أبرز العناوينرأي ومقالات

حسين خوجلي يقترح أيسر الحلول للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني الانتقالي الراهن في السودان


في مناسبة خاصة بمدينة أمدرمان الحبيبة تحلق حولي في ركن قصي مجموعة من الأصدقاء أصحاب ميول سياسية متضاربة، ولكن كعادة أهل أمدرمان فإن الخلاف لايفسد للود بينهم قضية، سألني أحدهم عن أيسر الحلول للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني الانتقالي الراهن، فقلت له: هنالك عدة حلول وخيارات، ولكن أيسرها وأسهلها للفطرة والمزاج السوداني أن يجتمع أهل السودان حول وثيقه وطنية يوقع عليها حزب الامة بكل فصائله والاتحاديون بكل مللهم ونحلهم، والاسلاميون بكل تياراتهم وحاملو السلاح والمغاضبين بكل كتائبهم، واليسار السوداني بكل قبائله مع تمثيل مقدر للشباب الذي صنع الانتفاضة ومحاولة اكتشاف قيادات حقيقية من قلبهم؛ تُشكل أشواقهم صوب سودان جديد.

وثيقة وطنية لا تستثني أحدا، عمادها التصافي والتعافي الوطني عن التنظيرات الفكرية المعقدة، وتلتزم بعقد اجتماعي جديد ميسر ومعتدل وتخطط لبرنامج اقتصادي عملي ومنتج ومنفستو للسلام الدائم، يمنح أولوية للمناطق المتاثرة بالحرب، ويمنح أصحاب المظالم والجراحات التاريخية ما يكفيهم من العدل والكفاية حتى يرضوا، مع التأكيد أن لا يفلت أحد من دم بغير حق أو مال حرام، وأن يتراضى الناس على حكومة تجمع كل الكفاءات مشهود لها بالالتزام الوطني والمهنية والتجرد حسب منطوق حزب السودانيين (كلنا من نخلة واحدة لكن العجوة غير البلح).

والوطن في هذه المرحلة (وهيط) يحتمل البلح والعجوة مع استبعاد الحَشَف و(المضروب) وسوء الكيلة. وتُعلن انتخابات مشهودة اقليميا ودوليا بعد عامين بالتزامن والتراضي على اتفاقية سلام تطلق سراح التراكتور وتُقيّد حركه المُجنزرة.

سار الحوار في هذا الإتجاه وقبِل أغلب الجمع الصغير الذكي الرؤية إلا واحدا أصر بإبعاد الاسلاميين باعتبار أنهم قد أحدثوا انقلاب الانقاذ، فقلت له :هل معك ورقه وقلم؟ فاستغربت المجموعة طلبي و لم تسألني تفسيرًا، وقد كنت أحدِث نفس بتهيئة المسرح مثلما فعل المتنبئ أول التحاقه بسيف الدولة (قل لسيدك أن بالباب شاعر لا يقرأ قصيدهُ الا جالساً، وعينه في عين الأمير ) فرد سيف الدولة ضاحكاً: (دعه يدخل فإنه يوم زينة يحتمل المجيدين والمجانين). وظن السائل أنه قد أدخلني وأدخل المجلس في حرج، وسرعان ما أحضر أحدهم كراسة وقلم، فقلت له ممازحا أن الأمر أيسر من ذلك ولكن خذ عني واكتب:
* قاد عبد الله بك خليل أمين عام حزب الأمة ورئيس وزراء حكومة السيدين أول انقلاب عام 58 بتسليمه السلطة للفريق عبود وبصمْت عليه الطائفية بأصابعها العشرة
* وفي أواخر الخمسينات قاد الرشيد الطاهر بكر الأمين العام لحركة الاخوان المسلمين أول انقلاب ضد عبود بمشاركة الضباط الشهداء علي حامد وكبيده والطيار صادق محمد حسن و عبد البديع علي كرار والملازم عبد الحميد عبد الماجد شقيق الشاعر كامل عبد الماجد وكان عليه الرحمة في العشرينات من عمره
* وانحاز الضباط الاحرار الى ثوار أكتوبر واجبروا عبود ورفاقه على التنحي
* قاد الحزب الشيوعي بالتحالف مع القوميين العرب والبعثيين انقلاب 25 مايو ومثّل بابكر النور والعطا وحمدالله الحزب الشيوعي عسكريا وبابكر عوض الله القوميين العرب ومثّل الضباط الأحرار جعفر نميري وحاز الشيوعيون على أغلب مجلس وزراء مايو وكانت أشهر انجازاتهم مذبحة أبا وودنوباوي
* طمع الشيوعيون في الاستئثار بالسلطة فقادوا انقلاب 19 يوليو الذي قضى على كوادرهم القيادية والقاعدية وخرجوا بالخزي المشهود بمجزرة بيت الضيافة، حيث اغتالوا رفاقهم وهم عزل في أبشع مجزرة في تاريخ القوات المسلحة السودانية
* قاد المقدم الشهيد حسن حسين انقلاب أبناء غرب السودان عام 74 حيث قاده مدنيا القاضي عبدالرحمن ادريس الذي نجا منه بإعجوبة بعد أن تسرب من زنزانته بجهاز الأمن واستشهد فيه شامبي والاحيمر وعباس برشم وآخرون. ومن سخريات القدر والسياسة أنني أُعتقلت بكوبر لمدة عام بعد إنهيار هذا الانقلاب بيوم واحد وكنت حينها رئيساً لاتحاد الثانويات بعد ثورة شعبان ٧٣
* قادت الجبهة الوطنية بقياده الشريف حسين الهندي (اتحادي) والصادق المهدي (أمة) وعثمان خالد (اسلامي) انتفاضة يوليو 76 المسلحة ضد نظام مايو وقد استشهد فيها الكثير من الابطال ومن بينهم الشهيد عبدالاله خوجلي
* وقاد الضابط جون قرنق انقلابه ضد شرعية الجيش في تمرد بور 83 وتوالى لهيب الحرب عبر الحركة الشعبية ليشمل أغلب السودان
* قاد الفريق فتحي أحمد علي انقلابا مؤجلا ضد الديمقراطية بما يسمى مذكرة القوات المسلحة التي فتحت الباب على مصراعيه لأوكازيون الانقلابات عبر كل التيارات ومهدت لقرنق تهديد النيل الأبيض عسكريا والخرطوم انقلابا وتمردا من قبل الطابور الخامس من اليساريين
* استبق الاسلاميون انقلاب البعث بالانقاذ في يونيو 89 بقيادة عمر البشير ورفاقه
* قاد الفريق طيار محمد عثمان كرار حركة رمضان عام 90 و كان واليا للاقليم الشرقي عن الحزب الاتحادي الديمقراطي وكانت قاعدة الانقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي حيث فقد اغلب كوادره العسكرية في المحاكمة الشهيرة
* وقاد الدكتور خليل إبراهيم زعيم حركات دارفور المسلحة الانقلاب المحمول برا والذي تحطم على أعتاب أمدرمان وكوبري الانقاذ استمع المجلس الصغير لي في اصغاء وأنا أتلو عليهم الأحداث وكانوا ينتظرون النتيجة فقلت للمتسائل: هذه الببليوغرافيا للإنقلابات في تاريخنا السياسي تؤكد بأن الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار شاركوا في الانقلابات العسكرية إما بالأصالة أو بالإنابة، فلماذا تحرصون أن تكون خاتمة الآية لكم غفور رحيم وخاتمة الآية عليهم شديد العقاب؟ ( إنتو أصلكم أشطر منهم ولا أرجل منهم؟!) وسادت موجةٌ من الضحك الطويل خففت من غلواء النقاش).

علينا يا سادتي أن نتواضع ونجهر بها أمام رؤوس الأشهاد من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر فهذا وطن لا يستحق أن نتخاصم حول نواقض الوضوء فيه فالاستعمار ونحن في قلب اللجاج والخصام يتربص بالإناء.
إني أعترف بأنه بعد هذه الإجابة دخلت ودخل الجمع الصغير الكريم في لحظات صمت كانت أبلغ من الكلام، وما بين للقصة بقية وللحديث شجون، أرجو من كل قلبي أن يتواصل الحوار، فنحن شعب يستحق افتضاح الشذى والعطر ولا يستحق فضيحة التشرزم والفقر ورضاعة الأثداء الناضبة خاصة أن الحقيقة أصبحت شهيرة وساطعة كضياء الفجر. وصدق العارف الشعبي حين قال:
لاح ضو الفجر كشف الحقائق برزن
وجوه الحق من الباطل عيان إنفرزن
إندكن قلوبن وبالغبينة إنترزن
يرضعوا في شطورا بدري ماتن وغرزن

حسين خوجلي


‫19 تعليقات

  1. كلام كبار لا يطلع إلا من له سعت في العقل ورجاحة في الفكر والوطن يسع الجميع

  2. ((((سألني أحدهم عن أيسر الحلول للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني الانتقالي الراهن )))

    الخروج من هذه المآزق أن تعيدوا للسودان الأموال المنهوبة فقط ولا شيء سوى هذا يا حسين يا خوجلي ….. لانريد منكم شيء على الإطلاق إلا أن تُعيدوا للخزينة الأموال التي نهبت منها فقط …………….

    وكان من المفترض يتدخل شخص ويطلب منك بأن تكون أنت واسطة بين الشعب السوداني ومن نهب وسرق وسلب الشعب وتعيدوا المبالغ المنهوبة فقط ……………. !!!!!!!!!!!

    والغريب الغريب في الأمر إنك ما زلت تتحدث …………. يا حسين أبعد بالله عليك ابعد أبعد أسألك بالله أبعد

  3. نعم الحل بسيط .. سودان بلا كيزان .. الحل فى ان تعود كل الأموال والأراضى والشركات التى نهبها الكيزان الى خزينة الدولة .. كاتب المقال اقترض مبلغ 500 مليون من أحد البنوك فى عام 92 لم يستردها البنك حتى تاريخه وأدعى انه انفقها فى تثبيت اركان النظام البائد … كاتب المقال احد عصابة المتاجرة فى الدقيق وتهريبه عن طريق قريبه المدعو معتصم … يبحث كيزان السودان عن حل يجنبهم المساءلة عن ما ارتكبوه من جرائم وكبائر … هيهات هيهات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  4. استاذ حسين خوجلي هؤلاء لا يقراون ولا يكتبون هؤلاء يسمعون ويشاهدون فقط الواتساب والفيس بوك لذلك حتى اذا ما تلوت عليهم القران الكريم سوف يكون غريبا عنهم لذلك ارجو من الجميع من يريد ان يعرف حقيقة الفئات الثلاث للناس في الدنيا ان يقرأ من بداية سورة البقرة وحتى الأية 22 من سورة البقرة سوف يجد نفسه واحد من الفئات الثلاث المذكورة في الايات الاولية لسورة البقرة

    1. يا محمد عثمان …. فالنفرض إنت تعرف تقرأ وتكتب وخبير في القراءة والكتابة وعمك حسين خوجلي دكتور في القراءة والكتابة ويقرأ من القرآن الكريم كل السور من الفاتحة إلى المعوذتين ويحفظهم حفظ على ظهر قلب ……… يا أخي يا محمد عثمان الفايدة شنوا في الحفظ والفايدة شنوا إنك دكتور والفايدة شنوا إنك تقرأ وتكتب …….. يا أخي سيبنا من الفلسفة الزايدة ومن الكلام الفارغ يا أخي الشعب السوداني لو لا خروجه على هذه الطغمة الظالمة أمثال حسين خوجلي وأشباهه لكان على الشعب السوداني السلام ….

      يا محمد عثمان الشعب السوداني وصل إلى ما وصل إليه من فساد في بلاده يا محمد عثمان أنت ما زلت تجامل أمثال حسين خوجلي ؟ يا راجل استحي الشعب السوداني لقمة العيش كادت أن تضيع منه لو لا أن فتح الله عليهم بالثورة المجيدة التي حلت على البلاد يا أخي ناس تأكل الثلاث وجبات وناس ما لاقية تأكل وجبة واحدة يا أخي التلاميذ في المدارس كانو يوقعوا في الطابور من الجوع وناس تأكل وما لاقية تدخل الفلوس وين يا أخي يا محمد عثمان أسأل الله لك الهداية بس مع العلم إنك إنت تغرد خارج السرب…….. والله والله يا أخي أحسن لك استهدأ بالله وشوف الحاصل في السودان من فساد ومن ظلم ………….. يا محمد عثمان بالله عليك شفت لك مدينة في الدنيا شعبها من أرقى الشعوب في العالم ما يكون فيها تصريف أمطار وسيول ؟ يا محمد عثمان بالله عليك فيء فساد وصل إلى رئيس الجمهورية من أدنى عامل في بلد من البلاد يا أخي والله ثم والله في دولة بنغلاديش ونيجريا ما وصلت الحالة إلى ما نحن فيه في السودان يا محمد عثمان حرام عليك والله حرام عليك ….. وإن كنت أنت تناصر حسين خوجلي فوالله ثم والله شكوناك أنت الآخر لرب العالمين …… والله أكبر عليكم ولا نامت أعينكم أيها الجبناء الخونة ……

  5. سرقوا ونهبوا واحتالوا وأساءوا الأدب ثم أتوا ليقولو “اختلاف الرأي لا يفسد للودّ “قضية” .. لن ننسى ولن نغفر

  6. الحل هو ياحسين خوجلي ان تبعد وتبعد يدك اليمني من شفتك السفلي اغراءت الحريم دي ما بتنفع في السودان اذهبوا انتم وزمرتكم تجار الدين اهل الشقاق والنفاق سيكون السودان امنا ورخاء

  7. كلام واضح لكن من البفهو ؟ناس قحت وتجم والقطيع ولا ناس تانيين؟

  8. منع الكيزان من السرقة و الفساد وحده سيحدث نمو اقتصادي كبير جدا
    و حسين خوجلي لص حقير ينتلك عقارات و خصوصا اراض زراعية و قطع سكنية بالهبل

  9. مخطى من ظن يوما ان للثعلب دينا ليس لامثال هؤلاء اى دور مستقبلى هل نسى دفاعه المستميت عن اولياء نعمته وتطاوله على الثوار والكنداكات ونعتهم بشذاذ الافاق ان من اسواء خصالنا نسيان من اساء وسرق ومسامحته هذا لن يبنى وطنا ولن يعلى شان امة هذا الصحفى وزمرته هم من اساء الى خيار الشعب ابان الديمقراطية الثالثة اساء الى رموز تلك الحقبة فى وقت يدعى فيه انه يحمل مشروع اسلامى اين هو من الاسلام اننا اذا اردنا وفاق وطنى يجب محاسبة كل من اساء وقتل وشرد . واعادة اموال الشعب المنهوبة ان كل الانقلابات التى تمت بسوءها لم تعادل مافعلته الانقاذ لانه انقلاب مؤدلج غير كل معالم الوطن لخدمة فئة قليلة عاثت فسادا طولا وعرضا هذه الثورة وجدت لتعيش نبراسا ودرسا وهاجا لكل الشعوب عضوا عليها بالنواجذ لا والف لا لاعادة منتوج مسرطن بعد ان دفن فى مقبرة النسيان وشيع باللعنات

  10. محاولة من حسين خوجلي في تغبيش الوعي اولا الانقلابات تفرق بين انقلاب علي ديمقراطيه و انقلاب علي حكم شمولي ثانيا مساوئ اي حكم عن سابقه نسبيه لايمكن ان تساوي مابين حكم الجبهه التي تدعي الاسلام بغيرها وانت تعرف ذلك و لكن تصر علي سرد التاريخ بالطريقه التي تراها تساعد في تغبيش الوعي فليجرد الحساب و لكن بطريقه صادقه اقف مع نفسك صادقا تجد الرؤيه واضحه وضوح الشمس باجرام و سوء حكم الجبهه و حكم الكيزان و فسادهم و حكم غيرهم اتفق الجميع علي ذلك ولكنكم تكابرون لشئ في نفوسكم اتقو الله ياهؤلاء هناك يوم يحاسب فيه الناس امام رب العزه و الجلاله وتنطق اجسامنا بما فعلنا ماذا انتم فاعلون فيه

  11. حسين ده بغض النظر عن لونه السياسي فهو كاتب متمكن ومثقف. وأكثر مايجوّد في الكتابة عندما يكون معارضاً. فبعض المعلقين الرجرجرة لا يمكن أن يرتقوا لمقام حسين وشغالين يرموا في درّاب لا يقدم ولا يؤخر. حرية، سلام وعداة

  12. دا حديث تنظيري الشعب السوداني كره الفلسفة بتاعت الكيزان المغفلين الذين ظلوا ينهبوا ثروات البلد لثلاثين عاما وما زالوا يجعجوا في المناسبات والتجمعات فيعلم انهم مكروهين ليوم الدين بما فعلوا من فقر وتجويع وكل الممارسات السالبة لفترة ثلاثين عام لم يسلم منهم ومن افعالهم السالبة سوداني الا أنفسهم استأثروا السلطة والفساد والنساء مثنى وثلاث ورباع وما خفي اعظم همن الان الإنتاج الإنتاج الإنتاج نريد سودان جديد لا فساد ولا محسوبية ولا انتماء سياسي انتماء للوطن السودان كل الأمم تقدمت بالإنتاج وكان الله في عون هذا الشعب ونجمد الله ان منا علينا بتغيير هذا النظام الهالك الفاسد الظالم

  13. يا حسين وين كانت هذه الحلول لما كنتوا متمكنين نسيت الصالح العام نسيت التمكين

  14. كذااااب وبياع كلام..لو كانت الامم تتقدم ب رص الكلام بس كان سبقنا اليابان من عقود..نفس الكلام يتكرر..ناس دايرة تعيش كل العصور وتتلون حسب المصلحة الخاصة فقط ناس بلا مبادئ يظهرون بمظهر المثالية وهم فى الحقيقة بلا مثل ارزقية اوطان يظنون انفسهم اذكى الناس واعلم الناس واحق من الناس بخير البلد فقط لانهم يتملقون ويداهنون اى سلطة حاكمة اتحدى ان يتمسك بما كان يقوله ويعارض الحكومة الحالية بصفته تيار اسلامى..قال لا يفسد للود قضية..لا يفسد يا خوى نهب المال العام وسرقة ثروات السودان وشعبه لا تسامح فيه قتل النفس بغير نفس يفسد..فى البلاد المحترمة أى مساس بالمال العام جريمة لا تغتفر وخيانة عظمى وفى الصين الكافرة فى نظرنا العقوبة تصل للاعدام والمؤبد..الاخ حسين اصحى الحصل فى السودان كان ثورة على نظام فاشل دمر وخرب السودان باعتراف ناسه ثورة فيها شهداء ما كان انتقال سلمى للسلطة زى ما بيحصل فى اسرائيل والدول المتقدمة..

  15. منذ أن فتحت عيناي على هذا الرجل أتعامل معه بازدواجية مثل ازدواجية شخصيته، تتسع حدقة عيني دهشة أمام التلفزيون عندما يتحدث عن الأدب والشعر والثقافة والدوبيت، وأتمنى ألا يخرس الله له لساناً طالما كان حديثه الأدبُ، ثم ما تلبث أن تنفقئ عندما يتحدث عن السياسة حتى أكاد أطالب بعلمانية الثقافة كمنهج جديد للفصل بين الأدب والسياسة باتخاذ حسين خوجلي نموذجاً. فهو تفوح منه رائحة العنبر المعروفة بحلاوتها عندما يتحدث عن الأدب بينما تنبعث منه كذلك رائحة العنبر (ولكنه هذه المرة عنبر المستشفيات) عندما تتذكر انتمائه النتن.

    استيقظ أخي حسين، فالشعب السوداني ما عاد يحمل نفس قيم التسامح والنسيان، والزمن تغير، وكذلك الذاكرة تغيرت وأصبحت إلكترونية، فما تحفظه أنت في ذاكرتك من الماضي، يحفظه عن شباب هذا الزمان الانترنت واليوتيوب وهي أصدق دليل، فإذا الشعب نسى لك كلمة “ميتينكم” التي ذكرتها في قناتك الفضائية، فاليوتيوب قااااعد، وأمريكا لم تنسَ لرئيسك المخلوع تهديده الذي دفع الشعب السوداني كله ثمنه بأن “أمريكا تحت جزمته” ونسي صاحبك سلاسة الأسلوب وعفة اللسان وسماحة الإسلام وفي الآخر طلع هو اللي يتمنى يكون تحت جزمتها……

    فيا حسين أخالك تحفظ لإيليا:
    كفّي ملامك يا حسناء واتئدي فإنّ مدح ذوي العدوانِ عدوانُ
    وأنتِ مِن أمّة تأبى خلائقها أن يقتلَ الطيرَ في الأقفاصِ سجّانُ
    وإنّ قومي طيورٌ غيرُ كاسرةٍ سطتْ عليها شواهينٌ وعقبانُ
    لا تحسبي أنّني أبكي لمصرعهم فكلّنا للرّدى شيبٌ وشبّانُ
    لكن بكيت من الباغي يعذّبهم وهم شيوخٌ وأطفالٌ ونسوانُ

    فيا حسين السياسي: كفكف دموعك، بعض الحزن أهوان… أمن يموت ولا ستر يظلّله كمن عليه أكاليل و تيجان؟ فلم يترك إخوانك الشياطين الحرامية لإخوانك أولاد الحلال ستراً يظللهم ولا عيناً تقوى على مقابلة خلق الله، اللهم إلا إذا كان على العين غشاوة….. كتلك التي أمام ناظريك وإني أعرف أناساً تحسروا على كل لحظة قضوها في التنظيم وأوصلت من أوصلت إلى مناصبٍ اغتنوا من خلالها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والرزم من اليورو والدولارات والتي وعزة الله لن تغني عنهم شيئاً يوم الوقفة الكبرى أمام مليك مقتدر عادل جبار منتقم، وأرجو عندما يحيك الظلام ويزداد الوصال بين العبد وربه في أنصاف الليالي وينزاح الستر المزيف عن البشر أن تراجع حساباتك وإن -كما يقولون- أخذت شيئاً بغير وجه أن تستغفر ربك وتتذكر الأرملة واليتيم وفاقد العون والمشرد والمظلوم وهذا والله أمر لن يقدره إلا أنت، وحيث لا زال في روحك بقية وبمقدورك الرجعي قبل أن تصل الرويحة الحلقوم أن تتراجع، فلك في نفسي بقية ود لشقك الأدبي.
    ألا هل بلغت، ألا هل بلغت، ألا هل بلغت اللهم فاشهد