رجل من جهاز الامن والمخابرات إسمه: جنابو طلحة السماني.. ماهي حكايته؟
جاء إلى خشم القربة، منقولاً، ذات مساء، كضابط مسئول عن الأمن فيها، رجل لم يكن أحد يعرفه من قبل، أو حتى سمع به، ولذا لم يكن أحد ينتظره.
كان وسيماً، نحيفاً، متوسط الطول، ذا بشرة قمحية، كثير التهذيب، يحترم الكبير والصغير، لا يقاطع حديث أحد، ولا يتحدث إلاّ بعد أن يستمع جيداً. أما مآثره الحقيقية فهي أنه إستطاع، منذ الأسبوع الأول لقدومه، أن يغيِّر كل ما كان يفهمه الناس، منذ الإستقلال وحتى يومهم ذاك، عن مثل وظيفته تلك!
الحكاية وما فيها أن أحد اللاجئين تصادف واعتقِل، قبل يومين من مجئ هذا الضابط، وأسيئت معاملته أيما إساءة، بل إن من إعتقله فجَرَ فجوراً شديداً في إذلاله وإهانة كرامته بما أمسى حديث المجالس في خشم القربة، حتى أنه، و إمعاناً في ذلك، أعمل موساه في شعر رأسه حتى سطعت الفروة بلمعان يخطف الأبصار تحت وهج الشمس! وفي الحقيقة لم تكن المدينة ترى في ذلك أية غرابة، حيث أن جلدها كان، على كل، قد اندبغ، قبل ذلك، بعنف أشد، وقسوة أغلظ، وضرب ما ذاق مثله أبو محجن الثقفي في زمانه!
لكن الغريب حقاً، وما أدهش أهل المدينة فعلاً، كان تصرُّف ذلك الضابط عندما أحضر أمامه المعتقل المكلوم، الحزين، حليق الرأس، كي ينقضَّ عليه، كما جرت العادة، بالضربة القاضية.
فبدلاً من أن يسأله ولو عن الجرم الذي اقترفه، راح يسأله، وهو يتفحَّص بقايا الدم المتخثر حديثاً على صلعته اللامعة:
ـ “الحَلق ليك كدا منو”؟!
تردَّد اللاجئ قليلاً، فألح عليه:
ـ “إتكلم .. ما تخاف”!
فتمتم اللاجئ بصوت راعش، وهو يشير بإصبع مرتجف إلى من إعتقله:
ـ “حلقني الزول دا”!
ـ “بي موس وللا قزازة”؟!
ـ “موس”!
ـ ” بي موية وللا ناشف”؟!
ـ “ناشف”!
إلتفت الضابط إلى عسكريِّه:
ـ “إنت عملت في الزُّول دا كدا”؟!
حار العسكري جواباً، واكتفى بأن قطب حاجبيه، وزمَّ شفتيه، ورفع عينيه المرتبكتين إلى سقف المكتب. مرَّت لحظة من الصمت الثقيل قفز الحدث الدرامي بعدها إلى مداه الأقصى الذي ما طاف مثله، من قبل، بعقل بشر في تلك النواحي، حيث نهض الضابط بهدوء، وأمر عسكريَّه بأن يجلس على الأرض، ثم أخرج موساً سنينة من أحد أدراج المنضدة، وأعطاها للاجئ، قائلاً له بهدوء، لكن بصوت كأنه خارج، للتو، من بطن أحجية قديمة:
ـ “أحلق ليهو زي ما حلق ليك”!
ما لبثت تلك الحادثة الخرافية أن تناقلتها الألسن، فانتشرت في طول المدينة وعرضها إنتشاروالنار في الهشيم!
لكن، مع مرور الأيام، بدأ الأهالي يعتادون على عمايل هذا الضابط الموغلة في (غرابتها)، قياساً إلى ما كان قد قرَّ في وعيهم من تنميط لصورة هذا النوع من المسئولين.
فعلى سبيل المثال فوجئ الناس به، ذات صباح، يقوم بتنظيف وغسل مراحيض مستشفى المدينة وعنابرها المهملة بنفسه، وما كادوا يرون ذلك منه حتى شمروا عن سواعدهم، وإنخرطوا يشاركونه العمل؛ وما كاد هو يرى ذلك منهم حتى سارع إلى تكوين (جمعية أصدقاء المستشفى) تحت إشرافه، وما تزال تمارس نشاطها هناك. ثم إنه وفر، بمجهوده الخاص، محوِّلاً كهربائياً لهذه المستشفى بعد أن كانت تسبح في بحر من الظلمات كلما حلَّ المساء. وعموماً لم يشهد عهده أي عنف يذكر، فقد كان رجل (جودية) يحل أكثر المشاكل تعقيداً بالمصالحات والترضيات، كالصراع على المعتمدية، والذي كاد ينتهي بمعركة لا تبقي ولا تذر بين مختلف القبائل، وكذلك المشاكل التي لا يندر أن تنشب بين تلاميذ الحضر وتلاميذ الريف! وإلى ذلك حوادث السرقات البسيطة، والنزاعات حول الميادين العامة، وغيرها.
باختصار أصبح طلحة السماني، خلال السنوات الخمس التي قضاها في خشم القربة، نموذجاً للمسئول الذي يعتبره الجميع واحداً منهم، شقيقاً، أو إبن خالة، أو صديقاً، أو جاراً، أو حتى .. فردة! ونعُمت المدينة في عهده بأمان حقيقي!
لكنه، فجأة، كما جاء مضى!
بقلم الكاتب
عبد العزيز بركة ساكن
السودان يحتاج الى الكثير من هذا الرجل طلحة فى كل مرافقه وخصوصا الخدمة المدنية
التى اصبحت لا تطاق من حكم الكيزان وما فعلوا بها والله السودان يحتاج كل شئ
البلد انتهوا منها تماما هؤلاء المجرمين كيزان الشيطان
يعني الامنجي ده ترك شغله الاياسي و ذهب لتنظيف المستشفيات
اذا حلايب و الفشقة ستحررها فراشات المستشفى
ههههههههه
زغردي يا عنايات يا رقاصة و حطي في بطنك بطيخة صيفي
قل خيرا او اصمت يا اوكامبو
وافضل تسكت لانك اجوف
لله درك يا هذا نسأل الله لك التوفيق أينما ذهب طلحة السماني ….. وإلى الرجل الهام صاحب القلم الرقيق عبدالعزيز بركة ساكن ونسأل الله لكم جميعا التوفيق والسداد فأمثالكم السودان يحتاجهم والله ….
أسعدكم الله في الدارين
حلايب والفشقة ما ح تحررها نظافة المستشفى ولا أدب وأخلاق ودين الضابط طلحة ، ح يحررها التنظير والحملات الإنتقامية .. الإنتقامية وبس .. ح يحررها فاحش القول والعنف اللفظى الأجوف .. ح تحررها الإنصرافية فى أبهى صورها .