رأي ومقالات

سهير عبدالرحيم: (٢١) أكتوبر.. كذب المنجمون

ابرز الاجابات للذين شاركوا في مسيرة الامس حين تسألهم لماذا خرجتم …؟؟ تأتي الاجابة لأن الذي اطلق المبادرة هو عبد الـله جعفر وهو نفس الشخص الذي دعا لمليونية (30) يونيو.
نعم هذه ابرز الاجابات، البعض لا يعرف حتى انها تصادف ذكرى ثورة (٢١) اكتوبر والتي كما قال استاذنا البوني اننا نمجد ثورة اكتوبر وفي نفس الوقت نتحسر على ايام الرئيس عبود.

المهم ان مجموعة كبيرة شاركت تحت بند عبد الـله جعفر، ويبدو اننا سنكون تحت رحمة مزاج هذا الشاب لأنه دعا لمليونية ونجحت، وعلى هذا الاساس نجلس قبالة صفحته على فيسبوك لنرى دعوته المقبلة الى اين ستتجه.
ما هذا السخف وما هذا الهراء، ان كانت (30) يونيو قد نجحت فهي نجحت لأسباب كثيرة اهمها واكبرها انها اول مليونية بعد فض الاعتصام وازهاق الارواح البريئة في الشهر الحرام، وقد جاءت حارة ساخنة شاركت فيها كل اطياف المجتمع بوجع لا حدود له على اولئك الشباب الأطهار الشهداء.
وثانيها انه كان لا بد ان تكون بتلك القوة لتعلي من الاصوات التي تطالب بالحكومة المدنية، وتدعو لمحاسبة القتلة ووأد فكرة الحكومة العسكرية.
وثالثها انها جاءت في توقيت بدأ فيه الشعور لدى المواطنين بأن الثورة سرقت واذيال النظام السابق سيعودون الى الواجهة بأقنعة جديدة وازياء تنكرية.
ورابعها ان الحديث الكثير عن فشل عدد من المحاولات الانقلابية ارسل شعوراً للمواطنين بأن المجلس العسكري يراوغ ويحتاج للعين الحمراء حتى ينفك من اسطوانة الانقلابات التي صدع الناس بها. اضف الى كل ذلك ان الشارع نفسه كان متفقاً ومؤمناً وراغباً ومقتنعاً بضرورة الخروج.

ولكن ما حدث امس ان احدهم اطلق مبادرة تطابقت مع مبادرة للكيزان، والتقطها بعض الثوار بصورة خاطئة، فأتت مسيرة الأمس باهتة لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا إقبال.

ما ينبغي قوله أن جسد السودان مثقل بما يكفي من الجراحات الخاطئة والأخطاء الطبية القاتلة، جسد مصاب بكل الامراض التي من شأنها أن تورد اي جسد مورد الهلاك، والآن استعنا بجراح نحسب انه نطاسي بارع سيحتاج العلاج منه الى زمن طويل وأجواء مناسبة، وما لم يحدث ذلك فلن يبارح جسد السودان غرفة العناية المكثفة.
خارج السور
سننتظر صفحة عبد الـله جعفر لنرى الدعوة القادمة، والتي ربما تكون إحياء العيد الأول لثورة (١٩) ديسمبر وإعلان الاستقلال من داخل البرلمان.

سهير عبدالرحيم
الانتباهة