نكست اعلام واحدة من ايقونات السودان في البترول وفي الادارة الا وهي شركة النيل الكبري
وداعا جنبوك الجميلة
اغازلها واسرف في هواها
كان الله لم يخلق سواها
ولو عيني رات وجها جميلا
فاني دونما وعي اراها…
بالامس نكست اعلام واحدة من ايقونات السودان في البترول وفي الادارة الا وهي شركة النيل الكبري او كما يدلعها اهل البترول تاره باسم قريتر نايل (Greater Nile) او جنبوك (GNPOC) تاسس تحالف او تضامن جنبوك (Consortium) في العام 1996 بشراكة صينية ماليزية كندية وسودانية لتكون النيل الكبري تحمل اسم اطول نهر في العالم وقد بدات بذات قوته وعنفوانه وكانت الشركة الكندية هي النيل الازرق فيه فبرغم قلة اسهمها لكنها كانت نكهة الشركة بالكنديين او ما نسميهم بالدارجي بالخواجات.
عند التحاقنا بالبترول كنا في حقول بترودار وتحديدا محطة عدار للتنقية بنفس التحالف تقريبا وهما الصين وماليزيا بالاضافة الي (شركة ال ثاني) ولكن المشروع بدا بتاخير كبير في العمل فكان اغلب المدراء قادمين من جنبوك فكانوا بصوت واحد يقولون انتو ما شفتو جنبوك وكيف الشغل في جنبوك وكانت كلمة جنبوك مقترنه بكلمة واحدة (جنبوك/سستم) برغم انبهارنا بحجم العمل والرسومات المتقنة والتقارير التفصيليه والاستشاري الذي لا يمل المتابعه لمن يقول ليك بتاع (OGP) جاء ترتعد الفرائس وتراجع شغلك كويس لانهم ما بجاملو ودا (Oil & Gas) ما لعب رغم ذلك كان الناس يقولك دا ما اويل اند غاز انت ما شفتو جنبوك.
تدور الايام وننضم لفريق مشروع (FIP4) ونمضي للعمل في ابوظبي مع شركة فيكو الكندية ولنري كيف السستم مختلف واتيحت لنا الفرصه لنكون مع تيم المراجعه (Auditing) من قبل وزارة الطاقة لنري اختلافا واضحا بين جنبوك وبنات عمها ونبوك وبدوك وبتروانرجي فهناك نكهة لا توجد في باقي الشركات الا وهي اكسير السستم الذي تلحظه منذ دخولك الاستقبال ومبني الضمان الاجتماعي لتري الاعلام مرفرفه امام المبني الذي اضفي هيبة حتي علي شارع الجمهورية.
الغريب في الامر انك منذ دخولك للشركة تجد الجميع منهمك امام الكمبيوترات والجميع يلهج في الاجتماعات الرسمية او الغير رسمية هناك كلمة واحدة مفتاحية (Progress) اي التقدم في العمل واقفين وين اشتغلتو شنو والباقي ليكم شنو ، حقيقة
جنبوك اضافة ضخمة للسودانيين في العمل الفني والاداري معا ، تعلمت منها بقية الشركات العاملة وتعلمت ايضا الشركات المقاولة لانه لا يوجد مفر غير اتباع السستم زي ما بقولو ناس الجيش (الجيش بجيب راس الجبل كمان جنبوك بجيب راسك مهما كان راسك كبير بتخش السستم).
جنبوك استفاد منها حتي الصينيين والماليزيين فشركة (CNPC) الصينية اول خروج عالمي لها كان السودان والي الان الصينيين العاملين في العراق اخذو معهم السودانيين العاملين في قطاع النفط كانهم ياخذون قميص يوسف ليرتدو مبصرين في شركاتهم الاخري وقد قالها مدير جنبوك الحالي الصيني وقف في الممر في المبني وامام العاملين قال جنبوك ليست للسودان فقط وانما للصين ايضا فقد تعلمنا منها الكثير، واتعجب ايضا من ولاء موظفي الشركة لجنبوك كما يسميها ناس ال (HR) ال (Satisfaction) فحكي لي زميلنا حاليا في سودابت لديه متبقي فوائد ما بعد الخدمة فقال لي بملئ فيه انو ما دايرة وهو راضي تمام الرضي لانو (Satisfied) من هذه الشركة، وهذه الشركة التي لم يشتكيها موظفيها ابدا لاكثر من عشرين عاما.
مرت الايام واتيحت لنا فرص الاحتكاك العالمي والداخلي مع القطاعات الاخري فوجدنا الفرق الشاسع في طريقة الاداء والاجراءات ووجدنا اننا متقدمون جدا عن الاخرين ولم نجد صعوبة في التعاطي مع كافة الشركات العالمية واما داخليا فالبون شاسع فكنا نري كلمات مثل (MC) و (TC) انها اجراءات عادية لنكتشف بعد الدراسات العليا في الادارة انها من اميز الطرق في اتخاذ القرار وكيف الادارة العليا لا تتدخل في التفاصيل بصورة هوجاء ورعناء انما من خلال السستم حتي عندما يريد الصينيين توزيع العمل علي شركاتهم انت تعلم نواياهم في ولاءهم لشركاتهم ولكن السستم لازم يمشي وال (TC) لازم تقرر ، ويحكي لنا زملائنا في العراق ان صديقنا الحبيب يحيي (Planning) وصل الي العراق لاول مرة بعد توقيعه العقد وقد وصل ال (Field) ليلا والاجتماع الاسبوعي غدا صباحا فقرا مستندات العقد والتقارير السابقة ليفاجا به الجميع يتحدث في الاجتماع كمن هو موجود اصلا في المشروع.
واخيرا
الا رحم الله جنبوك الجميلة ، ونسعد اليوم بان آلت جميع حقول جنبوك الي السودان نتمني ان تواصل الادارات العليا بنفس منهج وطريقه جنبوك.
م وائل ابوسليم
شركة سودابت