رأي ومقالات

عبد الله بشير: الوزارة لمين.. “لنصر الدين”


إستحسن كثير من الناشطين في مواقع التواصل الإجتماعي، قيام وزير العدل الجديد مولانا د. نصر الدين عبد الباري بإبعاد وكيل وزارته ، مستغلين ذلك الإجراء في تصعيد حملتهم لإبعاد مدير التلفزيون إسماعيل عيساوي، مطالبين بإبعاده “بذات طريقة نصر الدين” بإعتبار أن عيساوي سلط الجهاز الإعلامي القومي ضد الثورة والثوار، فلا يصح أن يكون في منصبه بعد أن جاءت الحكومة المدنية، لكنها ” حمى الكنكشة ” التي أعيت الطبيب المداويا، ولا تسألوني إن كان المقصود وزير الإعلام فيصل محمد صالح!.

بالعودة للخبر الرسمي من وزارة العدل فإنه لم يذكر صدور قرار بإعفاء أو إبعاد الوكيل، بل أشار لمغادرة الوكيل إلى دولة قطر “للإطمئنان على صحة والدته” وبناء على ذلك تم تكليف رئيس القطاع مولانا سوسن حسين للقيام بمهامه “إلى حين عودته”..
وقد يقول قائل إن الوزير ربما مهد أو يمهد “لزحلقة” الوكيل قشي من منصبه، لكن “الشريعة عليها بالظاهر والنوايا عند علام الغيوب”.. ومن ناحية موضوعية يشير القرار عندي إلى أن التعيين مؤقت لرئيس القطاع لحين عودة “الوكيل الأصلي” وهو مولانا بابكر قشي الذي لم يهتم الناشطون بمن هو أو مدى مهنيته بمثل اهتمامهم بإبعاد “الحرس القديم” والذي يرون أنه يأتي بيانا بالعمل لتحقيق شعاراتهم في التغيير، وبالتالي نجاح مولانا نصر الدين فيما فشل فيه فيصل..
ولعل ما أثرته حول صدور قرار من عدمه يصلح مدخلاً للحديث عن الوزير نفسه الذي بدأ نشاطه بوزارة العدل بالإجتماع بمدراء الإدارات المتخصصة، بحضور الوكيل قشي، وأكد خلاله اهمية العمل بروح الفريق الواحد من اجل اجراء تغيرات “مؤسسية وغير مؤسسية” لمواكبة التطورات السياسية التي حدثت في السودان، وتحدث عن اهمية اجراء اصلاحات في الوزارة وإعادة هيكلتها حتى تكون أكثر فاعلية، ومراجعة النظام القانونى واصلاح القوانين والاسهام في اصلاح التعليم القانوني. وذهب الوزير إلى ضرورة رقمنة العمل لتيسير العمل والمعاملات.
من خلال إرتباط كاتب السطور بتغطية أنشطة وزارة العدل لعدة سنوات، “قبل أن يضع سبدرات حداً للعلاقة الحميمية بين الصحفيين والوزارة”، ومن خلال اهتمامي بشؤونها “من غير تغطية راتبة”، أستطيع القول أن الوزير نصر الدين “حافظ لوحو” ويدرك حقيقة المهمة التي جاء من أجلها، فهو رجل يدرك حجم المسؤولية التي يواجهها وليس بناشط سياسي له “سيرة منفوخة” لزوم شغل المنصب، كما أشاع عنه البعض. فمهام وزارة العدل بعد تخليصها من عبء النيابة العامة لا تخرج عما ذكره الوزير نصر الدين.
ويمكنني القول أن الوزير (الذي درس في جامعات الخرطوم، وهارفارد وجورج تاون بالولايات المتحدة) له نظرة مستقبلية أبعد مدى لعمل الوزارة، من خلال تأكيده علي اهمية الاستفادة من تجارب بعض الدول باستخدام التشريعات لضمان استمرارية مؤسسات الدولة “دون التاثر بانظمة الحكم” وذلك بتحويلها الى مؤسسات بيروقراطية بحتة.
كل ما ذكرته بحق الوزير لا ينفي أن سيواجه بمهمة ليست سهلة، خاصة فيما يتعلق بوضع الدستور قبل إنقضاء الفترة الإنتقالية وإصلاح القوانين خلال هذه الفترة ، بما يمهد للتحول نحو الإستقرار والإستعداد للديمقراطية الرابعة.. وكل ما ذكره خلال إجتماعه الاول بالوزارة يعتبر برنامج عمل طموح في فترة قصيرة.. نجاح الوزير نصر الدين في مهمته رتبط بالمناخ السياسي السائد ومدى وجود إرادة وقدرة من الحكومة ككل على تحقيق تطلعات السودانيين في الإنتقال بالسودان من مربع التوهان التي ظل عليها منذ الإستقلال وتفاقمت خلال فترة الإنقاذ ..
إذن فليبدأ الوزير نصر الدين على بركة الله..

عبد الله بشير


‫3 تعليقات

  1. الزول الوزير ده حسي ف ذمتكم يا عساكر شفتوا شهادتو واتاكدتو منها ومن الجامعات مباشره مش هو بس كل الوزراء الخوف تكون كلها شهادات ضاربه

    الزول الفاهم الدارس وااااضح

  2. هل صحيح أن هذا الوزير طالب بفصل الدين عن الدولة؟ هل يريدون أن يحكموننا بما لانريد، طيب اسالو الشعب السوداني على الأقل.

  3. هل الدراسة الاکادیمیة معنااها انت مٶهل لادارة نظام دولة لا اعتقد ذلک وانا الاکادیمی یفترض تکون عملت فی قطاعات مختلفة داخل امٶسسة المعنیة حتی تکون علی بینة.