رأي ومقالاتمدارات

داليا الياس: نحو 2000 سوداني ممن يفترض أنهم رجال حرصوا على تصوير (أعضائهم الذكرية) من جميع الإتجاهات وإرسالها لى


#هل_أتاكم_حديث_الفحولة؟!! (1)
ترددت كثيراً فى كتابة هذا البوست…ولكن طبيعتى الواضحة تغلبت على قراراتى بالإحجام والإكتفاء بالفرجة على كل ما ينخر فى عظم المجتمع من فرط الإحباط الذى أصابنى جراء إصرار السواد الأعظم على دفن الرؤوس فى الرمال والهروب من الواقع المؤلم بدلاً عن مواجهته وتعريض أورامه المتقيحة لمبضع الجراح وملاحقتها بالمطهرات.
ولأننى درجت على عادة التفاكر معكم أود اليوم إشراككم فى تفاصيل معاناتى التى تحولت لأزمة جديدة تستحق التباحث والإنتباه.
وكلكم يعلم التداعيات المؤسفة التى ترتبت على الضجة الأخيرة التى صاحبت تلك التصريحات التى أطلقتها وفق معطيات ودراية وتمحيص توفروا لى على ضوء المهنة التى أمارسها ككاتبة إجتماعية لأكثر من عشرة سنوات تمكنت خلالها من حضور ورش عمل ومحاضرات والإطلاع على دراسات والإستماع لشكاوى وحكايات ومتابعة قضايا وملاحظة الشارع العام .
وبغض النظر عن ردود الأفعال التى ترتبت على ( حديث الفحولة) المبتور ،والتى أكاد أجزم أن معظمها أُطلق على عواهنه دون مطالعة أو مشاهدة كاملة أو إستبيان للحقائق …. وبغض النظر كذلك عن التناقض المريع الذى صاحب الغالبية بحيث تحولت أنا _رغم أن كلامى لم يكن موجهاً لأحد بعينه ولم يتجاوز حدود الأدب_لعاهرة وقحة ( بلا وليان) وحديثى مرفوض جملةً وتفصيلا بينما تم الإحتفاء بكل الأصوات التى وجهت لى البذاءات والإساءات الشخصية بأقزع الألفاظ وكلما زاد معدل البذاءة والسفالة إزداد الإستحسان والتصفيق!!!!
بغض النظر عن كل ذلك وغيره مما قابلته وأهل بيتى والمقربين بصبرٍ وإحتساب وجعلنى مسكونة بالثقة والتصالح مع الذات والشجاعة…تجدونى اليوم أتساءل فقط عن التالى بشكل محدد جداً….وأبحث بصدق عن إجابة قد تتوفر لديكم بحسب الآتى:

#ماهو شعور أولئك النحو 2000 سودانى تقريباً ممن يفترض أنهم رجال الذين حرصوا أيما حرص على تصوير ( أعضائهم الذكرية) من جميع الإتجاهات وإرسالها لى بمختلف الوسائط لاسيما الماسنجر والواتس_بعد نشر رقمى فى بعض المجموعات_ مصحوبةً بأرقام هواتف ودعوات صريحة للمجامعة والمواقعة و( الزنا) وتأكيدهم المستمر على السرية والأمان؟!!!!
ماهو المقصد؟! وماهى الفائدة؟! وما هو المعنى؟! وما هى الغاية؟!
ومن أين لهم تلك الجرأة بحيث ضمنوا أننى لايمكن فى لحظة غضب وإستفزاز ووجع وشعور بالإهانة أن ألجأ للتشهير أو إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإن طال أمد بلوغها إياهم؟!
كيف سمحت لهم ضمائرهم _وفيهم المعمعم وصاحب ربطة العنق المتقدمين فى العمر_ بالإتيان بذلك السلوك الصبيانى المريض؟!!
وأين أهل أولئك الصبية الصغار الذين يحذون ذات الحذو وفيهم من هو فى عمر إبنى( أضانو فى مكة)!!! لقد أدمنت الدهشة والإستنكار والتعجب وزرفت الدموع على صباهم حتى مات شعورى !!!

#هل تصدقوا أننى وحتى كتابة هذه السطور لا أزال أتلقى مثل تلك الرسائل المصورة وتلك العروض التى لاتمت للدين ولا للأخلاق ولا ( للرجالة ) بصلة؟!
وما هو جوهر ( الأزمة) إن لم تكن أزمة أخلاق وإحترام ووعى ومروءة ؟!!
ماهو موقف هؤلاء الأشباه إن بلغ الأمر نساءهم وزويهم؟! وما هو وجه العقاب أو الإنتقام فى أن يكشف أحدهم عورته لإمرأة كانت كل جريرتها أن صدحت بحقيقة مجردة يدركها الجميع وتترتب عليها مشاكل إجتماعية عظيمة تفت فى عضد المجتمع؟!
وماذا عن كون الوقت لم يكن مناسباً لأن الشعب مشغول بالثورة!!!!
أى ثورة تنشدون إن لم تكن ثورة ضد التنمر ومع إحترام الاراء والتعاطنى بعقلانية وسعة إدراك مع كل القضايا المطروحة؟!
هل تظنون أن الشئون السياسية والإقتصادية ومحاربة الغلاء وتوفير العيش الرغيد أهم من مكافحة أسباب الخيانة الزوجية والجفاف العاطفى وإنتشار المثلية بين بعض الصبيان والفتيات الذين نعول عليهم لبناء المستقبل؟!!
وضحكت ملء شدقى عندما ذهب البعض لتفسير الأمر على نحوٍ ما بكونه مؤامرة مدفوعة الثمن!!!
فلتطمئنوا….أنتم لستم بحوجة لمؤامرة….فأرض الإنصرافية والجهل خصبة بما يكفى والعياذ بالله….ولا أرى لدى البعض أى رغبة للتغيير!!
وتمعنوا جيداً لتكتشفوا أن مشكلة السودان الحقيقية تكمن فى بعض موارده البشرية…. وفى نفوس بعض مواطنيه….وفى أفكار وإنسانية وضمائر معظم بنيه!!!

#أقول قولى هذا بعد أن آثرت الصمت طويلاً…وترفعت عن الرد كثيراً…وتحاملت على نفسى وقبلت عليها الإهانة والتجريح والتنكيل والتنكيت والمناوشة….ولكن هذا الأمر تحديداً تجاوز كل حدود الصبر والإحتمال.
ولم يطفئ الحظر نارى….ولا داوى التغاضى جراح كرامتى….وظل السؤال يلح على إنسانيتى وطبيعة عملى:
ماهو شكل الإنتصار الذى يحققه رجل يعمد للتعرى وتصوير قضيبه البائس ليعبر عن رفضة لرأى إجتماعى أطلقته كاتبة صحفية وأرادت به البعض؟!!
أليس هذا فى حد ذاته إعتراف ضمنى بكونه من المعنيين؟!
ألم تقل القاعدة أن نفى النفى إثبات؟!
ألا يفُسر هذا الجموح وتلك الحماقات والإنفعالات العنيفة لصالح دعواى ؟!!

#ثم هل يظن هؤلاء المرضى أن فى الأمر إغراء عظيم وجاذبية رائعة؟!
هل كان من المتوقع أن أهرع للمهاتفة أو التجاوب وقول دعوات الفجور والإنحراف لأن تلك الصورة المقززة مثلاً كانت تضج بالفحولة وتستحق المغامرة ؟!! وأنا فى حالة يرثى لها حتى أننى كنت فى إنتظار منقذ يأتينى عارياً عبر الوسائط الإلكترونية؟!!!
يااااله من مرض…ويالها من سذاجة….ويالهو من أمر يستحق الرثاء والإشفاق والبصق على وجوه كل الرجال الذين يحسبونه من تمام الرجولة!!!
عافانا الله وإياكم….وستر ولاياكم ونساءكم….وجنبهن كل مارأيته من هراء … وليعلم أولئك الأنذال أننى فكرت مراراً فى فضحهم ….أو الإستعانة بجهاز أمن ( منبرشات)…أو عرض ( الإسكرينات ) فى كل المجاميع وعبر كل الوسائط.
ولكن أخلاقى وإحترامى لذاتى هم فقط من منعونى….ولكنى محتفظة بكل الأسماء والصور والحسابات….ويوماً ما….حين أقرر أن أصبح مليونيرة….سأتفرغ لتقييد البلاغات عبر الأجهزة الرسمية….وأقسم حينها لأفضحنكم شر فضيحة…وأجرجركم من أنوفكم من داخل وخارج البلاد….فلا تحسبوا أن بعدكم الجغرافى أو أسماءكم الحركية أو بعض الحسابات الزائفة يجعلكم فى مأمن ويجنبكم العقوبة…فما ضاع حق من ورائه مطالب…. وما صمتى إلا لأن إنفعالى بكم قد مات…ولم أعد أرى فيكم سوى مرضى مأفونين لاتمتون للجنس البشرى ولا لمعشر الرجال بصلة.

#ويبقى السؤال المطروح:
ما هو تعريفكم لأزمة الفحولة إن لم تكن أزمة سلوك ؟!
وهل تظنون أن الإساءة الشخصية التى طالتنى ستحل أزماتكم المستفحلة داخل بيوتكم؟!
والله إنها لم تزدنى إلا إدراكاً وإلماماً بما بلغناه…ولم تزدنى إلا فخاراً لفرط شجاعتى وصدقى….ولم تزدنى إلا صبراً لشدة ما أكرمنى ربى .
ولتعلموا أن ( التبعيض) الذى ذكرته حينها وتعاميتم عنه أو لم تكلفوا أنفسكم الإستماع إليه بات متمدداً ويزحف بصمت وبطء نحو الغالبية مصحوباً بأزمات عديدة ومختلفة ومخيفة سترون نتائجها بأم عينكم قريباً… وسيذكرنى قومى إذا جد جدهم.

وحسبى الله ونعم الوكيل عدد رمال الصحراء ومياه المحيطات .

داليا الياس
9/9/2019

وللحديث بقية…فلن أصمت عن الحقائق ما دمت حية….ولن أتعامى عن القاذورات مادمت مبصرة….و(الكبير الله)