحلة الأول

يترأس المجلس السيادي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” الذي عُرِفت عنه الخبرة والكفاءة وعمق الرؤية والخبرة،

وبحسب سيرته الذاتية فإنه من مواليد منطقة “قندتو” جنوب شندي في العام 1960م،” والدته من أسرة الشريف الحفيان وجدته لوالده من أسرة الشيخ عبود أسرة الفريق “إبراهيم عبود” رئيس السودان الأسبق، أي أنه خليط ما بين قبيلتي “الشايقية والجعليين” خاصة إذا علمنا بأن الفريق “عبود” والده حفيد “مهيرة بت عبود” المشهورة والتي كانت لها صولات وجولات مع الأتراك في معركة كورتي الشهيرة..

تلقى تعليمه بشندي وتخرج من مدرسة شندي الثانوية، والتحق بالكلية الحربية في العام 1980م، والتي تخرج منها في العام 1982م، ضمن الدفعة (31) بالكلية الحربية، عمل ملحقاً عسكرياً بالصين.

ويعرف عن البرهان عدم انتمائه السياسي واستعصى تجنيده في القوات المسلحة، حيث عمل في معظم مناطق العمليات بالجنوب وغرب السودان والتي أكسبته سمعة طيبة، بعفة يده ونظافته ونال احترام القبائل المختلفة والتي تجمعه علاقات طيبة معها، ومع قائد الدعم السريع “حميدتي”..

تم تعيينه أواخر فبراير الماضي مفتشاً عاماً للقوات المسلحة السودانية، ضمن التعيينات التي أجراها الرئيس السابق “عمر البشير” في صفوف الجيش، كما شمل القرار ترقيته إلى فريق أول ركن بدلاً من فريق ركن، وشغل أيضاً منصب قائد القوات البرية السودانية، وأكثر ما يميزه انه لم يكن مطلوباً على أي من القضايا الدولية ومن ضمنها المحكمة الجنائية.

2

حميدتي .. جنرال

ينوب الفريق أول ركن “البرهان” في رئاسة مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ( حميدتي)، وهو الرجل الذي لمع اسمه بقوة في ثورة ديسمبر، وكان له القدح المعلى في قيادة التغيير منذ بداية الاحتجاجات، وقد أكد في خطبته الشهيرة قبل سقوط النظام، والتي راجت على إثرها أحاديث عن اعتقاله، أكد أن الشعب السوداني صبر كثيراً والذي يقول خلاف ذلك يعتبر منافقاً، وقال: “الحكومة والمسؤولون الكبار فاسدين، وهم العاملين الأزمة وداسين قروش الناس ولازم يتحاسبو”.

استطاع حميدتي بخطابه المطمئن للناس وقتها أن يكسب ثقتهم التي شكك فيها البعض بالحديث عن أن قوات الدعم السريع ليست سوى ميلشيات، قبل ان يعود مجدداً إلى مشهد الأحداث ويشكل حماية للمتظاهرين بقواته التي انتشرت في أنحاء العاصمة تؤكد على وقوفها مع الشارع، مما زرع الطمأنينة في نفوس السودانيين ونال حبهم.

وعندما راجت الأحاديث عن عضوية حميدتي في المجلس العسكري، وجد الأمر استحساناً كبيرا لدى الغالبية، وعرف عن حميدتي المولود في عام 1975 في ولاية شمال دارفور الكرم، نشاطه منذ مرحلة مبكرة من شبابه في تجارة الإبل وحماية القوافل، وعقب رفض الثوار لابن عوف أعلن حميدتي انحيازه للشارع في مطالبه بنقل السلطة لحكومة انتقالية مدنية، وقال إن قواته ترفض أي حلول لا ترضي الشعب، وطالب “تجمع السودانيين المهنيين” ورؤساء الأحزاب المختلفة وقادة الشباب بفتح باب الحوار والتفاوض للوصول لحلول ترضي الشارع وتجنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى.

3

الكباشي ..(المفوه) باقٍ في الأضواء

الفريق ركن شمس الدين الكباشي العضو والناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، عرف عنه دقته ونظامه، فضلاً عنه أنه رجل مفوه يجيد الحديث ويعرف ماذا يقول ومتى. يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة وعدداً من اللغات، نال دورات متقدمة في عدد من الدول، واختياره لمنصب الناطق يأتي لتمكنه في اللغة والخطابة.

4

العطا.. شوكة حوت التمرد

ويعد الفريق ركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا.. أحد الضابط المميزين من أبناء الدفعة 33 عمل قائداً للمنطقة العسكرية لوﻻية جنوب كردفان، واستطاع أن يبسط الأمن هناك، وكان شوكة حوت أمام تحركات الحركة الشعبية، وظل قائداً إلى أن تم ترقيته مؤخراً وأصبح عضواً في هيئة أركان القوات المسلحة حيث رقي من لواء إلى فريق.

5

إبراهيم جابر.. مستشار بحري بمواصفات اقتصادية

ويأتي اسم اللواء ركن مهندس مستشار بحري إبراهيم جابر إبراهيم ضمن عضوية المجلس العسكري، عقب اعتذار الفريق أول ركن صلاح عبد الخالق لأسباب مرضية. جابر تولى خلال عضويته بالمجلس العسكري أعقد الملفات وأصعبها في المشهد السوداني، وهو الملف الاقتصادي الذي خرج على إثره الشارع.

6

محمد حسن عثمان حسن التعايشي

ابن رهيد البردي..من مواليد العام 1973 من منطقة رهيد البردي ” حي السوق”، عمل والده بالتجارة في سوق رهيد البردي، وهو ــ أي والده ـ أول من أدخل الدراجة “العجلة” في المنطقة، ووالدته الحاجة فاطمة الساكن، وهي قابلة تخرجت في مطلع سبعينات القرن الماضي في مدرسة الدايات بولاية شمال كردفان “الأبيض”، عملت في هذه المهنة لأكثر من أربعة عقود، محمد حسن التعايشي متزوج من السيدة سلمى النور سليمان التي تخرجت في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وهو أب لثلاثة أطفال ” حسن والنور ودلال”.

الدراسة

درس التعايشي في مدرسة برام الثانوية، وظل لمدة ثلاثة أعوام جيئة وذهاباً بين برام وتلس ورهيد البردي دون كلل أو ملل بغية أن يحقق ما يصبو إليه حتى دخوله جامعة الخرطوم عبر كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

وبحكم النشأة والميلاد، وتغلغل حزب الأمة في تلك المجتمعات، لم يتوان التعايشي للحظة غن الانضمام إلى حزب الأمة بقيادة الإمام الصادق المهدي في ذلك الوقت من قبل أن يدخل الجامعة، وتعرض لكثير من المضايقات والاعتقالات والتنكيلـ ورغم ذلك كان مبرزاً في الجانب الأكاديمي، وكان كادراً خطابياً نشطاً.

وفي تلك الأوقات كان الكادر الإسلامي مسيطراً على اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقاد تحالف 2003 التعايشي إلى رئاسة اتحاد الطلاب، وذلك لم يأت من فراغ بل من صمود وشجاعة التعايشي، فأجمعوا على أن يتولي رئاسة الاتحاد.

منصب أكبر من السن

ورغم صغر سنه، استطاع التعايشي أن يجلس ويتربع على أحد مقاعد المكتب السياسي لحزب الأمة إلى جانب كبار القادة السياسيين، وعرف بآرائه الجريئة التي ضاق بها الكبار ذرعاً مما دفع به للانضمام إلى التيار العام الذي أسسه الدكتور آدم مادبو ولم يمكث فيهه طويلاً.

محطة مدنية

وغادر إلى المحطة المدنية وفض النزاعات وله إسهامات كبيرة في اتفاقيات أبوجا والدوحة، وقام التعايشي بتأسيس مع مجموعة من الذين ضاقت بهم براحات حزب الامة ما يعرف بالشركاء، ونجد أن التعايشي لعب دوراً في إنجاح الثورة السودانية باستخدامه الموروث الشعبي للدفع بعجلة الثورة السودانية، وقدم التعايشي خطة مبنية على تكوين مجموعات دعم للثورة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول العالم، وتم ترشيح التعايشي للمجلس السيادي، وبعد شد وجذب بل واستبعاده من الترشيحات الأولى تم التوافق عليه مؤخراً وأصبح أحد أعضاء المجلس السيادي.

7

محمد الفكي سليمان

المولد والنشأة

ولد في الخرطوم في العام 1979 في يوم السابع والعشرين من يناير، ودرس في مدينة أم روابة حتى المرحلة الثانوية ورشح في مقعد الشمالية للناشطين مع قضايا المهجرين في سد مروي، حيث بقية أسرته الكبيرة، محمد الفكي متزوج وأب، وحصل على بكالريوس مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية في العام 2003 من جامعة الخرطوم إلى جانب حصوله على ماجستير العلوم السياسية من جامعة الخرطوم في العام 2008.

العمل السياسي

وفي مجال العمل السياسي التحق الفكي برابطة الطلاب الاتحاديين جامعة الخرطوم في العام 1998 وتقلد منصب المسؤول التنظيمي لرابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية ومجمع السنتر 1998 كما عمل كأمين إعلامي للرابطة في العام 2000 وأمين عام في العام 2002 فضلاً عن توليه مركز الأمين العام لمركزية روابط الطلاب الاتحاديين بالجامعات والمعاهد في العام 2003، وأخيراً ممثل التجمع الاتحادي بتنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير.

وفيما يلي جانب العمل النقابي كان عضواً في المجلس الأربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في العام 2002 ــ 2003، وعمل رئيس تحرير لصحيفة “كوسو” الناطقة بلسان الاتحاد، وقام الفكي بنشر مقالات بصورة راتبة ومنتظمة تتصل بالأوضاع السياسية في السودان بصحف الخرطوم المختلفة منذ العام 1998 إلى جانب أنه كاتب عمود بصحيفة القرار السودانية 2012… 2013 وعمل صحفياً بصحيفة العرب القطرية في الفترة من العام 2014 وحتى العام 2019، له عدة كتب تم نشرها مثل صباحات زاهي ومساء الجنرالات، ومجموعة قصصية دار عزة للنشر العام 2007، حكايات بناء الدولة السودانية، كراسة سياسية، مشروع الفكر الديمقراطي بالخرطوم 2016.

8

الصديق تاور كافي أبوراس

تباين الانتماء

وهناك مرشح آخر للمجلس السيادي وهو الصديق تاور كافي شقيق كل من الفريق معاش جلال تاور كافي الذي عمل بالمجلس الوطني الأسبق رئيساً للجنة الأمن والدفاع لفترات طويلة إلى جانب شقيقته عفاف تاور كافي القاضي، والتي عملت كذلك بالبرلمان السوداني لفترات طويلة، تقلدت رئاسة عدد من اللجان وأحياناً نائبة لرئيس عدد من اللجان والتي عرفت بدفاعها المستميت عن قضايا حقوق الإنسان وقضايا جبال النوبة خاصة فيما يتصل بنساء جبال النوبة.

مع فارق الانتماء لهؤلاء الإخوة أتى الصديق تاور كافي كعضو في المجلس السيادي وهو من مواليد كادوقلي في العام 1959 ويعمل الصديق تاور أستاذًا جامعياً بجامعة النيلين كلية العلوم والتقانة أستاذاً مشاركاً، متزوج وأب لثلاثة من الأبناء، وحصل الصديق تاور على درجة الدكتوراه في الفيزياء جامعة الخرطوم وزميل بمجموعة الفيزياء البيولوجية جامعة لايدن بهولندا، فضلاً عن أنه عضو بمعهد الفيزياء الدولي بريطانيا، والأمين العام للجمعية الفيزيائية السودانية، عمل كأستاذ مشارك بجامعة الباحة بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 1012..2014 ممتحناً خارجياً لعدد في الجامعات السودانية، ومشرفاً على تأسيس بعض الأقسام التخصصية.

أنشطة أخرى

وشارك في إعداد عشرات المواصفات القياسية بالهيئة القومية للمواصفات والمقاييس السودانية، كما شارك في إعداد الخرط الاستثمارية لولايتي جنوب كردفان والنيل الأبيض، مؤسس إدارة التعاون الدولي جامعة النيلين، وشارك تاور في العديد من الأوراق العلمية في المؤتمرات العلمية العالمية والمحلية والإقليمية، إلى جانب إشرافه على عدد لا يستهان به من طلاب الدراسات العليا، وتاور عضو مؤسس ومستشار علمي للجنة الوطنية لمناصرة البيئة في السودان، إلى جانب مشاركته في حملات التوعية للمجتمعات المحلية في المناطق المستضيفة للنشاط التعديني بمختلف ولايات السودان عن طريق تقديم الأوراق العلمية والمحاضرات العامة.

أنشطة عامة

يعتبر الصديق ناشطاً حقوقياً يهتم بقضايا السلام والوحدة الوطنية والبيئة والتعليم العالي، وعضواً في نقابة الصحفيين الشرعية، ويعمل كاتباً راتباً بعدد من الصحف من بينها مجلة الدستور اللندنية والمحرر الباريسية والصحافة السودانية ومجلة الثقافة الوطنية، والرأي العام، والهدف السياسية، إلى جانب عدد من الصحف الإلكترونية، وهو ناشر لعدد من الدراسات التي تتصل بانفصال الجنوب وأثره على الأقاليم الحدودية، أزمة جبال النوبة الواقع والوقائع، المشورة الشعبية، تأثير استثمارات التعدين على البيئات المحلية في السودان، وقضايا التعليم العالي، العنف الموجه ضد الطلاب في الجامعات، إلى جانب دراسة خطورة نظام الإنقاذ على الوحدة الوطنية السودانية، وهو عضو مؤسس لمنبر جنوب كردفان للسلام المستدام، وشارك كذلك في تنظيم عدة أنشطة متنوعة في مجال وقف الحرب وإحلال السلام في جبال النوبة والنيل الأزرق.

9

عائشة السعيد

حَصَلَت عائشة السعيد على شهادة التربية والتدريس من معهد تدريب المُعلِّمات بأم درمان، ثُمّ حَصَلت على الماجستير لتدريس اللغة الإنجليزية كلغةٍ ثانيةٍ من جامعة مانشستر ببريطانيا، ودبلوم تدريس اللغة الإنجليزية كلغةٍ أجنبيةٍ من جامعة ليدز، وشهادة تدريب المُعلِّمين لتدريس اللغات بالولايات المتحدة الأمريكية.. عملت عضوة المجلس السيادي السوداني في كلية اللغة الإنجليزية والتّرجمة بجامعة الأمير سلطان بالرياض، بعد كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود.. كما عَمِلَت كمُختصة لغة إنجليزية بإدارة مَعاهد التأهيل التّربوي بوزارة التربية والتعليم ثُمّ مديراً عاماً بالإنابة لإدارة التأهيل التربوي بالخرطوم في خمسينات القرن الماضي، قادت موكباً يُطالب بتعليم البنات بالمرحلتين الوسطى والثانوية ونجحت في تغيير رأي الأهالي تجاه تعليم البنات.. انخرطت عائشة مُؤخّراً في التظاهرات السودانية الأخيرة، وبَرَزَت كعضو فعّالٍ في المُعارضة السياسية ضد النظام السابق.

10

حسن شيخ إدريس

قيادي سابق بحزب الأمة، تخرّج في كلية القانون بجامعة الخرطوم العام 1972، عمل وكيلاً للنيابة بولاية كسلا ومستشاراً قانونياً للمحافظ والمجلس الشعبي التنفيذي، كما عمل محامياً بمكتب الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة بدولة البحرين من 1983 إلى 1986م.

اُنتخب إدريس عُضواً في الجمعية التأسيسية، ثُمّ عُيِّن وزيراً للإسكان والأشغال العامة حتى انقلاب يونيو 1989، ثُمّ تفرّغ لأعماله الخاصة حتى عام 2006.

11

نيكولا عيسى عبد المسيح

تعمل مُستشارة بوزارة العدل، وهي من مواليد أم درمان، حاصلة على ليسانس حقوق جامعة القاهرة 1980م، وعُيِّنت في وزارة العدل 1982 وتدرّجت في الهيكل الوظيفي حتى تمّت ترقيتها لمُستشار سنة 2005، ومثلت وزارة العدل في مفوضية مُراعاة حقوق غير المسلمين.

بروفايل: هبة محمود سعيد – شادية سيد أحمد
صحيفة السوداني