رأي ومقالات

جسارة حمدوك … و (حكومة الفيسبوك)!!

اكبر خسارة يمكن ان يمني بها السودان في هذه المرحلة المفصلية الحرجة هي استقالة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء المرشح للمغادرة علي خلفية تعقيدات او(متاريس) تعترض طريقه لتكوين ( حكومة كفاءات) بعيدة عن المحاصصات والشلليات و( شيلني واشيلك).

استقالة الرجل مازالت في طور التوقعات وهو يواجه ضغوطا كثيفة لاعتماد اسماء في التشكيل الوزاري غير مستوفية للشروط التي وضعها قبل عودته للخرطوم، مازال حمدوك الذي استدعاه المجلس السيادي بالامس صامدا وهو يقاوم- بجسارة تنم عن وعي بعظم التحديات الملقاة علي عاتق الحكومة القادمة- محاولات قوى الحرية والتغيير لتقديم حكومة من ناشطي الفيسبوك بعيدة عن معايير الكفاءة وشروط التاهيل المطلوبة في مرحلة ما بعد التغيير.

المجلس السيادي استمع بالامس من حمدوك الي توضيح مطمئن حول اسباب تاخير التشكيل الوزاري يشير الي رغبة الرجل في اعلان حكومة تستلهم عبر الماضي وتقدم اجابات شافية لاسئلة الحاضر، حمدوك برر للتاخير بقوله ( انه بسبب رغبته في ان تكون الحكومة اكثر تمثيلا لولايات السودان والاجيال التي قامت بالثورة اضافة الي مقتضيات التمثيل الجندري).

الاخبار تشير الي ان حمدوك رفض عددا من القوائم والاسماء التي دفعت بها قوى الحرية والتغيير لعدم استيفائها المعايير المطوبة ، وادخل قلمه الاحمر في تصحيح اوراق الترشيحات وذهب الي اكثر من ذلك بان اختار مجموعة من الاسماء تتبع ل(قحت) لم تكن مرشحة اصلا للوزارة.

صمود حمدوك ومواجهته الصريحة للعديد من الاصوات داخل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين يؤكد انه وصل السودان عبر طريق من اتجاه واحد عنوانه النجاح، وانه يستبعد في دابه علي الاختيار الدقيق اي نسبة للفشل في اداء الحكومة خلال الفترة الانتقالية.

باختصار ضحي الرجل بمواقعه الاممية المتقدمة وبمخصصاته الضخمة وحياته الاسرية الهادئة بعيدا عن ازمات السياسة ومازق الارقام فقط لينجح، لو كان يريدها من اجل المشاركة لرضي بالمنصب الذي عرضته عليه حكومة الانقاذ .

علي حمدوك التمسك بمعاييره في تكوين الحكومة التي من المقرر ان تعلن خلال 24 ساعة، الرجل سيتعرض الي هجوم شرس يستدعي الانتباه من جهات وافراد كانوا ير غبون في الاستوزار ، اخشي ان يواجه الرجل ( دولة عميقة) من طراز ثوري تعقد مهامه خلال الفترة الانتقالية، ما قادني لهذا التحليل البيان الصادر من لجنة المعلمين السودانين امس الاول والذي رفض قرار الدكتور حمدوك باستئناف الدراسة قبل الخامس عشر من سبتمبر المقبل بذرائع لم تكن موضوعية في تقديري.

علي كل ، (ربنا يكضب الشينة)، دعوا حمدوك يعمل من اجل الوطن والمواطن ، تجاوزوا به الاجندة والانتماءات الضيقة واعينوه من اقصي اليمين الي نهاية اليسار، فالرجل مؤهل لفعل الكثير، انظروا كيف جاء هايكو ماس وزير الخارجية الالماني خببا الي الخرطوم وفي الطريق اخرين، حمدوك لاغيره مؤهل لرفع العقوبات الامريكية وشطب اسم السودان من لائحة الارهاب واعفاء ديوننا الخارجية بحكم علاقاته المميزة بالمؤسسات والصناديق الدولية، دعوه يعمل بعيدا عن ضجيج التسويات السياسية ومقارعة التقاطعات المزعجة ، نتمني ان لا نقرا خبر استقالة حمدوك.

محمد عبدالقادر

صحيفة اليوم التالي

‫2 تعليقات

  1. ما تنويه في هذا العمود واضح ولكن يبدو ان ذكاءك محدود. انت تتمنى ان يستقيل حمدوك كما تريد ام تبث السم بين قحت وحمدوك ولكن الاثنين ما ح يحصلوا موتوا بغيظكم موتوا بغيظكم موتوا بغيظكم

  2. الواحد شايف بعض الاعلاميين الكيزان بدوا يغيروا فى جلدهم ولكن اقول لهم ان الشعب يعرفكم جيدا فاتركوا التلوين واثبتوا على مواقفكم او انسحبوا احسن لكم لان المرحلة ليست مرحلتكم اخذتم فرصتكم بالكامل عى مدى ثلاثون عاما اتركوا الفرصة لغيركم .