رأي ومقالات

الثمن الباهظ في أصناف التفكيك وأوصاف الجاحظ


اجتمع حزمة من الناشطين بمنزل أحد أثرياء الخرطوم من الذين امتصوا كل رحيق الانقاذ وتقلب في نعماء مؤسساتها الاقتصادية والسياسية، ويلبس الآن قناع الثورية ليمتص رحيق (قحط) المتوهم. تحلّق حول مائدة الشواء والشراب بكل ألوانه الجميع بلا استثناء نساءاً ورجالاً وكانت مناسبة الدعوة أن يقدم قانوني مخضرم -اشتهر بمعارضته الشرسة لنظام الإنقاذ– تنويراً للناشطين حول مزايا وسلبيات قانون التفكيك بغية أن يتصدى هؤلاء الناشطين لتسويقه جماهيرياً عبر الوسائط الاعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة.
ولقد كانت دهشة الجميع عظيمة حين وصف القانوني المخضرم القانون بجملة واحدة من الثناء والمباركة، جاءت في صيغة المجاملة العابرة وانبرى بعدها لقانون التفكيك بحملة شعواء وانتقادات مرة. حيث وصفه بأنه مجرد منشور سياسي رخيص لا علاقة له بالقانون ولا علاقة له بالسياسة، ووصف واضعيه بالجهل والسذاجة والتحامل والرؤية الفطيرة للنصوص وروح القانون.
وقال فيما قال: إن هذا القانون أساء لكل الإرث والأدب القانوني في بلادنا منذ مطلع الاستقلال إلى اليوم، بل إنه يعد فضيحة ووصمة عار في وجه العدالة السودانية، وقد لطخ سمعتنا القانونية في الخارج وأساء لكل القانونيين السودانيين اللذين شرفوا المؤسسات الدولية والإقليمية. وأضاف بأن حل المؤتمر الوطني ومحاسبة منسوبيه وغيرهم أمر متاح بالقانون الذي بين أيدينا وما كان يحتاج لكل (خمة النفس) هذه ولا (النفخة الكضابة) وأضاف ساخراً : كيف سولت لهم أنفسهم أن يملكوا كل نصوص وروح القانون السوداني للجنة غير متخصصة، لتفعل بالناس الأفاعيل بدون علم ولا دراية ولا منطق. بل يصادر لها كل صلاحيات وزارة العدل والنائب العام وتُمنح حصانة فوق الجميع تحيلها الى واحدة من محاكم التفتيش سيئة الذكر التي عرفت بها أوروبا في القرون الوسطى. وتابع مرافعته الغاضبة قائلاً: إن واضعي القانون من مراهقي السياسة أصيبوا بخيبة أمل كبيرة في رد فعل الشارع الذي قابل القانون ببرود وعدم اهتمام، وقد ظنوا ان الشوارع والميادين سوف تمتليء بآلاف المتظاهرين لتقديم فروض الولاء والطاعة لهذه الحكومة المتواضعة الأداء والسمعة والمهام. إن الذي جرى بتمرير قانون التفكيك يشكل ضربة قاصمة للعدالة وردة لإصدار الأحكام عبر النية المُبيتة لا القرائن والوقائع الساطعة، وبؤسا فنيا في تاريخنا القانوني، وبؤسا اخلاقيا في ادائنا السياسي.
قال الشاهد لقد بُهت الجميع وغرقوا في الإحباط وامتنعت أيديهم عن الطعام والشراب وأُخرصت الألسن فكفوا حتى عن التأوهات والتعليقات، وانفض السامر وخرج الجميع لواذا حتى أن الرجل القانوني لم يجد من يوصله إلى داره فقد هرب الناشط الذي كُلف بالمهمة، فاضطر رجل الأعمال أن يصطحبه بسيارته الخاصة.
ضحكت ما بعد الواحدة صباحاً ضحكة مجلجلة أيقظت اهل الدار بعد أن وصلني التسريب المثير للحزن والشفقة وأنا اقارن بين مرافعة القانوني المخضرم ومرافعة تلميذ (الجاحظ) الذي جاء به لاسترجاع زوجته الغاضبة المطلقة.
تقول الحكاية ان الأديب الشهير الجاحظ قد خاصم زوجته وطلقها فجاء اليه أحد تلامذته للوساطة بينهما وذهب برفقة الجاحظ. فقال للزوجة: إن شيخنا ابا عثمان رجل طيب ذو أصل طيب، ولكن لا يصدك عنه عمش نظره، وقِذى عينيه، وشعر منخريه، وبخر فمه، ونتانة ابطيه، ودقة ساقيه. فقال له الجاحظ: قم لا بارك الله فيك فقد أظهرت لها من عيوبى ما كانت تجهله!.
عزيزي القارئ عفواً سوف نكلفك بعصف ذهني طفيف، تُرى من هو الجاحظ المعاصر وزوجته الغاضبة وتلميذه الفتى ومرافعته الشهيرة؟ الرجاء إرسال الإجابة لوزارة العدل أو النائب العام أو مجلس الوزراء أو رئيس حزب الكنبة.

بقلم: حسين خوجلي


‫5 تعليقات

  1. تقول ياخوجلي وقال فيما قال: إن هذا القانون أساء لكل الإرث والأدب القانوني في بلادنا منذ مطلع الاستقلال إلى اليوم، بل إنه يعد فضيحة ووصمة عار في وجه العدالة السودانية، وقد لطخ سمعتنا القانونية في الخارج وأساء لكل القانونيين السودانيين اللذين شرفوا المؤسسات الدولية والإقليمية. وأضاف بأن حل المؤتمر من كلامك الكثير الفارغ الوضيع هذا كلمة واحدة تحريك وماذا فعلتم انتم بالقانون السوداني نصا وارسو ومنهجا؟ انتم عصابة مجرمة سفكت الدماء وسرقت البلاد ويجب أن يطبق عليكم القانون بحذافيره يامن لا توجد لغة إنسانية تصف أحلامكم وفسوقكم

  2. في الشارع السوداني قول معروف الا وهو لا تتهاوش مع شر….طة لأن لسانها نتن ولا يستطيع أي شخص مجاراتها في الشتم . عليه أرى أن هذا الدعي حسين خوجلي لا يستحق أن تقرأ مقالاته النتنة . لانه سفيه وتافه .

  3. ي ود خوجلى براك جايب البلاوي لنفسك
    انت و شلتك أيام الجامعة القال ليكم منو
    استغلوا فى الشيوعيات و البعثيات و الجمهوريات
    و بنات الأمة و الاتحادى زعط و معط من طرف
    ترا حسع الجماعة عاوزه تخلص تارها سب
    معذورين عشان خليتوهن كبارى