منوعات

تعرف على الألمان .. سبع عادات ألمانية جديرة بأن يتنباها الشخص

عندما انتقلت دانا رجيف من إسرائيل إلى ألمانيا لم تكن في الغالب تفهم بعض الطباع الألمانية. لكن بعد مرور خمس سنوات تبنت هي الأخرى عادات ألمانية كانت تعتبرها في السابق سخيفة.

تقول دانا رجيف: رأيت نور الحياة في إسرائيل وترعرعت فيها وكنت أجد بعض العادات الألمانية غريبة عندما جئت إلى ألمانيا قبل خمس سنوات. لماذا لا توجد أجهزة لتكييف للهواء؟ لماذا يريد الألمان التجرد من ملابسهم في كل مكان؟ ولماذا يعتقدون أن ارتداء الصنادل مع الجوارب لبس مناسب للخروج من المنزل؟

وتضيف: في الوقت الذي أغوص في التفكير فيه حول هذه القضايا، يوجد أيضا بعض العادات الألمانية التي أطلقت عنها ربما حكما متسرعا. وهنا سبعة أشياء تحولت إلى جزء لا يتجزأ من عاداتي اليومية:

1- اترك كل شيء خلفك فالشمس ساطعة!

تحكًم في نفسك، ضوء شمس يكافح للظهور بين السحب، وهي علامة لكل شخص في ألمانيا لترك كل شيء خلفه والذهاب إلى الهواء الطلق والتشمس. فيتامين “دال”، كما تعلمت ذلك في ألمانيا، يُعد موردا نادرا هنا، لاسيما بالمقارنة مع إسرائيل المشمسة. ولو قلتَ لي قبل خمس سنوات بأنني سأقاطع فجأة كل شيء للذهاب إلى الخارج لتلقي بعض خيوط الشمس لاعتبرتك ربما أحمق. واليوم أنا أقتنص بدون خجل دفئ الشمس النادر هنا وأضمن أن لا أفوت أي جرعة فيتامينات.

مدرجات مليئة بالزوار على جانب النهر للتعرض لأشعة الشمس والاستمتاع بالدفء

2- أخذ حمام شمس في الحديقة شيء عادي

حمام الشمس تتم الاستفادة منه في ألمانيا في مظاهر وأماكن كانت تبدو لي في البداية غير عادية. وفي بلدي المتوسطي تبقى الحدائق والمنتجعات العمومية مليئة بالأساس بهواة الجري والأمهات مع أطفالهن والأشخاص الذين يقومون في أيام الصيف الحارة بنزهات. ومرتديات البيكيني أو العاريات لا وجود لهن بين تلك الجموع. وهذا ليس لأننا لا نريد الكشف عن أجسامنا السمراء تحت شمس إسرائيل الحارة، بل فقط لأن البيكيني في إسرائيل هو مظهر مقصور على شواطئ البحر.

وعندما انتقلت إلى ألمانيا كنت مصدومة عندما رأيت رجالا ونساء بدون حمالة صدر يسترخون فوق العشب بالقرب من مطعم أو روضة أطفال أو على بعد بضع أمتار من محطة القطار ـ مباشرة في وسط المدينة. ماذا يفعلون هنا؟

ولكن بما أنني أعيش هنا في بلد ليس به شواطئ كثيرة، وجب علي أن أتساءل: هل يوجد في هذا السياق فرق بين الشاطئ والحديقة؟ وفي الأثناء أصبحت مقتنعة بأنه لا يوجد فرق. كنت مصدومة عن غير حق

3- مراعاة الجانب المالي دائماً!

عندما وطئت رجلاي للمرة الأولى مصرفاً ألمانيا تسببت في صدمة للموظف وراء شباك الصرف عندما قلت له: ” أهلا، أريد فتح حساب وطلب بطاقة ماستر وبطاقة فيزا وأمريكان أكسبريس. شكرا”.

فالبطاقات البنكية تُعد هنا مثل القرض الذي نكون بحاجة فيه إلى استقرار مالي ودخل شهري منتظم وسلوك بنكي قويم. وهذا تعبير عن عقلية عامة ليس فقط من جانب البنوك الألمانية بل حتى على حد سواء من جانب المواطنين الألمان: فلا يحق صرف إلا ما نقدر على تحمله ماليا.

وحتى لو أن موقفي كان في البداية انتقاديا، أعرف الآن تقدير هذا الموقف الذي ساعدني على التحكم في نفقاتي وعدم تجاوز رصيد حسابي البنكي والعيش تماشيا مع دخلي الشهري.

4- فقط الدفع نقدا هو الممكن

الدفع بالبطاقة البنكية نادر في ألمانيا. وينتابني أحيانا الغضب عندما أنظر إلى فاتورة بطاقتي البنكية ولا أتذكر أين ولماذا أنفقت هذا المبلغ المالي، فإنني أدرك فجأة تبجيل الدفع نقدا. والوصية الأولى لكل شخص يحاول توفير المال هي استخدام النقود فقط لتحصل لاحقا على شعور أفضل عندما تنفق. وهذه وسيلة ناجعة.

الدفع بالبطاقة البنكية، سلوك نادر في ألمانيا، حسب رأي دانا رجيف

5- لكن ما هو السعر الحقيقي؟

السعر الحقيقي داخل المتاجر الألمانية هو السعر الموجود على لوحات الأسعار. وبغض النظر عن بعض الاستثناءات لا مكان للمساومة أو التفاوض. أنا التي تنحدر من ثقافة مختلفة تفاجأت عندما اكتشفت بأن هذا النوع من الأمور ليس سلوكا عاديا في ألمانيا. لكن ما لبثت أن أصبحت ممتنة لذلك، لأن ذلك يوفر الوقت والجهد.

فالرحلات بالتاكسي مثال جيد على ذلك: سائقو التاكسي في ألمانيا لن يخذلوك ـ حتى ولو كنت سائحا، فإن عداد التاكسي سيكشف لك كم وجب عليك أن تدفع. ولا داعي للقلق، فالسائق يختار الطريق الأقصر لبلوغ الوجهة المقصودة.

6- ماذا تفعل في 158 يوما؟

الألمان يحبون برمجة حياتهم. فلسبب بسيط يجدون بأنه من السهل برمجة أيام عطلتهم شهورا من قبل ـ عوض فعل ذلك فقط قبل أسابيع كما نفعل نحن في إسرائيل.

في السابق لم أكن من المعجبات بهذا السلوك: فمن يدري ماذا سيحصل في الشهور المقبلة؟ ولا أعرف أحيانا حتى ماذا سأفعل في اليوم التالي. ورغم أنني ما زلت أكافح ضد هذه العادة، لكنني أدرك أيضا كيف يكون الوضع مريحا عندما نعرف فترات الراحة المقبلة. وبهذه الطريقة يمكن في كل مرة إذا بات العمل متعبا وشؤون العائلة لا يمكن تحملها التركيز على أوقات الاسترخاء القادمة، لأننا نعرف أن تلك الأوقات بعيدة فقط بشهر أو شهرين وليس إلى مستقبل مجهول.

DW