رأي ومقالات

محمد فاروق: لم اتفق مع فيصل صالح في اللقاء الذي أجراه مع عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي


“الجس البعد الضبح”
احترم بشدة آراء فيصل محمد صالح ومواقفه كما يفعل غالبيتنا من الناس، ولكنني محظوظ اذا حباني الله باننا أصدقاء فاتيح لي ان أستشيره بشكل خاص غير آراءه المبذولة للجميع.

لفيصل نهج صارم في اتساق مواقفه وحساسية تجاه دوره شخصيا في طرح مواقف واراء تبحث قيم ومبادئ العمل المدني والديمقراطي دايما، علّ أوضحها تلك النصائح التي بذلها في صفحته للمؤتمر السوداني علنا، ومناشدته للقيادي في تجمع المهنيين الشاب الخلوق المناضل طه عثمان لإثنائه عن قبول الدخول لمجلس السيادة عبر صفحته ايضا.

لم اتفق مع فيصل محمد صالح في اللقاء الذي أجراه مع د عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي، وكنت اظن وبما يتسق مع مواقف الاستاذ فيصل انه كان اولى به بان ينصح رئيس الوزراء بان لا يجري اي لقاء او حوار قبل تكوين مجلس وزراءه، وتلمس طريقه وقدرة طاقمه وبناء رؤاه بشكل عملي وقابل للتطبيق بدل التسويق له في لقاء كان ليكون مطلوبا قبل تكليف د حمدوك رئيسا للوزراء، اما وقد صار الامر اليه فالناس احوج لرؤية ما يطرحه بيانا بالعمل.

د حمدوك ليست رئيسا منتخبا وان حظي باجماع قومي لم يكن لغيره في تاريخنا، ولكن هذه سمة سودانية ظاهرة في تاريخ الانتقال ونجاح كافة تجاربنا في إنفاذ تفاهمات الفترة الانتقالية في اكتوبر ٦٤ وأبريل ٨٥ وحتى أكثرها قسوة علينا والتي قادت لاستقلال جنوب السودان وانشطار وطننا في ٢٠٠٥. بالتاكيد عليه مسؤولية كبيرة في رسم خارطة الانتقال بأعظم ثورة في تاريخنا الوطني وفِي تاريخ الانسانية الان. ومن اهم ملامح هذا الانتقال مخاطبة أولوياته مباشرة وتحدياته والتي في مقدمتها هشاشة البناء المؤسسي والتنظيمي لمنظومات العمل المدني وجهاز الدولة، وانعدام روح عمل الفريق كنتاج تجربة ثلاثون عاما من الاقصاء وحكم الفرد. كان من الأفضل ان نبدا عهد الانتقال بالاستماع لرسائل فريق د حمدوك من وزراء ومفوضين، خصوصا بعد الرسالة الناجحة والمطمئنة التي تلقاها الجمهور من شخص رئيس الوزراء فور وصوله عبر خطابه الذي بدأ فيه اميل للعمل من الكلام.

كان ليكون افضل ايضا لو راينا رئيس الحكومة بين اتيام العمل في وزارات الهندسة والصحة وغرف الطواريء لدرء اثار السيول والفيضان بدلا عن قيامه بنفسه بالطواف على بعض المناطق المنكوبة.

اعرف ان الكثير ينتظرنا واعرف اكثر معنى كلمة انتقال، لذا لست مهتما بأكثر من الانتباه والتنبيه لما يمكن ان نسميه بالدولة “العميقة” وكافة امتداداتها وثقافتها، والتي يجب مقاومتها في معسكر الثورة ايضا وهو امر إشاراته وتباشيره الإيجابية اوضح كل يوم، فدعونا لا نكرر ما وجدنا عليه من ثرنا عليهم، فالثورة ميلاد جديد يلزمها اكثر من ميلاد، وهدم لأكثر من وجه من وجوه النظام الآفل.

Mohammed Farouk Salman


تعليق واحد

  1. صدق الاخ محمد فاروق فيما سرد! هذا هو فيصل محمد صالح يسعى دائمآ للوقوف للصفوف الامامية حتى اذا اخطأ الرأي فهو على حق!لايحتمل النقد وسريع الانفعال! هذا اللقاء التلفزيوني كان عبارة عن اعلان وتلميع للمنصب الذي يسعى لهو فيصل! لكن الساحه مليئة بالكفاءات الإعلامية الافضل من فيصل ومشهود بها عالميا!!