ماذا قال عمر القراي مخاطبا طلاب جامعة الخرطوم في يوم الخميس 17 يناير 1985
حل المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى. قلت: “إن الشيطان قد قام بتزيين الاشتراكية ودكتاتورية الطبقة العاملة لأصحاب المعسكر الشرقي وبتزيين الديمقراطية والنظام الرأسمالي لأصحاب المعسكر الغربي فظن كل فريق منهما أن الحق معه. وإنما الحق مع المسلمين الذين زين لهم الشيطان اتباع المعسكرين المتصارعين بدلا من إرشادهما ودعوتهما إلى الإيمان بالله ورسوله الذي أرسل إليهم جميعا رحمة بهم لئلا يكونوا من أصحاب السعير. وقد زين الشيطان الرجيم للمسلمين التفرق بدلا من الاعتصام بحبل الله تعالى.
في كتاب الله تعالى حزبان لا أكثر أحدهما ليس مصرحا له بالعمل وهو حزب الشيطان وفيه المنافقون والكافرون وأهل الكتاب وهم الفريق الذي في السعير. وحزب الله وفيه وجوبا كل المسلمين على ظهر الأرض وأميرهم واحد والله تعالى معهم وهم الفريق الذي في الجنة.
ومع أن أمر الحزبين هو من أمور الدين البينة المحكمة يفلح الشيطان في تفريق الناس أحزابا ويزين لهم ذلك فيرونه حقا مثلما زين لأبينا آدم الأكل من الشجرة رغم الأمر المحكم من الله تعالى بألا يقربها وبأن الشيطان عدوه المبين فأقنعه هذا الأخير بأنه له من الناصحين.
وترتبط الحزبية كذلك بمنح الشعب حق التشريع والمشرع حقا هو الله تعالى بما أنزله في القرآن الكريم. وهذه المسألة هي أظهر مسائل الدين على الإطلاق فهي ترتبط بالعبادة لأن المشرع هو الإله المعبود فمن اتخذ غيره مشرعا فقد أشرك به وكفر. ويزين الشيطان كذلك هذا الأمر لبني آدم جميعا فيؤمنون بالديمقراطية التي تجعل الشعب مشرعا أولا وأخيرا أو تجعله مشرعا أولا له حق اختيار الأحكام وحق رفضها.
إن المشرع الأول هو الله تعالى ولا تقوم جماعة المسلمين بتشريع أحكام إلا عند حاجتها إلى ما لم يأت به نص في كتاب الله تعالى ولا تفعل ذلك إلا في حدود العدل والحق والإحسان الربانية القرآنية. أما في الديمقراطية فإن مجرد الإعلان عن أن المشرع هو الشعب هو حكم الجاهلية الذي يزينه الشيطان للفاسقين فيؤمنون به ويدافعون عنه ويتخذونه دينا.
وإن أراد الديمقراطيون الإيمان بالله ورسوله فإن عليهم الإعلان بأن الله تعالى هو المشرع وأن الشعب لا يقوم بإضافة أحكام لم تأت مفصلة في كتاب الله تعالى إلا في حدود ما أمر الله تعالى به من الحق والعدل والمعروف. فإن فعل الديمقراطيون ذلك فقد أسلموا ولم يعد اسم نظام الحكم هو الديمقراطية لأن هذه تعطي حق التشريع للشعب وقد ارتبطت في تأريخها الحديث برفض حاكمية الدين وبالكفر بالله فأعطت الشعب كل السلطة.
وكذلك بنت الديمقراطية الحقوق والواجبات على المواطنة والحق هو بناؤها على الإسلام لأن من كان فاسقا ليس كمن كان مسلما لا في الدنيا ولا في الآخرة. إلا أن كفر الديمقراطيين بالإسلام يدعوهم إلى القول بأن الدين يفرق بين الناس فيؤمنون بالمواطنة وقد زين لهم الشيطان أن غير المسلمين يعقلون بينما هم كما قال الله تعالى لا عقل لهم يهديهم إلى دينه وإلى العمل بكتابه الذي يهدي إلى التي هي أقوم.
وفي الخرطوم تقرأ أن الوثائق الحاكمة قد نصت على منع قيام أحزاب على أساس ديني. والحق هو أنه لا توجد أحزاب أساسا في كتاب الله تعالى غير حزب واحد هو حزب الله الذي أمره الله تعالى بالحكم بما أنزل وبسياسة الناس بذلك. هنا يخطر ببالك قول الله تعالى: “أنى يؤفكون”. وقد زين لهم الشيطان أعمالهم وهو يعلم أن الحزب في الأرض واحد يجمع كل المسلمين بقيادة أمير واحد وأن الحزب الثاني الذي لا ثالث له هو حزبه هو وعمله هو تفريق الناس أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون وتزيين ذلك لهم فيدافعوا عنه ويتخذوه دينا.
إن حل المؤتمر الوطني وكل الأحزاب هو المظهر الأوحد لنجاح الثورة التي أفشلتها الأحزاب باستيلائها عليها. وحل المؤتمر الوطني خاصة بالشرعية الثورية وكل أحزاب الحركة الإسلامية المزعومة ومصادرة ممتلكاتهم ومنعهم الكلام والقضاء على رموزهم بسبب فسادهم في الأرض هو أمر لا يتأخر ليحدث بعد سبعة أشهر من سقوط رأس نظام النفاق باسم الدين .
إن تأخر هذا الأمر هو ما أدى إلى فشل الثورة لافتقادها القيادة الجاهزة التي تستلم الحكم فورا بدلا من الجيش والمساومات التي أدت إلى استحواذ الأحزاب على السلطة واستيلاء جيل الخمسينيات والستينيات الذي طال أمد بعده عن ذكر الله تعالى على الثورة التي استهدفت في الأساس إرشاد هذا الجيل الغافل أو حل أحزابه المفسدة والإصلاح بكتاب الله تعالى بدلا من فساد الحركة الإسلامية المزعومة بعد القضاء على رموزها ومصادرة ممتلكاتها ومنعها الكلام ووقف المعاناة والتدهور الذي زاد مع الأيام.
إن لعنة الجمهوريين أتباع محمود محمد طه هي التي أصابت الثورة والثوار بعد أن عملت العناصر الحزبية في تجمع المهنيين على توقيع إعلان الحرية والتغيير مع الأحزاب. ومن أسباب هذه اللعنة تصريح عمر القراي مخاطبا طلاب جامعة الخرطوم في يوم الخميس 17 يناير 1985 بقوله: “ألا تعلمون أن الذي يحاسب الناس يوم القيامة إنسان؟” وهذا الإنسان في رأي القراي هو الله تعالى الذي ينزل من العرش إلى الفرش أي الأرض فيحل في جسد إنسان يحيا ولا يموت.
وبدلا من أن يصير محمود محمد طه الله تم شنقه في اليوم التالي لهذا التصريح اللعين وهو من أفكاره هو التي حلت عليه بسببها اللعنة ولحقت بالثورة والثوار”.
د. صديق الحاج أبو ضفيرة
غريبة الزول دا الليلة كلامو موزون
ما فيهو لا انا المهدي ولا انا امير
جنيتو ماتت ولا شنو
الزول دا بيخرمج في شنو مرة مع الثورة ومرة يهاجم الشيوعيين ، ومرة ينادي بالاسلام ويهاجم الاسلاميين ، هو في الاسم من ورانا ونحن ماعارفين ، ومابقي الا مدعي علم الغيب يجي ويفيتنا في السايسة