حوارات ولقاءات

القيادي بالإصلاح الآن حسن رزق لـ(الانتباهة): حكومة حمدوك لا تعنينا بشيء.. ولن نقف ضدها وسنتركها ما تركتنا


جملة من الملفات والشواغل السياسية طرحتها على القيادي بالإصلاح الآن حسن رزق، وفي مقدمتها تشكيل الحكومة الجديدة وغيرها من متغيرات المشهد السياسي، فكان الرجل حاضراً بأجوبة واضحة وصريحة من خلال هذا الحوار الذي أجرته معه “الإنتباهة”:
* بداية ندلف بك مباشرة الي المتغيرات التي طرأت في الواجهة السياسية من تشكيل رئيس الوزراء الجديد عبد الله حمدوك لحكومته وأداءها القسم كيف تقرأ هذه الزواية ؟

 

ــ كما قلنا سابقاً إن الحكومة تم تشكيلها من جهة واحدة بعد الاتفاق الثنائي، ولذلك لسنا جزءاً من تشكيلها ولا يعنينا شيء منها. ولكن أيضاً في ذات الوقت لن نقف ضدها واذا أحسنت سنقول لها أحسنتِ ولو أخطأت نقول لها أخطأتِ وسنتركهم ما تركونا، وكل ما نريده حريتنا وأن نستشرف العهد الجديدة بالحريات الكاملة كما يتحدثون هم حرية في العمل السياسي. أما التضييق علينا او على الدين لن نقبل به ولكن كل ما يمكن أن يفيد الوطن نحن معه وهم أنفسهم عليهم العمل فيما ينفع السودان. أما محاولة الحديث عن الأمور الخلافية مثل فصل الدين عن الدولة والحديث عن عن اليهود ودعوتهم للسودان وإسرائيل والاعتراف بها كل هذه الأشياء الخلافية ينبغي أن تترك جانباً والعمل للوطن فيما هو متفق عليه وما مختلف عليه يترك للتفويض من الأجهزة التشريعية المنتخبة والى الدستور الذي تضعه جهات منتخبة، ولكن الآن نعترف بحكومة حمدوك كأمر واقع ونتعامل معهم على هذا النحو وما عندنا مشكلة وما هنردهم بشر إلا اذا هم بدأوا بذلك.

 

* هل تتوقع بأن تسهم قيادة حمدوك وحكومته في إحداث اختراق حقيقي للأزمات ؟
ـــ الحديث الآن متمحور حول ملف السلام والسلام بالخارج الذي سيكون مع حاملي السلاح. ولكن السلام الداخلي مطلوب في رتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي والاعتراف بالآخر وبسط الحريات والعدل ووقف النزاعات الداخلية. واذا حدثت داخلياً هذه الأشياء يمكن أن نتوقع منهم أن ينجزوا ولكن لا يمكن أن يعمل في ظل مشاكل كما هو متعارف اي بلد فيها نزاعات وحروب لا تحدث فيها تنمية. ومعروف عالمياً واجتماعياً هذا، وينبغي خلال الفترة المقبلة ألا يكون هنالك تضييق وخنق للمعارضين ومنعهم من العمل وعدم مشاوراتهم واعتبارهم غير مواطنين لا يقبل هنالك عدد كبير من الكيانات تختلف وليست جزءاً من الحرية والتغيير، ولا يمكن أن يتعامل معها وكأنها صفر على الشمال وما كلهم مؤتمر وطني لا يمكن دمغ كل الذين يخالفهم الرأي بأنهم كيزان ومؤتمر وطني، وهنالك أحزاب وطوائف وحركات مسلحة موقعة على اتفاقيات موجودة داخل السودان، كأحزاب الشرق ودارفور وعدد من الحركات التي دخلت مع الحكومة السابقة لا يمكن أن تشطبها، ولا يمكن أن تصل الى اتفاق مع الذين حملوا السلاح والتعامل مع الحركات الأخرى بأسلوب قد يدفعها لحمل السلاح مرة أخرى.

* ملف السلام ظل عصياً طيلة فترة الإنقاذ. هل تتوقع اختراق في هذا الملف خلال الفترة الانتقالية ؟
ــ نحن حينما ذهبنا برئاسة غازي وأحمد سعد عمر في أديس أبابا قبل سنوات اتفقنا على وثيقة تم التوقيع عليها من قبل كل حاملي السلاح ومكونات نداء السودان خلال ساعات. المسألة كيف يكون هنالك مفاوض مرن وذكي ويستطيع أن يجنب البلاد والعباد المشاكل.
* علي ذكر حاملي السلاح، دار جدل كثيف حول خلافات الحرية والتغيير والجبهة الثورية إثر اتهامات وجهتها الأخيرة للأولي بأنها تغافلت عن ضم ما تم الاتفاق في أديس عليه في الوثيقة النهائية التي تم التوقيع عليها في قاعة الصداقة ؟

ــ هذا استعجال، رفضهم لما تم الاتفاق عليه مع الجبهة الثورية سيجعلهم يقبلون أكثر مما رفضوه والسلام لا يشتري بثمن، وهذه مسائل بسيطة والوثيقة نفسها تم فتحها والتعديل فيها لأكثر من محور تم فتحها لتعيين رئيس القضاء والنائب العام، وسيتم فتحها لاستيعاب زيادة أعداد الوزارات لأن الوزراء عشرين والآن سيتم إضافة 6 وزراء دولة غير موجودة في الوثيقة ومن باب أولى كانت تفتح للسلام وتدرج ما تم الاتفاق عليه.
* التغيير اتهمت آنذاك الثورية بان مطالبها محاصصات في الحكومة ؟
ـــ وحدثت الآن محاصصات ما ممكن ترفض محاصصة للثورية وتقرها للحرية والتغيير. والآن المحاصصة تجدها في السيادي والوزراء مقسمة كل حزب او كيان لديه ممثل وكل إقليم.

* ما هي أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة ؟
ـــ ملف السلام والنزاعات الداخلية اذا تم الفراغ منها ستتبقى فقط المشكلة الاقتصادية والتي لا يمكن أن تكتفي باتهام الدولة العميقة في تفاصيلها كل مرة الشعب قد يقبل مرة او مرتين لكنه لن يقبل على طول هذا العذر، وأيضاً هنالك تحدي تقارير فض الاعتصام والمفقودين فيه اذ لابد من معاقبة المتهمين الذين قاموا بذلك ومعرفة مصير المفقودين هل هم أحياء ام لا، هذا شأن يخص الشباب بصورة كبيرة، أضف إليها تحدي السياسة الخارجية حيث ستواجههم مشاكل ويجب أن يكونوا واضحين فيها وأولها سياسة المحاور، بالإضافة الى وجود القوات المسلحة في اليمن هل سيتم سحبها ام لا وهنالك مشكلة في الحدود مع مصر حلايب ومثلث وداي حلفا وفي مشكلة مع إثيوبيا في الفشقة ومع الجنوب في أبيي غير المشاكل الأخرى وهل سيتم التعامل معها ام سيكست عنها وهل سنظل مقاطعين كوريا الشمالية وإيران دبلوماسياً ام ستعود العلاقات معهم وكيف سنتعامل مع تركيا وقطر والسعودية والإمارات.

 

* هل الوضع الآن ملائم لوحدة التيارات الإسلامية في كيان واحد ؟
ــــ لو هنالك سبب سيوحد الكيانات الإسلامية هي الهجمة على الإسلاميين والإسلام وستدفعهم للتوحد لأن الطرف الآخر لا يفرق بين من عارضوا ومن شاركوا وهنالك من خرجوا بسبب انتقادهم لنظام الإنقاذ.
* كيف تقيم ظهور رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور قبل أيام على قناة الحرة ؟
ـــ عايزين نعرف المؤتمر الوطني حل ام لا لأن رئيس الوزراء قال بأنه حل في لقائه مع البي بي سي حيث أشار الى صدور قرار بحله في إشارة الى حديث بعض أعضاء المجلس العسكري عموماً الوطني اذا عاد بطريقته القديمة لن يجد قبولاً ولكن اذا غير جلده ومناهجه وأخطاءه يمكن أن يأتي بثوب جديد، والجمهور هو الذي يقرر.
* ما هي أبرز الأسباب التي أدت الى سقوط النظام السابق ؟
ــ تسلط قيادته وانعدام الشورى والمؤسسية وتجاوز الأمن لسلطاته في معاملة المعتقلين والأسرى ومشكلة الفساد المالي والإداري وعدم الاعتراف بالآخر وما كانت في حرية ولا ديمقراطية، كان النظام يحاول أن يتلاعب.
* كيف تقيم تجربة الحركة الإسلامية على مدى 30 عاماً وأنتم كنتم جزءاً منها ؟
ــ هذه قصة طويلة، الحركة الإسلامية لم تحكم يوماً. الإنقاذ لم تكن حكراً على الحركة الإسلامية فقط، كانت الحركة أضعف حلقة فيها وراجع مئات الولاة والوزراء، ستجد نسبة الحركة أقل بكثير والحركة حلت منذ الربع الأول من التسعينيات ولم تعد موجودة وبالتالي الذين شاركوا كانت مشاركتهم كأفراد وليست بمرجعية الحركة الإسلامية والانهيار الذي حدث في البلاد يحسب على كل المكونات السياسية لأنها شاركت الإنقاذ في فترة من الفترات.

 

* التجربة أفرزت غضب شعبي اتجاه الإسلام السياسي كما يصفه العامة ألا تتفق معي ؟
ـــ الإسلام هو إسلام واحد وبالتالي كلمة قوانين سبتمبر والإسلام السياسي والمتطرف والمعتدل كلها محاولات للهجوم على الإسلام بطريقة ملتوية.
* ما هو مصير الإسلاميين في العمل السياسي ؟
ـــ الإسلاميون موجودون وسيظلون موجودين وحتى في البلاد التي تعرضوا فيها للمحن كل ما يلوح جزءاً من الحرية يبرزون كقوى كبيرة كما حدث في مصر وتونس وليبيا لا تستطيع قوى في الأرض أن تمحي الإسلاميين من الوجود.
* هل تتوقع بأن تعقد الانتخابات بعد 3 سنوات ام تطول الفترة الانتقالية ؟
ـــ ناس الحرية والتغيير عايزين يحكموا بالشرعية الثورية وليس بالتفويض الانتخابي. ونحن نريد أن يكون الحكم بالتفويض الانتخابي، وبالتالي كنا نستعجل قيام الانتخابات، وبحسابات بسيطة تجد أن الفترة الانتقالية تقارب الـ 4 سنوات حيث أنها تبدأ
بـ 39 شهراً من تاريخ التوقيع وأضف عليها الشهور قبل التوقيع
* المشهد الآن بات واضحاً لصف المعارضة أليس كذلك ؟
ـــ المعارضة الآن مصطفة في تنسيقية القوى الوطنية واذا استثنيت تحالف نهضة السودان ستجد البقية في كيان التنسيقية والتي هي في صف المعارضة ولكنها ستعترف بالحكومة الحالية كحكومة أمر واقع وتتعاون معها فيما ينفع البلاد وهي ستفرض نفسها كمعارضة أمر واقع.
* هل بالإمكان أن نقول الفترة المقبلة ستكون فترة للتحالفات السياسية وليست الأحزاب منفردة ؟
ـــ لو في تحالفات ستكون قدام بعد أن تقترب الانتخابات كل ما قربت الانتخابات كل ما تمايزت الصفوف وبالتالي لكل الجهات المتفقة على المبادئ والأهداف أن تتعامل مع بعضها، الحرية والتغيير لن تستمر بتكوينها الحالي حتى الانتخابات وسيحدث تصدع بداخلها قبل نهاية العام ناهيك عن الانتخابات. الآن لا يجمعها إلا معاداتها للإسلاميين.

* حزب الإصلاح ما هي خططه وأهدافه خلال الفترة المقبلة ؟
ــ الآن الحزب يعمل من خلال تحالفات الجبهة الوطنية للتغيير وتنسيقية القوى الوطنية والآراء نطرحها من خلال هذه التحالفات
* وردت أنباء في بعض الصحف عن أزمة صحية لرئيس الحزب غازي صلاح الدين العتباني ما مدى صحة ذلك ؟
ــ هذا محض كذب. ورئيس الحزب بصحة جيدة وهو في الخارج يعمل فحوصات طبية.
* متى سيعود ؟
ــ سيعود في الأسبوع الأول من أكتوبر .

 

الانتباهة