مقالات متنوعة

الثورة بين التحرر والتطرف


دونت وزيرة الشباب والرياضة ولاء عصام البوشي الاثنين الماضي بلاغاً جنائياً في مواجهة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف بنيابة الخرطوم الجديدة على خلفية ما اعتبرته ولاء اتهام الشيخ لها بالردة وقبل أن أفيق من صدمتي في تفرغ الوزيرة الشابة لمعارك انصرافية هالني وضاعف حيرتي خبر إعلان مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري يوم الأربعاء برئاسة د.عبد الله حمدوك تضامنه مع وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي في قضيتها التي رفعتها للمحكمة، مبينا أن الهجوم على الوزيرة تم بسبب سياستها والتي تعبر عن سياسة الحكومة.
وقال الناطق باسم الحكومة وزير الإعلام والثقافة فيصل محمد صالح عقب اجتماع مجلس الوزراء، إن القضية ليست قضية شخصية وإنما قضية عامة، موضحا أن مجلس الوزراء وجه وزارة العدل باتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار هذا التضامن باعتبارها قضية عامة وليست قضية شخصية.
تأتي كل ردود الأفعال هذه بعد خطبة الجمعة الماضية للشيخ د.عبد الحي يوسف انتقد فيها تنظيم أول دوري للنساء السودانيات في منشط كرة القدم واتهم وزيرة الشباب َوالرياضة بأنها تؤمن بفكر لا نؤمن به ويقصد انتماءها لحزب الجمهوري.
إنه لأمر مؤسف أن تكون سياسة الحكومة رياضة نسوية وتتقزم اهتمامات حكومة حمدوك التي قاوم من أجلها أبناء شعبنا واحدة من أعتى وأقوى الحكومات الحزبية ليأتي حمدوك ومن معه لتنظيم دوري للنساء بزعم حرية النساء وملاحقة الأئمة والدعاة بالبلاغات الكيدية ومقاطعة خطب الجمعة أثناء الصلاة وطرد وإنزال الأئمة من المنابر لمجرد اختلاف رأي دون مراعاة لقدسية وحرمة بيوت الله وتكميم أفواه قادة الرأي.
أشعر بالغيظ والحسرة والأسى على الشهداء والجرحى والمفقودين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم وقاوموا الطغيان لإنجاز هذه الثورة لتكون النتيجة كالتي نراها، يقيني أن هذه الكبوة لن تستمر طويلاً وأن شعبنا لن يرضى أن تختطف وتوظف ثورته في التطاول على القيم والأخلاق والمثل والسماحة السودانية.
أنا لا أتفق مع اتهام الناس بالردة والتكفير وغيرها من عبارات الطعن في عقيدة الآخرين ولا أؤيد الغلو والتطرف في الدعوة لدين الله لكني لا أرى حكمة أو فهما أو جدوى في انشغال مجلس وزراء الثورة عن قضايا الناس وتحديات تأسيس دولة مدنية بعد ثلاثة عقود من دولة الحزب الواحد. قضية الشيخ عبد الحي مع ولاء البوشي لا ترقى ولا تستحق مناقشتها بهذا المستوى الرفيع ما لم يكن هناك فراغ في الاهتمامات وفقر في الأجندة وضبابية في رؤية مجلس الوزراء حيال هموم البلاد وشواغلها.
أشفق على حكومة الكفاءات أن تكون بهذه الدرجة من الهشاشة والسطحية وملاحقة معارضيها بالشكاوى والبلاغات
الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف داعية من أصلب الدعاة وما يقوله في منابر الوعظ والإرشاد وفي خطب الجمعة مسنود بحجة بينة من الكتاب والسنة وليس حديث يفترى، لذلك كان من الأوفق مقارعة الحجة بالحجة دون محاولة إسكاته بالإجراءات الجنائية.

صحيفة السوداني


‫5 تعليقات

  1. أحييك كلام مليان
    لكن المشكلة حايقولوا عليك كوز ولا دولة عميقة

  2. ثورتنا إنسرقت واتغشينا, كرهتونا يا تجمع المهنيين رخيتوا الحبل للناس ديل كتييير وخليتوهم يكرهوا الناس فى الحكومه بسبب قضاياهم الإنصرافيه مع الدعاة , ماف زول عندو مشكله مع الدين ولكن المشكله المصداقيه والمعيشه والفوضى الفى السوق والتردى فى الخدمات الماحلوتوهو لينا للآن….إرحلوااا غير مأسوف عليكم خلى يجونا شباب الثوره لتعديل الحال المايل دا…