رأي ومقالات

تمكين فيصل محمد صالح..!!

استمعت أمس عبر تلفزيون السودان لحديث معالي الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس مجلس وزراء الفترة الانتقالية لأهلنا في دارفور، توقفت كثيرا عند كلماته البسيطة الدافئة الصادقة التي تلج إلى القلوب مباشرة “عايزين نعمل كلنا يا اخوانا مع بعض عشان نمشي البلد دي لى قدام.. البلد دي فيها خير كتير وما محتاجين لأي عطايا من أحد”..
# حديث السيد الرئيس يناقض الواقع المعاش في مناح عديدة.. وتكذبه عمليا تصريحات السيد وزير المالية الدكتور إبراهيم البدوي الذي رهن تمويل ميزانية العام 2020 لمزاج المانحين الذين أسماهم بأصدقاء السودان أعطوه أو منعوه.
# أما جدلية “نعمل كلنا مع بعض” فهي مجرد مخدر موضعي عديم الأثر أمام سطوة التمكين التي أعتقد أن خير من عبر عنها في تعيين المعارف والأصدقاء المقربين، السيد وزير الإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح كما في حالة ماهر أبو جوخ الذي عين في منصب مدير إدارة في التلفزيون القومي بقرار فوقي من رئيس الوزراء في سابقة لا أظن أنها يمكن أن تحدث أو حدثت إلا في عهد النظام السابق.. وكذلك وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي التي أتت بأيمن سيد سليم كوكيل وزارة مسنودا بسيرة والده الراحل الذي كان علما من أعلام الرياضة.. أما ابنه الذي سألنا عنه في ود مدني فقد جاءتنا الإجابة بلا تعليق..!!
# الوزيران المحترمان أكدا لنا بأن الشعب السوداني سيكتشف في الغد القريب أنه استبدل أحمد.. بحاج أحمد بعد تضحيات كبيرة في الأرواح والنفس.. بينما سيكون التمكين هو ذات التمكين الذي يقيم مباريات الاعتزال الآن للأصدقاء القدامى من محاسيب عهد البشير وبطانته.. ليستقبل القادمين الجدد إلى مهرجانات التوظيف، ومن وقفت أمامه لوائح الخدمة المدنية وتقاصرت قامته ومؤهلاته وخبراته أمام أي منصب، تدخل رئيس الوزراء، بجلالة وظيفته، بقرار فوقي يشبه تلك القرارات التي جاءت بعبد الماجد هارون ومحمد حاتم سليمان والعبيد أحمد مروح لذات المناصب التي تؤكد بأن كل امرئ في السودان يحتل غير مكانه.. وعلى البسطاء الذين يجلدون هذه الأيام على بطونهم في الخدمة المدنية أن يصمتوا ويعملوا في وظائفهم من سكات.
# بعيدا عن تصريحات حمدوك في فاشر السلطان.. وقريبا من التمكين، استمعت للسيد وزير الاعلام الذي كان يتحدث أمس في ورشة عن قوانين الإعلام والسياسات الإعلامية في المرحلة الحالية.. اهتمت اللافتة بالشركاء الأوروبيين والمحليين.. السفارة البريطانية وشبكة الصحفيين.. بينما لم ألمح أي مشاركة أو مداخلة أو ورقة من الكيانات الرسمية التي تمثل الصحفيين.. مجلس الصحافة.. واتحاد الصحفيين.. وهذه مؤشرات واضحة بأن السيد الوزير يريد أن يحتمي بأجانب السفارات ليقدم نشطاء الإعلام كبديل، نحسبه غير موضوعي، للكيانات القائمة ولعله ينسى أو يتناسى بأن شبكة الصحفيين مثلا لا تمثل كل الصحفيين في السودان وأن أرادت أن تمثلهم فلن يتأتى لها ذلك إلا من خلال انتخابات حرة وشفافة سيتداعى لها كل الصحفيين وليس أصدقاء الوزير وحدهم الذين أستطيع أن أجزم أن أكثرهم سيخذلونه في أول محك حقيقي لإقامة مؤسسات خاصة بهم في الفترة الانتقالية.. لأن أغلبهم يستعجلون السطو على المؤسسات القائمة، حكومية كانت أو خاصة ولا يستحون، في زمن الحرية والعدالة، من الإشارة إلى أن صحيفة فلان أو قناة علان لم تكن مع الثورة فلابد من (همبتتها) أو على الأقل إيقافها.. وللأسف فإن السيد وزير الإعلام يشجع هذه “الهمبتة” بتصريح رسمي عبر فيه عن عدم رضائه عن الصحافة السودانية.
# أعود وأذكر الوزير بأنه أصبح وزيرا لكل الإعلاميين لذلك عليه أن يفتح الأبواب والنوافذ أمام الكل.. لا تلك الفئة التي تحسب أنها هي التي أتت به وهي الأولى بتدجينه والسيطرة عليه.. عليه أن يستفيد من المناخ الطيب الذي وفره له الكثيرون باعتباره زميلا لهم وابن كارهم.. حتى لا يثور عليه صقور الإعلام وحمائمه.. عندها لن يحتمل كلمة واحدة مما يمكن أن يعاد ويستعاد وستضيق به الأرض بما رحبت.

ايمن كبوش
نوفمبر 6, 20190

‫2 تعليقات

  1. كتاب المؤتمر الوطنى اتركوا الحكومة تعمل فى صمت البلد انتو انتهيتوا منها تماما
    والعمل فى البلاد الان من البداية وان شاء الله تخرج هذه البلاد من المصائب
    والمطبات التى ادخلها فيها مؤتمركم الغير وطنى

  2. والله ياجميل بثينة الكلام الفوق دا عين الحقيقه ليه ننتقد فقط
    فعلا وزير المالية يعين بنت اخوه مدير مكتبه وولاء البوشى تعين حبيبها سابقا مدير للكورة والتلفزيون يعينو فية قريب الوزير وهلمجرا معقول دى الثورة التصحيحية
    نفس اسلوب الكيزان المرفوض يعنى انحنا الشعب المسكين دا تاااااانى نروح شمار فى مرقه صاح ؟