حوارات ولقاءات

مديرة جامعة الخرطوم: ألغينا الوحدات الجهادية ولم يتم ضبط أي نوع من الأسلحة داخل مقارها


بروفيسور فدوى عبد الرحمن مديرة جامعة الخرطوم لـ(الرأي العام):
ألغينا الوحدات الجهادية ولم يتم ضبط أي نوع من الأسلحة داخل مقارها
خسائر الجامعة تقدر بـ(15) مليون دولار جراء فض الاعتصام
لم يتم إخطارنا بحل الشرطة الجامعية .. وما زالت موجودة وتساهم معنا في الاستقرار
أول يوم للدراسة بالجامعة سار بصورة طيبة جداً عكس ما كنا نتوقع
اطمأنينا من خلو الجامعة من الأسلحة وأدوات العنف
(….) لهذه الأسباب كنا نتخوف من أول يوم في الجامعة
تخريب جهاز حفظ البيانات قيمته (375) ألف دولار تخريباً كاملاً

حوار: علاء الدين موسى
بروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه مديرة جامعة الخرطوم استطاعت في فترة وجيزة أن تضع يدها على أماكن الخلل في جامعة الخرطوم، وعملت بصورة جادة حتى يعود طلاب الجامعة لمعانقة (الجميلة والمستحيلة) التي أصابها تدمير شبه كامل ليلة فض الاعتصام. وخسرت الجامعة ما قيمته (15) مليون دولار إلا أنها رغم ذلك تصدت لهذا التكليف بكل ما أوتيت من قوة، دخلت في اجتماع مطول مع الاصطاف العامل بالجامعة بعيداً عن الإقصاء والتهميش، وأقرت في حوارها مع (الرأي العام) بصعوبة المهمة التي أوكلت إليها في ظل الأوضاع الحرجة التي تعشيها البلاد، إلا أنها راهنت على نجاحها رغم المشاكل التي تواجهها من دولة عميقة ومشاكل العنف الطلابي داخل الجامعة وغيرها من القضايا المهمة والحساسة …

• بروفيسور فدوى بداية كيف تنظرين لأول يوم للدراسة بالجامعة؟
أول يوم للدراسة بالجامعة سار بصورة طيبة جداً عكس ما كنا نتوقع، حيث انطلق التسجيل بجميع كلياتها بعد انقطاع دام لـ “10” أشهر، من ديسمبر من العام المنصرم كان آخر يوم دراسي في الكثير من الجامعات السودانية وعلى رأسها جامعة الخرطوم، بعد أن تصاعدت الاحتجاجات بصورة شكلت خطراً على النظام السابق، لأن الجامعات كانت وقود المظاهرات التي اجتاحت السودان، الأمر الذي دعا السلطات لإعلان تعليق الدراسة وتسريح الطلاب، ومن ذاك اليوم أوصدت الجامعات أبوابها أمام العاملين والطلاب واستمر إغلاق الجامعات إلى بداية يوليو الماضي، حيث بدأت إدارات عدد من الجامعات في الإعلان عن استئناف الدراسة مجدداً، ومن بينها جامعة الخرطوم التي قررت الجامعة استئناف الدراسة بشكل تدريجي، بدءاً بكلية الدراسات العليا، يوم الأحد 21 يوليو الماضي، إلى أن تم افتتاح جميع المدارس والكليات بالجامعة في 27 أكتوبر الجاري، وأعتقد أن أول يوم سار بصورة طيبة، حيث بدأ التسجيل للطلاب الجدد بجميع الكليات، وانطلق اليوم بالفحص الطبي بالمجمعات المختلفة، وانتقل الطلاب والطالبات من بعدها لتكملة بقية إجراءات التسجيل.
وهل قمتِ بالطواف على الكليات للوقوف على ذلك؟
بكل تأكيد طفت على عدد من الكليات، في الأقسام المختلفة للجامعة، وتحدثت مع عدد من الطلاب، دون أن أكشف عن هويتي لهم كمديرة للجامعة، إلا بعد أن تعرفت على وجهات نظرهم في فتح الجامعة لأبوابها.
وماهي النتيجة التي خلصت إليها؟
خلصت إلى أن الطلاب لديهم رغبة أكيدة في مواصلة العام الدراسي، ومتحمسين لذلك، وأكدوا على أنهم ضد العنف، وغالبية الطلاب جاءوا بروح عالية للدراسة، خاصة الطلاب الجدد.
وماذا عن التسجيل للطلاب الجدد؟
إجراءات التسجيل للطلاب الجدد تستمر لشهر كامل، بشكل متوازٍ مع الدراسة حتى نتمكن من تكملة العام الدراسي الذي تأخر كثيراً.
ولكن البعض يرى أن الجامعة غير مهيأة لاستقبال الطلاب؟
الكل يعلم حجم الضرر الذي تعرضت له جامعة الخرطوم صبيحة فض الاعتصام بالقيادة العامة، ونحن في إدارة الجامعة نسعى لإصلاح ما خربه المخربون الحاقدون، وأنا أقول رغم ذلك استطعنا أن نهيئ الجو المطلوب للدراسة، وحتى نتأكد من ذلك كما أسلفت، قمنا بالطواف على الداخليات التي يتولى أمرها الصندوق القومي لرعاية الطلاب، وعلى كلية التربية والمجمع الطبي، وكليات الوسط، ووجدنا أن الأمور مرضية إلى حد كبير.
بعد وقوفك على عدد من الكليات ماهو حجم الضرر الذي أصابها جراء فض الاعتصام؟
عدد كبير من المدارس والكليات تعرضت لتخريب صباحية فض اعتصام القيادة العامة، ولا زالت بعض الكليات تعاني من هذا التخريب، مثل مدرسة العلوم الإدارية التي طالتها حرائق عرضها لتلف كبير، ولكن رابطة الخريجين والأساتذة ساهموا في إعادة تأهيل المدرسة حتى تكون مهيأة لاستقبال الطلاب القدامى والجدد، وما زال العمل جارياً لتتم عملية التأهيل، ولكن رغم ذلك هنالك بعض المشاكل التي تعاني منها الجامعة.
مقاطعة .. ماهي تلك المشاكل؟
المشاكل تتمثل في قسم الحاسوب الذي تعرض لسرقة عدد كبير من الأجهزة وحرق الجزء الآخر، خاصة أجهزة حفظ البيانات، وهنالك جهاز لحفظ البيانات تقدر قيمته بـ(375) ألف دولار خرب تخريباً كاملاً.
هذا يقودنا إلى سؤال .. ماهي التقديرات النهائية للخسائر التي تعرضت لها الجامعة؟
الخسائر التي تعرضت لها الجامعة جراء فض اعتصام القيادة العامة تقدر بـ(15) مليون دولار، وصلنا دعم كما ذكرت آنفاً وكل الأساتذة والطلاب والخريجين يعملون بروح الفريق لإرجاع الجامعة لسيرتها الأولى، لتواصل عملية رفد المجتمع بالكوادر في كافة المجالات، وتعود الجميلة والمستحيلة كما كانت رغم التخريب الذي أصابها.
وهل تستطيع الجامعة أن تواصل الدراسة رغم ذلك النقص؟
نحن في إدارة الجامعة نعمل على ذلك .. وسنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة العام الدراسي، الذي تأخر لأكثر من 10 أشهر، وهذا يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لإنجاح العام الدراسي دون توقف.
البعض يرى أن المهمة التي أوكلت إليك صعبة .. بل مستحيلة في ظل التحديات التي تواجها البلاد والجامعة في المرحلة الحالية؟
بكل تأكيد.. ولكن رغم ذلك نعمل في تناسق تام لإزالة كل المعوقات التي من شأنها أن تعمل على زعزعة استقرار العام الدراسي، وهذا لا يتأتى إلا بوقفة الجميع من أساتذة وطلاب للعمل بروح الفريق الواحد، لنخرج بالعام الحالي لبر الأمان، ونحن واثقون من ذلك بإذن الله، ونتوقع الدعم والمساندة من الجميع، وهذه الروح لمسناها في الزيارات التي قمنا بها للمدارس والكليات المختلفة.
ولكن هذه الروح يمكن أن يهزمها العنف الطلابي داخل أسوار الجامعة على غرار ما حدث في جامعة الزعيم الأزهري ؟
نحن في إدارة الجامعة كنا نتخوف من ذلك، خاصة بعد الأحداث الدامية التي شهدتها جامعة الزعيم الأزهري الأسبوع الماضي، وعقدنا اجتماعات مكثفة لتدارك مثل هذه الأخطاء، وخرجنا بضرورة مخاطبة الطلاب في أماكنهم والاستماع إليهم لنتعرف على مشاكلهم وحثهم على ضرورة الابتعاد قدر المستطاع عن نقل المشاكل الحزبية إلى داخل الجامعة، وتقبلوا ذلك بفهم عالٍ ووعي كبير، ونتيجة ذلك اليوم الأول سار بصورة طيبة.
برأيك .. ماهي الحلول لمحاربة العنف الطلابي داخل الحرم الجامعي؟
محاربة العنف تتم عن طريق إزالة أماكن الخطر داخل الحرم الجامعي، وأول قرار قمنا به للحد من العنف ومحاصرته، هو إنفاذ توجيهات قرار المجلس السيادي لتهيئة فتح الجامعات بإلغاء الوحدات الجهادية وحلها والتحفظ على مقارها وتوجيه الحرس الجامعي بوضع يده على مباني وسجلات الوحدات الجهادية، ونحن في جامعة الخرطوم، وضعنا أيدينا على مقار الوحدات الجهادية وقمنا بتغيير الأقفال لهذه الأماكن، حتى لا يتم استغلالها من الطلاب المنتمين للوحدات الجهادية.
وهل تم ضبط أي من الأسلحة في هذه الأماكن؟
لم يتم ضبط أي نوع من الأسلحة النارية في هذه الأماكن واطمأنينا من خلو الجامعة من الأسلحة وأدوات العنف داخل الحرم الجامعي.
قرار حل الشرطة الجامعية يعدُّ مشكلة حقيقية في ظل الشد والجذب الذي تشهده الجامعات .. ما تعليقك؟
لم يصلنا أي قرار بهذا الخصوص، وما زالت الشرطة موجودة وتساهم معنا في استقرار العام الدراسي.
في حال إنفاذ القرار ماهي الخطط البديلة لديكم؟
كل شئ متروك لأوانه.. ونحن لانريد أن نستبق الأحداث، في حالة إصدار قرار مثل ذلك سيكون لنا ما نقوله.
البعض يتساءل عن وضع (الكلينك) بعد أن أصابه تخريب كبير؟
نعم: (الكلينك) تعرض لخراب كبير، ويصعب على الجامعة وحدها، أن تؤهله بطاقته القصوى، لكن الإخوة في شركة (زين) مشكورين تكفلوا بتأهيل المجمع من جديد والعمل يجري فيه الآن بصورة طيبة.

حوار: علاء الدين موسى
الراي العام