حوارات ولقاءات

موسى: يجب ان نتعظ من أخطائنا السياسية في فقداننا لثلث شعبنا وأرضنا بانفصال الجنوب ؟


رئيس مؤتمر البجا موسي محمد احمد لـ ( برؤوت )

لسنا مطمئنون لما يجري من سياسات جديدة وهذا ( ) موقفنا من قوي التغيير

الأزمة السودانية تتطلب حلولاً بشكل أفضل وأشمّل من الإطار الذي تمضي فيه الآن .

تعامل الحكومة الجديدة مع الشرق غير موفق وكنت أتمني لو تتخذ القرارات بعد دراسة وتمحيص

لم نحمل السلاح رفضاً للإنقاذ وحدها إنما لمظالم متراكمة منذ الاستقلال واتفاقنا معها كحكومة وليست كحزب

.
يجب ان نتعظ من أخطائنا السياسية في فقداننا لثلث شعبنا وأرضنا بانفصال الجنوب ؟

تسبب إرجاء تسمية ممثل الشرق في تشكيل أول مجلس وزراء لحكومة الثورة في بروز إحساس بالتجاوز والإقصاء وإصرار علي تغييب الإقليم من المشاركة الفاعلة في مستويات الحكم مما دفع البعض في الندوات والمنتديات والأسافير للمطالبة بنظام الحكم الكونفدرالي فيما طالب آخرون بتقرير المصير للإقليم خاصة بعد تمسك القائد مالك عقار بتقرير المصير في المنطقتين وفقاً لاستحقاقات نيفاشا في وقت لم تتضح فيه رؤية قوي إعلان الحرية والتغيير بشأن الحركات الموقعة لاتفاقيات سلام مع نظام الإنقاذ من بينها اتفاقية سلام شرق السودان وكذلك ضبابية رؤية قحت لوضعية حكم الولايات ( السوداني ) جلست للسيد موسي محمد احمد رئيس مؤتمر البجا للحديث عن رؤية حزبه لمجريات الأحداث ولمصير ومستقبل سلام الشرق

حوار / عبدالقادر باكاش

السيد موسي أين انتم مما يجري في البلاد ؟
نحن موجودون نرصد ونتابع ما يجري وندرك أن السودان الان في مرحلة مفصلية تحتاج إلي رؤي متكاملة وهي مرحلة مهمة جدا حقيقة نحن منذ بداية الحراك الثوري كنا موجودين ومتواصلين مع كل الاطراف وكنا نتابع باهتمام سواء كان مع قوي التغيير او مع الحزب الحاكم وقتها ونتابع كل ما يجري لاننا كنا ندرك تداعيات وأفرازات ما ستؤول عليه الاوضاع وبالتاكيد الان الجميع يشاهد افرازات التغيير ، صحيح قد تكون هناك ايجابيات لكن حتي الان لم تتجه الجوانب الايجابية بعد لكن الجوانب غير الإيجابية ظاهرة
ما هي ابرز السلبيات او التحفظات حسب رؤيتكم؟
من اكبر وابرز السلبيات حالة الفراغ الدستوري وغياب القوانين الذي عاشته البلاد خلال الفترة الفائتة منذ سقوط النظام إلي يوم تشكيل الحكومة مؤخرا فقد تبددت نحو خمسة أشهر كذلك من ابرز السلبيات حالة السيولة الأمنية وبالطبع كل ذلك له انعكاساته وإفرازاته لكن الآن بدأت خطوات ، نتمني أن تحقق غاياتها في الوصول إلي التحول الديمقراطي وفي بناء دولة مدنية بخطوات ثابتة تحقق ما نصبوا عليه وننشده من تغيير إيجابي وفي تنزيل شعارات حرية سلام وعدالة علي ارض الواقع ، حقيقة ً الآن بدا تشكيل وإكمال هياكل السلطة وتم الاتفاق علي الإعلان السياسي والدستوري نتمنى تؤسس هذه النقلة لسودان آمن ومستقر، فالقضية السودانية أعمق من تغيير نظام وإحلال أخر ، هي قضية تحتاج لوعي وفهم وإدراك لطبيعتها ومسبباتها ولمعالجة من الجذور بشكل أفضل وأشمل من الإطار الذي تمضي فيه الآن ، حتي لا تكرر وتكرس لنفس الأخطاء السياسية القاتلة التي مرت به القضية السودانية منذ(63) عاما الماضية بحكومات عسكرية ومدنية حتي وصلت لهذه المحطة وهي فترة طويلة من الفشل في كافة جوانبها , نحن لا نحمل طرف أو أخر لكنه يجب ان نعترف أننا فشلنا في أدارة بلادنا ، والمحطة التي نقف فيها تؤكد فشلنا طيلة الفترة الفائتة ، كان العشم بعد(63) عاماً منذ الاستقلال ان نكون قد نجحنا وتقدمنا في جانب من الجوانب لكننا وللأسف فشلنا في النهوض ببلادنا في كل جوانبها.
السيد موسي هل تقول البداية الحالية لحكومة الثورة هي تكريس لذات الفشل؟
وحتي الان الملامح لم تتضح بشكلٍ كافٍ ، لكن نحن نريد ان نؤكد أهمية وعي الشعب حتي لا تتكرر التجارب السابقة ولابد لنا من تغيير آلياتها ومفاهيمها للوصول إلي رؤية ومشروع يلبي طموحات وتطلعات شعبنا ، وإذا لم يحصل التفكير في آليات غير تقليدية لحل القضية ستكون النتيجة نفس النتيجة ( إدمان للفشل ) ، ولذلك أن أناشد عبركم في الإعلام جميع الشعب السوداني للاستفادة من تجربة الـ(63)سنة الماضية التي لم يتحقق فيها أي توافق او مشروع أو رؤية ، الان وقد تبددت كل هذه السنوات من عمر شعبنا نحتاج إلي رؤية وتوافق ومشروع لبناء الدولة بدلاً عن الإقصاء والإقصاء المضاد وبدلاً من حالة التهافت علي السلطة والمواقع واقتسام المغانم .
إلي أي مدي انتم راضون بما جري من تشكيل لمجلسي السيادة والوزراء ؟
قياس حالة الرضي أو عدم الرضي بالنسبة لنا ليست بما حققناه من مكاسب لحزبنا او لذواتنا ، لكن نظرتنا واسعة بما حققته هذه الحكومة من رضي لكل السودانيين ان اعتقد ان الخطوات التي تجري الآن غير مطمئنة ، فمثلا وجود تأثير شرق السودان في المؤسسات ما كان كبيرا ليحاسب او يحسب أبنائنا لنظام بائد ، النظام السابق كان واحداً من أكثر الأنظمة السودانية مشاركة لابناء الشرق في السلطة لكنها مشاركة صورية و الحكومة الجديدة هي الأخرى لم تضع اعتبار للشرق ، فمثلا إقالة الأمين العام لمفوضية الاختيار كان الوحيد من الشرق يشغل منصب رفيع في مفوضية اتحادية ولا يوجد غيره من شرق السودان في أي مؤسسة من المؤسسات القومية تم إبعاده من أوائل المبعدين ، كنت اتمني ان تكون مثل هذه القرارات تتخذ بعد دراسة وفحص وتمحيص , فالشرق اضعف حلقة في السودان باعتراف الجميع وقد تم الاعتراف بذلك من الحكومة السابقة وتم تضمين هذا الاعتراف في اتفاقية سلام شرق السودان وبالتالي أي تصرف بشأن الشرق بمعزل عن هذه الحقيقة سيحدث عدم رضي ، فنحن نتابع بقلق والذي يجري الآن غير مطمئن بالنسبة لنا في شرق السودان واخشي ان يزيد ذلك من حالة الاحتقان وحتى عن مستوي قوي الحرية والتغيير تشعر أنهم ليسوا علي قلب رجل واحد.
السيد موسي التقيت بك قبل شهرين من سقوط النظام السابق وكنت انت مقتنع ان النظام ساقط لا محالة وان ثورة ديسمبر هي جذوة التغيير.. لماذا لم تلتحق بقوي التغيير او تنصح شركائك في النظام ؟
حقيقةً انا كنت مقتنعاً ان النظام بدأ ينهار، وكنت علي تواصل مع بعض مكونات قوي التغيير وكنت بقدم النصح والآراء والأفكار لقيادات الحزب الحاكم ، وكنا نبحث نقاط الالتقاء حتي نؤسس عليها ونتجنب التعقيدات الوشيكة لكن شاءت الأقدار وتحقق التغيير بالشكل الحالي علي عكس ما كنا نريده من انتقال ناعم وسلس ، ووجودنا مع النظام كان بموجب اتفاق سلام الشرق ووفق التزام أدبي وأخلاقي وقانوني ، لذلك كان من الصعوبة أن نقض الشراكة أو نوقع مع طرف ثان ، صحيح نحن في الشرق واجهنا في تنفيذ اتفاقنا مع النظام البائد عقبات وتحديات لم تمكننا من تنفيذها ، هذا لا يعني انني ضد قوي إعلان الحرية والتغيير كنت متواصل معها وأحاورهم بشكل دائم لكن اتفاقنا مع الدولة هي عهد وميثاق مع دولة وليس مع حزب او اشخاص ، الآن نحن نعتقد ان من الأهمية الالتزام من قبل الحكومة الحالية بكل اتفاقيات السلام الموقعة بل والإسراع في توقيع اتفاقيات مع كل حملة السلام ، فقد سبق ان المجلس العسكري التزامه بكل الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة السابقة ، هذه مسألة غاية في الأهمية .

بنسبة كم تم تنفيذ اتفاق سلام الشرق؟
ليس لدينا نسبة دقيقة أو رصد إحصائي لنسبة التنفيذ ، لكن كثير من بنودها لا تزال عالقة ، وأنا اعتقد أن من المهم أي خطوة قادمة يجب تؤسس علي اتفاقية شرق السودان.
البعض يعتقد أنكم خرجتم بسبب مظالم نظام الانقاذ وحاربتموه ثم عدتم بموجب اتفاق معه ، الآن وقد سقط النظام الهم والشغل الشاغل للناس هو كيف نبني السودان بعيداً عن ما مضي؟
صحيح نحن خرجنا ضد الإنقاذ لكن مسببات خروجنا ليست الإنقاذ وحدها إنما نتيجة ظلم متراكم تعرضنا له منذ ذهاب الانجليز ولم نخرج وحدنا , فالجميع خرجوا وحملوا السلاح لرفع مظالم تاريخية عن مناطقهم
وكان رأينا إن يكون الحل جذري وشامل وجامع مع كل القوي السياسية لكن الإنقاذ عملت علي تجزئة الحلول وجاءت كما هي معلومة في شكل اتفاق جيبوتي ونيفاشا وأبوجا و القاهرة واسمرا وغيرها ، وقعنا اتفاق السلام مع حكومة السودان وكان هدفنا يجاد حلول جذرية للازمة السودانية تاسيساً علي العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة وتحقق الديمقراطية واتفاقيتنا خاطبت حقيقة كان يمكن ان تكون أساس ومرجعية في تنمية الشرق وإزالة التهميش ورفع الظلم عنه لكن وبكل صدق الفترة الفائتة كانت ملبدة بالصراعات والتناقضات وفترة وبيئة ومناخ غير مناسب لتنفيذ اتفاقيات وهذا هو السبب في تأخر تنفيذ اتفاق الشرق.
تمسك السيد مالك عقار بحق تقرير المصير للمنطقتين الي أي مدي يحفز اخرين في شرق السودان وغيره مثلاً للمطالبة به خاصة وأن هناك مجموعات شبابية بشرق السودان بدأت تدعو وتنادي بتطبيق النظام الكونفدرالي ؟؟
كل هذه أعراض لمرض مزمن عانت منه الدولة السودانية منذ الـ (63 ) سنة يجب ان نضع في الاعتبار كل هذه الإشكالات ونتفق جميعنا علي كيف يحكم السودان ؟ وأن نتراضي علي نظام للحكم متراضٍ عليه سواء ان كان فدرالي او كونفدرالي او حكم ذاتي يجب ان نتراضي ورفض أي شخص او نظام يريد ان يفرض شكل معين من الحكم علي السودانيين لان ذلك لن يوصلنا الي سودان المستقبل الذي ننشده يجب ان نعترف اننا بحاجة لتجاوز المرارات والحروب الأهلية ويجب ان نكون صادقين وشفافين ونتجرد من أي انتماءات صغير، ولا ولم ولن يتم ذلك إلا إن نتسامى ونترفع عن الصغائر لذا يجب ان نكون حريصين لمستقبل البلد ولندرك اننا فقدنا ثلث ارض السودان وثلث شعبه بسبب اخطاء سياسية متراكمة
تم حل صندوق أعمار الشرق ثم تم اعادة تشكيله وكان للكثيرين أراء حول اداء الصندوق في الفترة الماضية إذا لم يتم إعمار المناطق المتضررة من الحرب فما هو الجديد بعد إعادة الصندوق.
كان للصندوق دور مقدر في تنفيذ بنود الاتفاقية وهو جهد مقدر وملموس بالنسبة لنا بالرغم مما واجهه من تحديات وعقبات سواء في التخطيط أوفي تنفيذ المشروعات ، نسبة للواقع الموجود في ايام النظام السابق الآن وبعد إرجاع الصندوق وضعنا خطة طموحة لاستفادة من التجربة السابقة و من نقاط الضعف والقوة تفكيرنا في كيف نطور رؤيتنا لتنمية الإقليم من خلال تقييم المشروعات المنفذة وقياس مدى الاستفادة منها ومن ثم التخطيط لتنفيذ المشروعات الجديدة في الفترة القادمة برؤية متطورة ووضع إطار لعمل الصندوق وفقاً لما جاء في اتفاقية سلام شرق السودان

السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٩